حين تعجز عن استنطاقها وجذب انتباهها تطرح جسدك على الأرض .. تسقط بِدويّ عند موضع قدميك .... تصرخ ويدك تجوب كامل جسدك .. ترفس الهواء بقدميك .. تتقلب فى الثرى .. أحيانًا تدفع إصبعك خفية فى حلقك .. تتقيأ .. تفزع أمك إليك ..
تترك ماكينة الحياكة .. تعتريك نشوة مبهجة .. تداريها بخبث .. ترى الحنان المخبوء يتدفق فى ملامحها ؛ فى نبرات صوتها المتهدج .لم يستطع أحد كشف ما وراء قناعها الجهم سواك ، لكن لكثرة سقوطك فطنت للعبثك .
.................
عند الشروق قبل أن تذهب لمدرستك تنظر إليك .. تفهم تحمل لها ماكينة الحياكة وتضعها فى ظل الحائط الوارف .. تفرد السلك وتصله بالكهرباء .. بجانب المنضدة القصيرة تلقى أمك ( شلتة ) دائرية الشكل ..تجلس عليها .
لدى خروجك من المدرسة تسرع فى خطوك قبل تسرب ظل الضحى .. مرة أخرى تحمل الماكينة .. تسحب سلك الكهرباء .. ( الشلتة ) .. تجد عرق أمك ماءًا منسكبًا عليها .. العرق يتخللها .. ينفذ إلى الأرض .. تقبض بيدك حفنة من التراب .. تعتصرها .. تشعر بنداها .. أمامك تمر أمك .. تلمح ظهر جلبابها الأسود ملطخًا بطين لزج .. الطين لا يلبث طويلاً .. يلفحه صهد الظهيرة فيتفتت مخلفًا بقعة داكنة .
.................
أمك تقبع مكبة حتى السواد .. فتحدق .. ترتعش أناملها أمام إبرة الماكينة المتواثبة . كثيرا ما ثقبت الإبرة أصابعها .
حين تفقد السيطرة على الماكينة تخلع جلبابها .. تفرك ما علق بظهره .. ترتديه مرة أخرى .. تكور ما حاكته بجوف الماكينة لتستكمله فى غدها .. تكون أنت أعددت العشاء .. بعد الصلاة تتلفع أمك بطرحتها السوداء وتتكوم فوق سريرها المواجه لسريرك فى العراء بباحة البيت .. غرفكم تطبق عليكم فى الصيف .. لا تطاق .. توسد خدها راحة يدها المفرودة .. تغط فى النوم بمجرد أن يلامس جسدها السرير .. أنت تحزنك هذه الرقدة البائسة . يروق لك النظر إليها وهى نائمة .. تفتش فى تقاسيم وجهها .. لا تجد العبوس الذى يعلو سحنتها طوال النهار .. تتبدد تلك الكرمشة الأبدية بجبهتها .. شزرها النارى لن يعترض تأملك فى وجهها الملبد بالحزن .
قيل إنها صغيرة .. الحياة وثوبها الأسود منحاها أعوامًا إضافية مثل أعوامها .. منذ متى ترتدي السواد لا تعى .. تعى فقط أنك وجدتها بأسوديها ؛ الثوب والطرحة ، إذا اهترأتا بدلتهما بأسودين آخرين .
.................
قليلة الكلام .. لا يشغلها سوى عملها .. دائمة الحرص من الإبرة المتواثبة .. تستدرجها كي تغادر صمتها .. تمهد طريقًا وعرًا لفتح قلبها .. توصده بكلمة واحدة . لا تيأس .. تحاول مرات تلو المرات .. تمازحها .. حين تجد نفسها ستقع فى شراكك تضغط على شفتها .. تخنق انفراجة وليدة بدت تلوح ثم تتأفف وتشخط
فارغ البال أنت .
.................
فى هدأة الليل يخطر ببالك القفز من السرير كى تحتضنها .. تقبل يدها .. رأسها .. بأطراف أصابعك تسوى خصلات شعرها النافرة .. الفكرة تثير روعك .. قد تستيقظ وتلكزك بقدمها .. تدرك ما ستقوله لا وقت للمشاعر يا خائب الرجاء .
تترك ماكينة الحياكة .. تعتريك نشوة مبهجة .. تداريها بخبث .. ترى الحنان المخبوء يتدفق فى ملامحها ؛ فى نبرات صوتها المتهدج .لم يستطع أحد كشف ما وراء قناعها الجهم سواك ، لكن لكثرة سقوطك فطنت للعبثك .
.................
عند الشروق قبل أن تذهب لمدرستك تنظر إليك .. تفهم تحمل لها ماكينة الحياكة وتضعها فى ظل الحائط الوارف .. تفرد السلك وتصله بالكهرباء .. بجانب المنضدة القصيرة تلقى أمك ( شلتة ) دائرية الشكل ..تجلس عليها .
لدى خروجك من المدرسة تسرع فى خطوك قبل تسرب ظل الضحى .. مرة أخرى تحمل الماكينة .. تسحب سلك الكهرباء .. ( الشلتة ) .. تجد عرق أمك ماءًا منسكبًا عليها .. العرق يتخللها .. ينفذ إلى الأرض .. تقبض بيدك حفنة من التراب .. تعتصرها .. تشعر بنداها .. أمامك تمر أمك .. تلمح ظهر جلبابها الأسود ملطخًا بطين لزج .. الطين لا يلبث طويلاً .. يلفحه صهد الظهيرة فيتفتت مخلفًا بقعة داكنة .
.................
أمك تقبع مكبة حتى السواد .. فتحدق .. ترتعش أناملها أمام إبرة الماكينة المتواثبة . كثيرا ما ثقبت الإبرة أصابعها .
حين تفقد السيطرة على الماكينة تخلع جلبابها .. تفرك ما علق بظهره .. ترتديه مرة أخرى .. تكور ما حاكته بجوف الماكينة لتستكمله فى غدها .. تكون أنت أعددت العشاء .. بعد الصلاة تتلفع أمك بطرحتها السوداء وتتكوم فوق سريرها المواجه لسريرك فى العراء بباحة البيت .. غرفكم تطبق عليكم فى الصيف .. لا تطاق .. توسد خدها راحة يدها المفرودة .. تغط فى النوم بمجرد أن يلامس جسدها السرير .. أنت تحزنك هذه الرقدة البائسة . يروق لك النظر إليها وهى نائمة .. تفتش فى تقاسيم وجهها .. لا تجد العبوس الذى يعلو سحنتها طوال النهار .. تتبدد تلك الكرمشة الأبدية بجبهتها .. شزرها النارى لن يعترض تأملك فى وجهها الملبد بالحزن .
قيل إنها صغيرة .. الحياة وثوبها الأسود منحاها أعوامًا إضافية مثل أعوامها .. منذ متى ترتدي السواد لا تعى .. تعى فقط أنك وجدتها بأسوديها ؛ الثوب والطرحة ، إذا اهترأتا بدلتهما بأسودين آخرين .
.................
قليلة الكلام .. لا يشغلها سوى عملها .. دائمة الحرص من الإبرة المتواثبة .. تستدرجها كي تغادر صمتها .. تمهد طريقًا وعرًا لفتح قلبها .. توصده بكلمة واحدة . لا تيأس .. تحاول مرات تلو المرات .. تمازحها .. حين تجد نفسها ستقع فى شراكك تضغط على شفتها .. تخنق انفراجة وليدة بدت تلوح ثم تتأفف وتشخط
فارغ البال أنت .
.................
فى هدأة الليل يخطر ببالك القفز من السرير كى تحتضنها .. تقبل يدها .. رأسها .. بأطراف أصابعك تسوى خصلات شعرها النافرة .. الفكرة تثير روعك .. قد تستيقظ وتلكزك بقدمها .. تدرك ما ستقوله لا وقت للمشاعر يا خائب الرجاء .