رسائل الأدباء رسالتان خطيتان من نجيب محفوظ إلى أدهم رجب

عزيزى أدهم

تحية وأشواقًا، وتحيات أبوالكاظم أيضًا، ومعذرة عن الاختصار، فأنا مريض وليس هذا الخطاب من خطابات الحديث والأشواق والأدب، ولكنه مجرد استشارة طبية ويا تلحقونا يا ما تلحقوناش. وقد ذهبت لأكثر من طبيب، ولكن رأيت أن أرجع لمرجع عصره، وفريد فنه الدكتور حسان، الأديب الناشئ!!
كشفت على قلبى للخفقان السريع الذى يعتريه فى فترات متقطعة فقيل لى قولان: قال طبيب إنها حالة مجهولة والقلب سليم ولم ينصح بشىء، وقال طبيب ثان، إنها أعصاب القلب، ونصح بعدم تعاطى الشاى والقهوة والتدخين.
«ودع هذه النصيحة، لأنه لن يعمل بها ولا فى حالة السرطان القلبى إن كان هناك سرطان للقلب»، وأشار على بتناول كالسيوم برونات ساندوز.. فما رأيكم؟!
والطبيب الأول لم يعجبه لون وجهى (.........)، وأمرنى بتحليل (........)، ووجدت فى التحليل أنه يمكن رؤية بعض cysts and ova، وقال لى المحلل إنها حالة تقريبًا فى كل الناس وعادية.. فما رأيك؟!
أسرع بالجواب يا دكتور قبل فوات الفرصة.
وتقبل قبلات مُحبك المريض.
نجيب محفوظ


****

عزيزى أدهم

أشكرك وأحييك، وأزيدك طمأنينة من ناحيتى وأقول لك إن مصطفى أمين أرسل إلىّ مرة أخرى، لأنضم إلى مجلته فاعتذرت للمرة الثانية، ولك منّى وعد أبدى بألا أكتب إلا ما يرضى عنه ضميرى الفنى وعلى قدر طاقتى.
أما ما سرنى أكثر من أى شىء فهو قدومك الموعود فى أغسطس، وأرجو أن يكون نهائيًا بعد حصولك على درجاتك العلمية المأمولة، وستُتاح لنا فرصة فنرى هشام ونستمع إلى فصاحته التى لا نشك فيها.
والآن دعنى أقدم لك نصيحة وهى أن تبحث عن مؤلفات كاتب اسمه كافكا F.Kafka تشيكى الجنسية، ألمانى الثقافة، توفى منذ أقل من ربع قرن، وأهم مؤلفاته The CastleThe Trial (القلعة، المحاكمة)، وله إلى هذا مجموعة أو أكثر من الأقاصيص، ولن أحدثك عنه، بل سأتركك لروحه تفعل بك ما تشاء، فإما أن تحبه كما أحببته وإما ستعرض عنه قبل أن تقرأ ثلث مؤلفه. وحسبى أن أقول لك إنه نمط قائم بذاته، وقد دلنى عليه هذه الأيام الأستاذ عادل كامل، وأطلعنى على قصتيه المذكورتين، فاندمجت فيهما ولعل استعدادى (...) هو الذى سهل علىّ هضمه، فاقرأه يا أدهم وخبرنى إن أمكن عن رأيك ولا تنس عند قدومك أن تهدى إلى أى مجموعة من أقاصيصه لأنى لم أظفر بها هنا ولأنتظر ولنرى.
وتقبل فى الختام أذكى تحية وأعطر سلام.
المخلص
نجيب محفوظ

1581926022318.png



1581926360684.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى