بكثير من الفراغ بأربعة أوجه تعتقد أنّها الجهات وانت لا تمتلك غير توقيت أعزل تتربّصه طلقة قاتل مأجور يبحث عنك وشاعر عربي مجنون سيقدّم لك الموت في قصيدة رثاء مؤجّلة لحتفك .
ضجران بحياتك التي حبلت بغيمة عقيمة وتسكّعت مع الرّيح بفجوات جيوبك المقعّرة حتى نمت منذ الأمس على جوع كافر .
وكما يصاغ زمن العواصم تستيقظ اوّلا مع الكل بموهبة فطريّة من القلق ومن خلفك طلقات رصاص متهوّرة محشوّة في بيت النّار وأسلاك شائكة لمعسكر يحتمي خلف اكياس الرّمل في حرب صامتة بشارع سيّادي يحمل على كاهله مشروع قيام جمهورية ثانية مؤجّل منذ عقود .
وكمواطن صالح تفقه قوانين حالة الطّواريء وتعسّف العسكر والموت المجّاني بالبلاد العربيّة تركت مجالا للصّورة فقط وترجّلت متخفّيا في الزّحام .
ها أنت تضحك حين تصعد الحافلة من عبارات الملصقة الحمراء ” احذر النشّالين وتهم التحرّش الجنسي ” تعرف أن العبارة الأخيرة جاءت مع قوانين الحرّيات الجديد اما القديمة فانت لا تملك غير الخمسين دينارا التي آثرتك بها البارحة عاهرة السّيناتور المفلس وتضحك مع نفسك أكثر حين تسمّيها الخمسين بيزس وانت تشق الرّواق وتقول : ”حافلة ام بيت أرواح ”؟ فالكلّ ينكسون رؤوسهم مع أعلاف التّواصل الاجتماعي .
ملامحك دائما تشي بك وعيناك تكفيك للسّيطرة على ايّ موقف طاريء وبلا مبالاة كونك أبله بالحساب ظلّت أصابع يدك تحرّك أرقام الآلة الحاسبة من هاتفك الغبي الذي هجرته المكالمات .
وسائق الباص لوحده يثرثر يبدو أنه ناقم على قوائم السّكنات والأسعار والمترشّحين وحتى الرّئيس المريض .
ها أنت تنزل منها متشرّدا وبأكثر حرية كأجمل صعلوك في المدينة وبقوّة رجل سريع تمضي في الأشياء والعالم من حولك يصنع غروبه وشروقه في نعاس ممل وبقليل من المشي حتىّ تختصر طريق العودة تلامس قدماك شط بحر قديم يحرس الحنين تحت سماء حارقة تعصر موّالا كاذبا للعابرين .
ولا تعي ما يعني لك الاقتراب من الخطر حين تتحسّس قطعة الحديد الباردة النّائمة بجسدك .
ملاّحون وصياّدون وسكارى وقوّادون وأمّهات تراكض انوثتهنّ باحلام مزدحمة فرّت من العمارات والأماكن المغلقة كأن الكل لا يصل الى ايّة محطة مثلك .
تتطلّع الى تلك السّنوات تحبو كسلحفاة على شريط ذاكرتك اسماء لوجوه و اطياف تقطفك من شجرة الوقت لتبقى خارج الزّمن والكل يهمس في سرّه بعدما اربكته صفارات الانذار .
هل أقتل موتا متربّصا بي ؟ وتسقط القذيفة بحديقة الجنرال ويتنزّه الدّم بشوارع البلاد وأزيز الرّصاص يسيج وطنا جريحا وكفصل خامس استعارته طبيعة الحروب يردّد الباقون مازلت حيا الى حين ويردّد آخرون من يموت نيابة عن من ؟
وبحسب أولئك الذين فرّوا من قوائم الموت برائحة دموعهم وابتساماتهم وحكوا لك يوما انّ مدننا ستفرّ يوما ما بعدما توجعها الخيانات فنسيت طريق العودة فسرقك رهط منهم .
مقاتلون وطنيّون ثملوا كثيرا في استراحة محارب وعبثت طلاقتهم بخمّ دجاج العجوز ولم يمت الدّيك فهتفتم جميعا عاش زباتا عاش زباتا ……… ومن حيث لا تدرون وانتم غارقون في انخابكم تسلّلوا وقتلوا الدّيك .
وحده خطاب رئيسك بعد الجنازة وانت خلف الباب تتلصّص الاحاديث يرنّ باذنيك : ” انّني اخجل ان أحمله على ظهر دبّابة الى قصر الشّعب فقد اوصانا صديق قديم ان الدّيمقراطية التي تحميها دبّابة هي حتما ديمقراطية مريضة “
ودونما تشعر تسلّلت اليك رائحة شواء المطاعم والمساء يصفر لهواجسك حتى يجرحك الغروب كعادته ولا تتحرك الدّنانير بجيبك وكل حسابات الالة الحاسبة تعزلك عن الاستمرار فتعيش لذاتك منفى لذيذ فقد سحر المغامرة .
كرسي الحديقة العموميّة بساحة الشّهداء يوفّر لك استرجاع انفاس وخطط بديلة وحيث الاورو يجلد دنانيرنا وانت تضحك من عضّات الجوع وغباء المخبرين الجدد يطوف من حولك اطفال يوزّعون مطويات ومناشير زعيمهم اقترح عليك عمل مؤقّت قد يكفيك اجره للاستمرار ليوم لاحق .
ها انت تجوب معهم شوارع المدينة بعد وجبة ساخنة وحارّة بمطعم ملك اللّوبيا وهذا المساء الخريفي فتح لك شهيّة العمل اييييييييه مرّت خمس سنوات على هذه اللّعبة المسلّية وكأطفال ” اوليفر تويست ” شوّهتم كلّ واجهات المدينة بوجه مترشّح متوحّش برفقة وجوه تستعطف الجماهير وهي معلّقة على الورق منها المبتسم ومنها الانيق ومنها نساء تحرّك الشّهوات وهو يلاحقكم بسيّارته البلاندي وانتم لا ترون وجهه الذي يغطّيه زجاجها الفيمي محاط بمصارعين انتدبهم من جمهورياّت اللّيل .
تعتلي السّلم نصف مخدّر بمفعول روائح اللّصقات والاطفال ينفخون بخار على اصابعهم ويشيرون اليك بسحب ملصقات الخصوم تسقط الى الارض مجموعة تروتسكي تعبث بها ريح مفاجئة تجرها الى برك ماء معكرة حتى تغرق واخرى لحزب مضحك تبوّل على شعاره الصبية متصدره امير لصوص وضع شعار ”الجزائر قبل كل شيء ” ويشعلون نيران في وجوه أخرى صاحب الاسلام هوالحل يكاد أن يقفز من الصّورة المستعرة الا ان نار الصّبية التهمته .
ومن امام موقف الحافلات حيث تنتشر الحانات العشوائيّة الغير مرخّصة والعاهرات البدينات والبلطجيّة تفقّدت قطعة الحديد حتى تدفئها .
هاهو مسدّسك العاطل عن العمل يؤدي دور المناورة بمعقل حزب السّلطة الذي تغوّل وتحوّل الى لوبي مافيوي والعمدة المنتظر يبتسم والاطفال في مهرجان تصفيق للبطل الجديد .
الآن والكل بالشّارع السيّادي كأحصنة مخمورة تتداحس في فانتازيا شاويّة وانت تقاوم واجهة كبيرة من عملك سيارة أخرى تغمز بانوارها نحوك افخم من سيارة الوحش تعرف بفراستك انّك مطلوب مرآة يفتح لك نصفها حديث انثى يخاطبك بلغة السيّاسة فتتحرّك اعداد الآلة الحاسبة من جديد مقطوعة موسيقى عازفة البيانو التي تسمعها تعيدك الى أنخابك القديمة .
ها انت تشهر مسدّسك الى السّماء تضغظ على زناده طلقة حرب أكتوبر الخاسرة تخرج الى عنان السّماء وكل الطّلقات المحشوّة الاخرى ترافقها فتخرج الى أجساد الأطفال الذين كانوا معك وتختفي انت كعادتك مع الزّحام .
/
هوامش :
- جودان : رتبة عسكريّة تعني المساعد
- امير اللّصوص : فيلم سينمائي من نوع الواسترن
- اوليفر تويست : رواية من الأدب الانجليزي الكلاسيكي
ضجران بحياتك التي حبلت بغيمة عقيمة وتسكّعت مع الرّيح بفجوات جيوبك المقعّرة حتى نمت منذ الأمس على جوع كافر .
وكما يصاغ زمن العواصم تستيقظ اوّلا مع الكل بموهبة فطريّة من القلق ومن خلفك طلقات رصاص متهوّرة محشوّة في بيت النّار وأسلاك شائكة لمعسكر يحتمي خلف اكياس الرّمل في حرب صامتة بشارع سيّادي يحمل على كاهله مشروع قيام جمهورية ثانية مؤجّل منذ عقود .
وكمواطن صالح تفقه قوانين حالة الطّواريء وتعسّف العسكر والموت المجّاني بالبلاد العربيّة تركت مجالا للصّورة فقط وترجّلت متخفّيا في الزّحام .
ها أنت تضحك حين تصعد الحافلة من عبارات الملصقة الحمراء ” احذر النشّالين وتهم التحرّش الجنسي ” تعرف أن العبارة الأخيرة جاءت مع قوانين الحرّيات الجديد اما القديمة فانت لا تملك غير الخمسين دينارا التي آثرتك بها البارحة عاهرة السّيناتور المفلس وتضحك مع نفسك أكثر حين تسمّيها الخمسين بيزس وانت تشق الرّواق وتقول : ”حافلة ام بيت أرواح ”؟ فالكلّ ينكسون رؤوسهم مع أعلاف التّواصل الاجتماعي .
ملامحك دائما تشي بك وعيناك تكفيك للسّيطرة على ايّ موقف طاريء وبلا مبالاة كونك أبله بالحساب ظلّت أصابع يدك تحرّك أرقام الآلة الحاسبة من هاتفك الغبي الذي هجرته المكالمات .
وسائق الباص لوحده يثرثر يبدو أنه ناقم على قوائم السّكنات والأسعار والمترشّحين وحتى الرّئيس المريض .
ها أنت تنزل منها متشرّدا وبأكثر حرية كأجمل صعلوك في المدينة وبقوّة رجل سريع تمضي في الأشياء والعالم من حولك يصنع غروبه وشروقه في نعاس ممل وبقليل من المشي حتىّ تختصر طريق العودة تلامس قدماك شط بحر قديم يحرس الحنين تحت سماء حارقة تعصر موّالا كاذبا للعابرين .
ولا تعي ما يعني لك الاقتراب من الخطر حين تتحسّس قطعة الحديد الباردة النّائمة بجسدك .
ملاّحون وصياّدون وسكارى وقوّادون وأمّهات تراكض انوثتهنّ باحلام مزدحمة فرّت من العمارات والأماكن المغلقة كأن الكل لا يصل الى ايّة محطة مثلك .
تتطلّع الى تلك السّنوات تحبو كسلحفاة على شريط ذاكرتك اسماء لوجوه و اطياف تقطفك من شجرة الوقت لتبقى خارج الزّمن والكل يهمس في سرّه بعدما اربكته صفارات الانذار .
هل أقتل موتا متربّصا بي ؟ وتسقط القذيفة بحديقة الجنرال ويتنزّه الدّم بشوارع البلاد وأزيز الرّصاص يسيج وطنا جريحا وكفصل خامس استعارته طبيعة الحروب يردّد الباقون مازلت حيا الى حين ويردّد آخرون من يموت نيابة عن من ؟
وبحسب أولئك الذين فرّوا من قوائم الموت برائحة دموعهم وابتساماتهم وحكوا لك يوما انّ مدننا ستفرّ يوما ما بعدما توجعها الخيانات فنسيت طريق العودة فسرقك رهط منهم .
مقاتلون وطنيّون ثملوا كثيرا في استراحة محارب وعبثت طلاقتهم بخمّ دجاج العجوز ولم يمت الدّيك فهتفتم جميعا عاش زباتا عاش زباتا ……… ومن حيث لا تدرون وانتم غارقون في انخابكم تسلّلوا وقتلوا الدّيك .
وحده خطاب رئيسك بعد الجنازة وانت خلف الباب تتلصّص الاحاديث يرنّ باذنيك : ” انّني اخجل ان أحمله على ظهر دبّابة الى قصر الشّعب فقد اوصانا صديق قديم ان الدّيمقراطية التي تحميها دبّابة هي حتما ديمقراطية مريضة “
ودونما تشعر تسلّلت اليك رائحة شواء المطاعم والمساء يصفر لهواجسك حتى يجرحك الغروب كعادته ولا تتحرك الدّنانير بجيبك وكل حسابات الالة الحاسبة تعزلك عن الاستمرار فتعيش لذاتك منفى لذيذ فقد سحر المغامرة .
كرسي الحديقة العموميّة بساحة الشّهداء يوفّر لك استرجاع انفاس وخطط بديلة وحيث الاورو يجلد دنانيرنا وانت تضحك من عضّات الجوع وغباء المخبرين الجدد يطوف من حولك اطفال يوزّعون مطويات ومناشير زعيمهم اقترح عليك عمل مؤقّت قد يكفيك اجره للاستمرار ليوم لاحق .
ها انت تجوب معهم شوارع المدينة بعد وجبة ساخنة وحارّة بمطعم ملك اللّوبيا وهذا المساء الخريفي فتح لك شهيّة العمل اييييييييه مرّت خمس سنوات على هذه اللّعبة المسلّية وكأطفال ” اوليفر تويست ” شوّهتم كلّ واجهات المدينة بوجه مترشّح متوحّش برفقة وجوه تستعطف الجماهير وهي معلّقة على الورق منها المبتسم ومنها الانيق ومنها نساء تحرّك الشّهوات وهو يلاحقكم بسيّارته البلاندي وانتم لا ترون وجهه الذي يغطّيه زجاجها الفيمي محاط بمصارعين انتدبهم من جمهورياّت اللّيل .
تعتلي السّلم نصف مخدّر بمفعول روائح اللّصقات والاطفال ينفخون بخار على اصابعهم ويشيرون اليك بسحب ملصقات الخصوم تسقط الى الارض مجموعة تروتسكي تعبث بها ريح مفاجئة تجرها الى برك ماء معكرة حتى تغرق واخرى لحزب مضحك تبوّل على شعاره الصبية متصدره امير لصوص وضع شعار ”الجزائر قبل كل شيء ” ويشعلون نيران في وجوه أخرى صاحب الاسلام هوالحل يكاد أن يقفز من الصّورة المستعرة الا ان نار الصّبية التهمته .
ومن امام موقف الحافلات حيث تنتشر الحانات العشوائيّة الغير مرخّصة والعاهرات البدينات والبلطجيّة تفقّدت قطعة الحديد حتى تدفئها .
هاهو مسدّسك العاطل عن العمل يؤدي دور المناورة بمعقل حزب السّلطة الذي تغوّل وتحوّل الى لوبي مافيوي والعمدة المنتظر يبتسم والاطفال في مهرجان تصفيق للبطل الجديد .
الآن والكل بالشّارع السيّادي كأحصنة مخمورة تتداحس في فانتازيا شاويّة وانت تقاوم واجهة كبيرة من عملك سيارة أخرى تغمز بانوارها نحوك افخم من سيارة الوحش تعرف بفراستك انّك مطلوب مرآة يفتح لك نصفها حديث انثى يخاطبك بلغة السيّاسة فتتحرّك اعداد الآلة الحاسبة من جديد مقطوعة موسيقى عازفة البيانو التي تسمعها تعيدك الى أنخابك القديمة .
ها انت تشهر مسدّسك الى السّماء تضغظ على زناده طلقة حرب أكتوبر الخاسرة تخرج الى عنان السّماء وكل الطّلقات المحشوّة الاخرى ترافقها فتخرج الى أجساد الأطفال الذين كانوا معك وتختفي انت كعادتك مع الزّحام .
/
هوامش :
- جودان : رتبة عسكريّة تعني المساعد
- امير اللّصوص : فيلم سينمائي من نوع الواسترن
- اوليفر تويست : رواية من الأدب الانجليزي الكلاسيكي