أجري وراء نفسي وأنادي نداء خفيا أيها الحال المتلبس بالنور وقتا وصمتا هب لي من لدنك مسكن روح يكون مسقطا لقلبي ومسرى لوجودي . أخذتني سنة من النوم فإذا بي
أمام فراغ يشبه الأرض هو من حولي بساط ما بين الفضة والذهب هيولاني الهيئة يتجانس الهواء فيه بالماء والحجر بالشجر وكل شيء ملك يدي رهن إشارتي لأسميه ، انتبذت مكانا لا شرقيا ولا غربيا يكاد حيز سطحه يضيء بالوحي ، ورسمت دائرة أنا نقطتها ثم تخيلت شكلا لصورتي مقصورا على صدى صوتي وجسدته في الفراغ بناء لمقصورة وسقفتها بقبة سميتها من باب الوقت قبة الوجود ثم حففت المقصورة بنخل باسق فجرت عيونا من سماء قلبي المتقلب بين أصابع الرحمن الذي يراني ولا أراه، عين الجسد عين الروح عين النفس عين الجن عين الأنس عين النبات عين الحيوان عين الكواكب والنجوم عين القمر عين الشمس عين السمك عين الطير عين الحجر عين الزهور ... أفقت من مسرى القلب والعقل موشحا بالدهشة أرى الحجر الأسود والأبيض والأخضر والأحمر والحصى يشبه الزمرد واللؤلؤ والزبرجد، بدأت أتلمس الحجر وأغمس فيه فكري والوحي يهمس لي أنظر اقرأ فأحس بشهوة تسكن الحجر تشبه النحل والنمل وهو يتردد في الإفصاح عنها كأنه يريد أن تكون له أجنحة ليحلق بها في سماء الأنس جمعت كل الحجر كجيش بفتح الوجود واعتصمت بفضاء وحدتي وذاتي تلبس ثوبا ملائكيا من النور وأنا الانسان الولهان بالبيان ،سمي الانسان إلا لنسيه ولا القلب إلا أنه يتقلب.كنت أرى أن الفراغ الأرض في البدء هي كل شيء للأحياء رغم صغرها في ناموس المجرات ،هذه الأرض يجب أن نحبها ونحرثها ولا نلوث هواءها وماءها وترابها الذي منه إلى الوجود خرجنا ومنها جاء أبونا آدم وإليها نعود . كنت أنظر والبصر حديد في كل شيء حتى أتوغل في الجوهر وأنا الممكن الوجود الذي لا يكمن إلا في إفضائه إلى واجب الوجود إني أفكر في أن لا أفكر في أي شيء والفراغ يغمرني بجناحه و السديم في البدء كان الانبلاج الأسمى وسيعقبه الانطفاء الأعظم ونوره ما فوقه هواء وما تحته هواء عماء. الحجر يصغي إلى كلمي ويعرف أن الأرض تربة مولدي وسيرتي وبزوغي ومثواي الأخير نور على نور يغمرني أحادي الشكل دوراني الحال لا حد له فيتجلى لي قصر الأنس الخالد بصبابة النفس فأحرض الذات بالوحي أن تصممه وتنشئه كبيت للوجود . نظرت والأفق متلبسا بذاتي الفراغ وشرعت في وضع قصر الأنس فنزل برد وسلام وهمس وتجلى لي ما يحويه القصر في جملته وليس في تفصيله . رسمت دائرة على حيز الأرض الفراغ وبدأت أشكلها بالحجر الأسود ووضعتها بشكل خلية نحل كمقصورة كبيرة سوفا نورا المقصورة الأم ووضعت على عتبتها باب سميته باب السلطان وزينت جدرانها بزخرف حرف ومنمنمات للطير والحجر الكريم والزهور والطيور متخذا كل ألوان الطيف وسقفتها بقبة كبيرة وسميت المقصورة سوفا نورا مقصورة الخلة وقبتها سميتها قبة الحب ثم فتحت دربا لكل جهة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا طريق الشرق يؤدي إلى منزل الوجد و طريق الغرب يؤدي إلى منزل الوصل وطريق الشمال يؤدي إلى حوش الوله وطريق الجنوب يؤدي إلى منزل الصبابة ثم هندست كل منزل حسب حاله وفتحت أمام منزل الوجد عشرين حجرة لكل حجرة قبتان وسميت كل حجرة باسم حالها حجرة الحجب حجرة الحلم حجرة الحق حجرة الحياة حجرة الحدث حجرة الحوز حجرة الحبر حجرة الراح حجرة الروح حجرة الحجز حجرة الحير حجرة الحجل حجرة الحجا حجرة الحد حجرة الحلم حجرة الحذ حجرة الحذر حجرة الحذو حجرة الحرز حجرة الحرث سقفت كل حجرة بقبتين من باب الظل فناء وسميت كل قبة باسم جوهرها الفرد قبة الصب قبة الصبر قبة الصمت قبة الصدى قبة الصوم قبة الصبح قبة الصبوة قبة الصحب قبة الصحو قبة الصحر قبة الصخب قبة الصد قبة الصبا قبة الصبابة قبة الصدع قبة الصدق قبة الصدم قبة الصرح قبة الصلاة قبة الصرف قبة الصدم قبة الصعق قبة الصفح قبة الصفع قبة الصفد قبة الصفق قبة الصفو قبة الصقع قبة الصقل قبة الصلت قبة الصلب قبة الصلح قبة الصلصل قبة الصلم قبة الصمد قبة الصهد قبة الصوب قبة الصوغ قبة الصلح قبة الصتم ثم أكملت الصرح بتسع عشرة حجرة حجرة الأنق ، حجرة الأبر حجرة الأنس حجرة الأبه حجرة الأثوث حجرة الأثول حجرة الأثو حجرة الأجم حجرة الأدم حجرة الأدو حجرة الأرب حجرة الأرج حجرة الأرز حجرة الأرس حجرة الأرف حجرة الأرن حجرة الأزل حجرة الأزو حجرة الأصر حجرة الأضر وسقفت كل حجرة بقبتين قبة الضجع قبة الضحو قبة الضرم قبة الضمر قبة الطرف قبة الطهر قبة الطرب قبة الطرح قبة الطرق قبة الطوق قبة الطفح قبة الطفو قبة الطفر قبة الطف قبة الطلب قبة الطلس قبة الطمر قبة الظرف قبة الظهر قبة الظمأ قبة الظيف قبة الظل قبة الطوف قبة الطور قبة الطوس قبة الطل قبة الطلل قبة الطير قبة الطول قبة الطلح قبة الطقس قبة الطبل قبة الطبع قبة الطلع قبة الطرس قبة الطمع قبة الطمس قبة الطهف قبة الطرق ثم أبدعت عشرين غرفة سميت من باب الحال كل غرفة حسب التجلي المتلبس بالشمس والقمر ودوران الهواء غرفة السبح غرفة السبغ غرفة السبق غرفة السلم غرفة السجس غرفة السجف غرفة السدف غرفة السدر غرفة السحر غرفة السر غرفة السدم غرفة السرب غرفة السرح غرفة السرو غرفة السطح غرفة السرمد غرفة السعد غرفة السير غرفة السرب غرفة السخف وسقفت كل غرفة بقبتين لتلبس الحال بالروح والنفس والجسد وسميت كل قبة باسم اللحظ لألصق الحس بالأس قبة الفرح قبة المرح قبة الجرح قبة القبض قبة البسط قبة التجلي قبة التحلي قبة التخلي قبة الهباء قبة البهاء قبة الهناء قبة الهوى قبة الوله قبة الشجن قبة الشهد قبة الشبق قبة العشق قبة الشوق قبة القول قبة المحو قبة النحو قبة الراح قبة الروح قبة النفس قبة الجسد قبة الشهود قبة الوجود قبة الخلود قبة الألفة قبة الشجو قبة الوصل قبة الفصل قبة الحفظ قبة القسط قبة العدل قبة المجد قبة النوال قبة الجمال قبة الجلال قبة النور ، ثم جعلت بابا لكل حجرة وغرفة ما عدا المقصورة الأم سوفا نورا.وبعد أن صممت قصر الأنس حففته بنخل باسق على شكل سور . ثم اتخذت لنفسي راحة حتى استعيد الفردوس المفقود وأروض النفس عن جموحها و شرعت في ذوق وسكن كل غرفة وذلك بأن أخصص لكل غرفة وحجرة يوما وليلة وما الدهر إلا يوم وليلة حتى يتجانس مكانها وزمانها بحال النفس وفيض الروح وطقس الجسد وبعد أن تم عدالغرفات والحجرات بالوجد الفقدغرفة غرفة وحجرة حجرة .أعود إلى مقصورتي الكبرى وأعتصم بها حتى الموت ، وكنت في كل غرفة أو حجرة يغمرني سرها وجوهرها فأرى وجهي في مرآتها بجوهرها المكنون وصار لكل غرفة وحجرة مقام مكاني وزماني و صفة لذاتي المتلونة بهما فصار جسدي ماء يتلون بإناء كل حجرة وغرفة وعقب خروجي من كل واحدة أنجر لها باب أضع له مصطلحا من باب الشيء إذا التصق بالحال تشكل اسمه وكل باب يصلح أن يكون لأي غرفة وحجرة ، باب البتل ، باب البتك باب البتع ، باب البجح ، باب البجل باب البحر باب البر باب البعض باب البدء باب البدر باب البدع باب البدل باب البده باب البدو باب البذخ باب البذل باب البرح باب البرج باب البرزخ باب البرزغ باب البرزق باب البرق باب البره باب البزخ باب البزج باب البز باب البزع باب البزق باب البسط باب السبق باب البسل باب البشر باب البصر باب البطح باب البطر باب البعث باب البعد باب البعل باب البقع باب البلج باب البلد باب البلق باب البلل باب البند باب البهت باب البهر باب البهرج باب البهو باب البوح باب البين باب البطح باب البدن باب البغر باب البض باب البضع باب البشع باب البرز باب البزح باب البور...غمرني حال حيرة حواري الأنس نوراني الهمس مائي اللمس سماوي القبس هوائي النفس حيري دهر ، فشعرت بوحدتي طلعة متقلبة لا تبتغي مجهولا محضا و لا معلوما صرفا تريد سر عدم تعيين بين معلوم مطلق وخفي مطلق ، وحدتي في القصر فقد بالوجد متلبسا بالجسد بها استحار الفؤاد بين سواد الذات وبياض كل شيء وبياض الذات وسواد كل شيء مارأيت إذ رأيت ولكن السر رأى وسر بما رأى آه أنى أرى ، كأني إذا لمست لمست أجثم جاثما متحيرا بمكانه ملء اليد فصرت في زمن الحور متمكنا وأنا الوجود الممكن أرجو فضل الواجب الوجود في إفضائي وأحيانا أستعيذ من الحور بعد الكور حتى حل الحال حلول النور في كل شيء وتجلى المكان ألفة وأنسا وصدى على نفسي فاتصفت بذاتي جوهرا لا عرض يكدره زمانا ومكانا بالحجرات والغرفات الستين . حائر في محير ، حالم في محلم ، حادث في محدث ، حارث في محرث حاذ في محذى ، حارس في محرس ، حاذر في محذر ، صاقل في مصقل ، صالت في مصلت ، عابد في معبد ، ساجد في مسجد ، صالب في مصلب صامد في مصمد صامت في مصمت ، صالم في مصلم ، صاهد في مصهد ، صائغ في مصوغ ، صارح في مصرح ، صابر في مصبر ، صافد في مصفد ،آنس في مأنس ،آبر في مأبر ، آظ في مأظى ، آد في مأدى آصر في مأصر ، آد في مأدى،آبه في مأبه ، أث في مأثى ،آجم في مأجم ، آدم في مأدم ، آرب في مأرب ، آرج في مأرج ، آرس في مأرس ، آرف في مأرف ، آز في مأز ، طافح في مطفح ، طاهر في مطهر ، طارب في مطرب ، طالس في مطلس ، ظائف في مظيف ، طائف في مطوف ، طالب في مطلب ، طاف في مطفى ، طارح في مطرح ،طارق على مطرق ، فان في مفنى ، باق في مبقى ، ناح في منحى ، ماح في ممحى ، صاح في مصحى ، راء في مرأى ، سار في مسرى ، سائر في مسير ، سارح في مسرح ، ساخف في مسخف ،سابح في مسبح، سابغ في مسبغ ، سابق في مسبق ، ساجف في مسجف ،سارب في مسرب ، سادم في مسدم ، سالم في مسلم باسط في مبسط، قابض في مقبض ، هاو في مهوى ، شاهد في مشهد ، قائل في مقول ، ماح في ممحى ، رائح في مروح ،آلف في مألف، شاج في مشجى ، واصل في موصل،حافظ في محفظ ، فارح في مفرح ، مارح في ممرح ، جارح في مجرح ، واله في موله ، شاجن في مشجن ، عاشق في معشق ،شاغف في مشغف ، صاب في مصبى ، صال في مصلى صاعق في مصعق ، صافح في مصفح صافق في مصفق ، حارز في محرز ، طارق في مطرق أطوف حول بيتي سوفانورا أشكل كل لحظة عيدا للتجلي وبشارة للأنس والملائكة تخضب جنازة الجسد بهمس الروح .
بشير ونيسي الوادي الجزائر