دعوة الحق - تطور الأسماء والألقاب بالمغرب

هذا العصر هو عصر التطور، كل شيء فيه يتطور الأفكار والعقائد والقيم والمفاهيم، الأخلاق والتقاليد الصور المادية للحياة المسكن والملبس والمأكل ووسائل المواصلات ووسائل الإعلام، الحرب، السلم، والآلة، الإنسان.
ولا يمر يوم ولا تمر ساعة بل لا تمر لحظة لا يذكر فيها لفظ التطور من أقصى الأرض في الغرب المتحضر والشرق المتأخر في كل مكان، ولا يوجد شيء واحد ولا عمل واحد ولا مفهوم واحد لا تدخل فيه فكرة التطور.. ولا يتصور الناس شيئا في الحياة كلها إلا من خلال فكرة التطور التي تشمل كل شيء وكل كيا(1).
هذه المقدمة هي التي حفزتنا إلى تسجيل التطور الذي أدخل على أسماء وألقاب المغاربة منذ جري نظام الحالة المدنية المحدث بظهير شريف مؤرخ في 18 جمادى الأولى عام 1369 الموافق لـ 8 مارس 1950 وخصوصا بعد إحراز المغرب على استقلاله حيث أصبحنا نسمع أسماء وألقابا غريبة عن أسماعنا ولا عهد لنا بها من قبل يتخذها المغاربة ألقابا لعائلاتهم كالأسماء التركية:رمزي، فكري، نوري، صدقي، نيازي، نشأت، عصمت، حكمت، شوكت، رأفت، شوقي.. حمدي والأسماء الفارسية : سيبويه، نفطويه، رستم، رضا، حكيمي، مصدق، أرسلان، شاهين، ميرزا، آية الله. والأسماء المصرية : طنطاوي، فؤاد، نحاس، مكرم، محمود، عامر. والأسماء الهندوسية : غاندي. والأسماء اللبنانية المسيحية : جبران، الخوري. والأسماء الباكستانية : جناح. والأسماء الأندونيسية : سوكارنو. والأسماء الحجازية : النجدي، السعودي، الوهابي، القاضي. بينما اتخذ بعضهم أسماء عظماء الشرف الإسلامي كالغزالي، والسيوطي، والزمخشري، والكيلاني، والجاحظ، والأيوبي، ومروان، وتيمور، وعبده، والعقاد، والحريري، والمنفلوطي، والطنطاوي، والطوسي، والرازي. وحمل البعض الآخر اسم قطر إفريقي بكامله حيث كلفوا أنفسهم بما لا تطيق كاسم غانا بلاد تكرومة الذي يحمله اليوم مغاربة على أكتافهم، وأصبحت الكنى الحديث تصادف الهوى في قلب الشباب أبو كمال، أبو فراس، أبو المجد، أبو المودة، أبو خالد. وإن كان أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن كما ورد في الحديث، فقد حذف بعض المغاربة – عفا الله عنهم– الذين سماهم آباؤهم بخير الأسماء كعبد الكريم،عبد العزيز، عبد الجليل، اسم عبد ولام التعريف فأصبحت أسماؤهم : كريم، عزيز، جليل، ظنا منهم أن عصر العبودية قد زال وانقضى مع أن التي زالت هي عبودية الإنسان لأخيه الإنسان أما العبودية لله فما زالت وستبقى في الدنيا والآخرة، فما زال الكثير من المغاربة يحملون ولله الحمد تلكم الأسماء كاسم سيدنا محمد وسيدنا عيسى وسيدنا إبراهيم وسيدنا موسى، كما يحملون أيضا أسماء الخلفاء الراشدين والصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وحمزة، ويتبركون بأسماء الصوفيين فيتسمون بأسمائهم كالجيلاني نسبة إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني مؤسس الطريقة القادرية ودفين بغداد "471-561ه" وباسم المدينة المنورة كالمدني وباسم مكة المكرمة كالمكي وبأسماء زوجات النبي (ص) " خديجة، عائشة، رقية، وبنتاه، فاطمة الزهراء، وزينب وبأسماء ولدي سيدنا علي كرم الله وجهه : الحسن والحسين وباسم أم النبي (ص) آمنة، ومرضعته حليمة السعدية، وباسم بنت أبي بكر الصديق، أسماء ذات النطاقين.
وأما الأسر القديمة فما زالت تحتفظ بألقابها ولا تبغي عنها بديلا، لأنها توارثتها أبا عن جد كعائلة الفاسي الفهري وبوطالب و اليوسفي السقاط والعبودي وابقادري والكتاني والعلوي والإدريسي والصقلي وابن جلون والدويري والطاهري والعراقي والتازي وبناني وبرادة والعمراني والعلمي وكنون وجسوس والكوهن والعبي والحبابي والحلو والقرشى وزنيبر وعواد ومعنينو وحجي والحرش والحصيني والعوني والبارودي والدكالي والناصري والزواوي والصفار وبركاش والمريني وسباطة وضاكة وفرج ومرسيل وبربي وبنعبدالله وبلافريج والبريبري والبدراوي والبيطاوري وطليدانو والزهراء والرغاي وابن الغازي وغنام والأبيض والأزرق والعياشي والدبى ودينية ومورينو والقرطبي وكراكشو وبوهلال واللحياني والحساني والعيساوي والدغيمر وفرشادو وجوريو والغربي وزكيك والعيماني والزواغي والأغزاوي والودغيري والكردودي والشدادي وفنيش وابن المبارك وابن شقرون وابن خضراء وابن ابراهيم وابن احساين وابن المعطي وابن بركة وابن المليح وابن موسى وابن زاكور وابن سليمان والطريس واللبادي ودفوف وبوستة وافقير واحرضان وامزيان والمنبهي وبوعشرين والبلغيثي والطنجي والخطيب وبنونة والشفشاوني وابن عرفة وابن سعيد وابن الحسني والعمراوي والزعيمي والجعيدي والحجوي والعوفير والمدور وابن يوسف والبزيوي والحمراوي والحريشي والشرادي والشياظمي وملين واجديرة وبلكورة والشرقاوي والمصمودي والصديق وحكم والرندة وابن عزوز وعاشور وبريطل والرايس وجلزيم والحسناوي والعبدي وبنعمرو والقباج والقصري والعروسي وبيرو ووالعلو ولوباريس ومتجينوش والسائح وخالص وابن يعيش والرجراجي وكيليطو والزياني والزناتي والريش والربح وبرق الليل والهواري وكريموالبحراوي والحنصالي وابن اليمني وابن عسيلة وابن فارس والبوري والسباعي والفكاك وميكو وغلاب والسحيمي والمستاري والصباغ وابن الراضي وفنجيرو وابن صالح وبوجندار والتادلي والتادلاوي وابن مشيش وابن شمسي وابن هيمة والبواب وسكيرج وابن كيران والمرنيسي والصنهاجي والريسوني وابن السراج والسعيدي والتسولي والبرنوسي وابقالي وابن دورو وابن دراعو والمصوحي والغماري واللوح، والمالقي والجززولي والرفاعي والتباع والمعروفي وغيرهم ممن تستحضرهم الذاكرة.
وتضيف بعض البيوتات الكبرى لقب جدها الأكبر الذي تنتسب إليه إلى لقبها كإضافة الفهري إلى الفاسي والكيلاني إلى القادري والعبدلاوي إلى العلوي والقيطوني إلى الإدريسي أو الصفة إلي لقبها كإضافة الشريف إلى الكتاني بينما لا تضيف بعضها لقبا إلى لقبها.
ومما تجدر غليه الإشارة إلى أن أسماء شرقية دخلت في أسماء المغاربة حديثا وهي نعيمة وليلى ولمياء وحياة وآمال ورشيدة ومجيدة وتوفيق وشوقي ومراد وفاروق وجمال وصلاح الدين وجمال الدين سمير ومصدق وشكيب وعبد الرؤوف وأمين وفريد وفؤاد وفيصل ونجيب وسعيد وحميدو ومحمود ورفيق وشفيق وعزمي وعزام والمفتي.
ويلاحظ أن بعض الشرفاء الكتانيين يسمون أولادهم باسمين : محمد الباقر، محمد ناصر الدين، أحمد المهدي، محمد المنتصر، جعفر الطيار، كما أن بعض الشرفاء القادريين يسمون أولادهم كذلك باسمين بسبب كثرة تشابه أسمائهم الشخصية : أحمد توفيق، محمد علي، أحمد نور الدين.
وتذكر بعض العائلات القديمة اسم أبيهابعد ذكر اسمها الشخصي كما يفعل المصرين والأمريكان : أحمد حسين الزيات،صاحب الرسالة وليندون بن جونسون رئيس أمريكا.
وبعد، فهذا قليل من كثير عما يجب الكتب في تاريخ أسماء وألقاب المغاربة في العصر الحاضر قمنا به لحفز همم الكتاب والمؤرخين إلى العناية به وكل ما نقصده هو خدمة تاريخ المسلمين والله ولي التوفيق.

1-مقدمة محمد قطب في كتابه التطور والثبات في حياة البشرية.

دعوة الحق

العددان 81 و82

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى