أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور .. حافظ إبراهيم في إهداء تحت صورته..

- لؤلؤ منثور

1- اللؤلؤة :
كتب حافظ إبراهيم في إهداء تحت صورته..

شكرت جميل صنعكمو بدمعي = ودمع العين مقيــاس الشعورِ
لأول مــرةٍ قــــــد ذاق جفنـي = على ما ذاقه – دمع السرورِ

2- المحارة :
- هذان البيتان (المفردان) أخذا مكانهما تحت صورة حافظ إبراهيم، المتصدرة للجزء الأول من ديوانه، وذكر في المناسبة : أن حافظاً كتب هذين البيتين تحت صورته التي أهداها إلى المجلس العلمي/اللغوي في دمشق، حين دُعي إلى زيارته .
- في العام 1982، احتفلت مصر بالعيد الذهبي لذكرى رحيل حافظ إبراهيم . قرأت كل ما كتب حافظ، وكل ما كُتب عن حافظ، فأثار اهتمامي ما يضمره هذان البيتان من شعور بالحزن، الذي يصل إلى حد الكبت والمعاناة، بخاصة في عبارته : (لأول مرة) !!
- وجه الإثارة، تلك المفارقة البازغة بين شخص حافظ إبراهيم، المرح الظريف (ابن النكتة) بإجماع كل من رآه، ومن كتب أو روى عنه، وهذا الحزن البادي في أغراض شعره على تنوعها .
- حافظ إبراهيم شاعر كبير، فهل انتقص من قدره وجوده معاصراً لشوقي، بكل فحولة شعره وتنوعه، وعمقه المعرفي والثقافي والفني ؟!
- كان شوقي يضيق بترديد عبارة
1f641.png
:( شوقي وحافظ ) – حتى مع تقديم شوقي على حافظ، وبلغ الأمر حافظاً، فعلق عليه بظرف قائلاً: شوقي لا يريد أن يقترن اسمي باسمه، حتى لو كان سابقاً، وكأنما يستحضر قول الشاعر القديم :
ألم تر أن السيف يصغر قدره إذا قيل إن السيف خير من العصا ؟!
مع أننا نقول :زفتى وميت غمر، وسميط وجبنة، ولم يعهد عن أحدهما أنه غضب!
- أما طه حسين، فإنه الوحيد الذي جعل اسم حافظ إبراهيم سابقاً على اسم شوقي في عنوان كتابه : (حافظ وشوقي)، ربما من منطلق أن حافظاً سبق إلى الرحيل(يونيه1932)، وتأخر شوقي إلى (أكتوبر من العام نفسه) .
- وهناك سبب آخر ذكره طه حسين: أن حافظ إبراهيم بدأ شاعراً متكلفاً، غير أنه ثابر على تنمية فنه، إلى أن استقام له نهجه ورؤيته، في حين بدأ شوقي – بالعكس- شاعراً غزيراً عظيم التنوع والقدرات، وانتهى إلى قصائد يقلد فيها تراث السابقين .

3- الهيــر :
- اللؤلؤة : يتصدر نصها ديوان حافظ ، أما المحارة فمستمدة من خمسة عشر حديثا إذاعياً ألقيتها عبر إذاعة الكويت في تلك الذكرى، ونشرت خلاصتها بمجلة البيان الكويتية فيما بعد .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى