علجية عيش - جمعية ثقافية جزائرية تؤكد رفضها لثقافة التغريب و التطبيع مع فرنسا

نظمت معرضا وطنيا خاص بالتراث الأوراسي خلال الإحتفال باليوم الوطني للشهيد



للمرة الأولى نقف على مواقف جمعيات وطنية تعلن رفضها لثقافة التغريب و تؤكد عداءها للإستعمار الفرنسي حتى لو كان النشاط له طابعا ثقافيا، من خلال رفعها شعار: "لا للقابلية للإستعمار" هذا ما قامت به جمعية " آزطّا ذا اللّحَاف" وهي جمعية وطنية ،و قد وجّه رئيس الجمعية رسالة للنخبة المثقفة و الطبقة السياسية بالسير على هذا النهج و أن تتمسك بمواقفها في رفض التطبيع مع فرنسا سواء كان فوق الطاولة أو تحتها و عدم الإستسلام للضغوطات و المؤامرات الخارجية

الجمعية اعتمدت رسميا في سنة 2009 و كرست نشاطها للحفاظ على الهوية و ترسيخ التراث الشاوي في أذهان الشباب، يترأسها السيد كمال راجعي و هو باحث في التراث و كان قد نظم المعرض الخاص باليوم الوطني للشهيد احتضنته دار الثقافة لولاية باتنة ضم عرض ألبسة و أفرشة تقليدية و أواني طينية تعبيرا عن اصالة الشعب الجزائري و خصوصا في منطقة الأوراس، بالإضافة إلى تنظيم معرض خاص بالفنان التشكيلي أحمد خماري قدم فيه لوحات تعبر عن تضحيات الشهداء و أخرى لتراث سكان الأوراس و الحياة اليومية للمرأة الأوراسية و غير ذلك، مع تقديم محاضرات و عروض فنية تمثلت في الرقص الشاوي قدمتها فرق شبانية عبرت عن اعتزازها بهويتها و أصالتها و محافظتها على تراث المنطقة و عادات و تقاليد الأجداد في زمن نادى فيه الحداثيون بالعصرنة و التكيف مع مشروع العولمة الثقافية و التخلي عن كل ما هو قديم.

المعرض تزامن مع إحياء الذكرى العاشرة لتأسيس الجمعية، و قد تمكنت الجمعية منذ تاسيسها من إثبات وجودها في الميدان من خلال تنوع نشاطاتها حيث شاركت في ما يقارب 79 أسبوعا ثقافيا و في العواصم الثقافية التي نظمتها الجزائر ( عاصمة الثقافة العربية قي سنة 2007 بالجزائر العاصمة، عاصمة الثقافة الإسلامية بتلمسان ثم عاصمة الثقافة العربية 2015 بقسنطينة)، بالإضافة إلى اتفقيات التوأمة مع عدة ولايات، و في هذا كشف كمال راجعي أن جمعيته حتى و لو كانت تحمل طابعا ثقافيا، فهي لها مواقف ثابتة من بعض القضايا التي تمس كل ما يتعلق بالهوية الجزائرية و الذاكرة الجماعية، حيث أعلنت رفضها للتطبيع مع فرنسا، و الدليل أنها تنازلت عن العديد من الفرص التي قد تعود عليها بالفائدة و تخلق لها صدى إعلاميا، من خلال رفضها دعوات للمشاركة في أسابيع ثقافية نظمت بباريس، و هذا لسبب واحد هو أنه محسوب على الأسرة الثورية و أسرته قدمت 29 شهيدا إبان الثورة الجزائرية.

و أكد رئيس الجمعية في هذا السياق أن التطبيع خيانة عظمى للشهداء، خاصة و نحن نعيش أجواء الإحتفال باليوم الوطني للشهيد، ثم أن "الشاوية" معروف عنهم بـ: " التاغنّانت" و عدم الإستسلام كما قال هو ، و من يفرط في شبر من أرضه فقد عرضه ، و أضاف أنه مخطئ من يقول أن الجزائري له قابلية للإستعمار، و أردف بالقول: إن هذه النظرية الشهيرة التي وضعها مالك بن نبي في كتابه الصراع الفكري بأن الإستعمار جاء إلى العالم الإسلامي نتيجة مرض أساسي عندنا و هو القابلية للإستعمار، و هو نتيجة الصراع الفكري الذي خطط له الإستعمار"، و قد استغل هذه النظرية أعداء الجزائر و عملاء فرنسا ليشوهوا صورة الجزائريين، بأنهم قوم تُبَّعٌ و مغلوبين، و قال انه وجب اليوم القيام بحملة واسعة لرفض التطبيع مع فرنسا ة كل ما له صلة بالإستعمار و مطالبة الحكومة الفرنسية بتقديم الإعتذار للجزائريين عن المجازر التي ارتكبتها في حقهم.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى