علجية عيش - الكذب سلوك مرضي والصغار يتعلمون من الكبار

😌
الإنسان الصادق مع نفسه و مع الآخرين ليس ساذجا أو معتوها ، عيبه الوحيد أنه نشأ في تربة نقية و تربّى على المبادئ و القيم الإنسانية
الصمت أحيانا عبودية، فلا شيئ يتغير عندما نلزم الصمت، و نركن إلى السلبية، فللكلام سلطته و عذوبته، و عندما تفضفض ترتاح و تشعر بالحرية، لكن كيف يمكن أن يتفاعل معنا من لا يفهمنا أو يتقبل ما نقوله حتى لو فهمنا و فهم ما يحدث فينا عندما لا يكون الكلام كافياً؟ ، و كيف يمكن للكلمة من خلال التحليل النفسي أن تلتئم؟ السكوت يجعلنا نغيب عن الوعي، هو نوع من الغيبوبة الإفتراضبة، أي أننا نكون بعيدين عن الواقع و منفصلين عنه، لدرجة أننا لا نعي ما يحدث حولنا، جرّب أن تنقطع عن العالم و لو يوم أو يومين، ماذا يحدث لك، طبعا تشعر بالغربة، و كأنك جئت من كوكب آخر..، بالمقابل.. الكلام لا يعني أن نتفوه بكلام لا يقبله عقل أو منطق، أو نقول أي شيئ و كل شيئ، أي نقول - تفاهات- ، فكما يقال: "لكل مقال مقام" و الكلام لا يعني أننا نكذب على الآخر، لأن الكذب على الآخرين غالبا ما يُغَيِّبُ الحقيقة ولا ينتج سوى الأوهام..
و الكذب في التحليل الفرويدي سلسلة من الإيماءات والمواقف والسلوكيات، هل سألنا انسفنا يوما من نكون؟ و هل وقفنا يوما أمام المرآة لنعرف حقيقتنا؟ من أنا و ماهي الحالة التي أكون عليها عندما أكذب على الناس؟ هل الكذب نوع من الهروب؟ و إلى متى أظل أكذب؟، ليس الصغير وحده يكذب خوفا من عقاب والديه، بل الكبار أيضا يكذبون، كبار المسؤولين من الحاكم إلى المحكوم يكذبون، من له الجرأة ليعترف بأنه كان يكذب على الناس؟، نيكولا هولو أول وزير فرنسي يعترف بأنه كان يكذب على الشعب، و قال ان الكذب حالة مرضية وجب معالجتها، و جاء يومٌ، قرر فيه أن يواجه هذا المرض، حينما كان وزيرا للبيئة، حيث قال: "لا أريد أن أكذب بعد الآن"، و قرر ان يترك الحكومة و قدم استقالته.
يقول أحد المحللين النفسانيين: من الإستحالة قول الحقيقة، و لهذا يلجأ الكثير من الناس إلى الكذب و بخاصة رجال السياسة و المسؤولين، حتى لا يظهرون إخفاقاتهم، حتى افنسان العادي يلجأ أحيانا إلى الكذب لكي يبرأ نفسه من جريمة ارتكبها إلا في حالات استثنائية، إذا كان المحبوس مثلا تحت التعذيب، الغريب أن هناك من يصر على عدم قول الحقيقة، ليس لأنه يملك صفة الكذاب، بل هي حالات تحدث في الحروب، حتى لو كان المعتقل تحت التعذيب، لكنه يصر على عدم التكلم، و قد يصرح بكلام غير حقيقي، يحدث هذا أيام الثورات ، أين يضحي الإنسان بنفسه من أجل نصرة قضيته، و قد أكد بعض المفتين أن الكذب أيام الحروب مباح بل هو حلال.
أما في جانبه السياسي و حسب علماء النفس يبقى الكذب سلوك مرض و هو عملية تخدير للشعب، مثلما نراه في الخطب السياسية و الحملات الإنتخابية و الوعود الكاذبة التي يقدمها المترشحون، لكن كما يقال حبال الكذب قصيرة و سياتي يوم و تنكشف الحقيقة و تسقط كل الأقنعة، و النتئج تكون خطرة ، لأنها نكون قد غرسنا قيما مزيّفة، و ندفع الآخر إلى أن يفقد ثقته بنا، فلن يصدقنا في المستقبل حتى لو كنا صادقين، الكذب يؤدي إلى الفجور، و طللما الكبار يكذبون فلا ينبغي أن يُعَاقَبُ الصغار على كذبهم ، لأنهم يتعلمون الكذب من الكبار.
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى