كورونا الخوف
اللحظات التي تحل بنا ثم تمضي عنا راحلة هي نفس اللحظات حينما يحدق بنا الخوف والخطر ،ونصبح نهبا للشكوك ، حينما يطيش منا الصواب في وقت الخطر ،تزوغ الأبصار ،وتسلب الإرادة ، نشرع في تدبير خطط للقيام بما يمكن عمله لتحاشي الخطر الداهم الذي يهددنا ويبث الذعر في نفوسنا.
عادات تافهة وصغائر وإحساس بعدم الاكتراث ، يا له من يوم تقشعر من هولة الأبدان ، فليس الخطر هو المتربص بنا في الطريق ، النذر خادعة ، اما أننا لم نسمعها أو لم نفهمها جيدا، ربما تكون كارثة فيروس كورونا من نوع آخر ، كارثة حقة لم نكن نتخيلها ، تداهمنا بغتة وتجرفنا أمامها دون أن نتأهب لها ودون أن تجد فسحة من الوقت لتفاديها في يوم رتيب يبعث بعده بيوم رتيب آخر لا جديد فيه سوي الخوف ، ستحدث فيه نفس الأحداث ثم تعاود الحدوث من جديد .
إذا ما سافرت مرتحلا فابتهل أن تكون رحلتك حافلة بالمغامرات المليئة بالمعارف ،حذار أن ترتعد خوفا من الفيروس طالما ظل فكرك ساميا وإحساسك النقي يمس شغاف قلبك ويقود خطي جسدك ، ما لم تكن قد حملت هذه الكائنات داخل جوانحك ، ابتهل أن يغدو كل صباح في ربيعها متجددا حتي تجلس في بيتك منشرح الصدر، وحاول ألا تحط من قدر الخطر بكثرة الاختلاط بالناس ، أو بالافراط فيما يصدر عنك من حركات وكلمات تنشر الذعر بين حشود البشر المغلوبين على أمرهم ، نلملم ما تبعثر من شتات أنفسنا ، وتشتعل قلوبنا حماسا .
لكن ثمة أمر يحدث في العالم ، يبث الخوف بصوته المخيف ، يقذف الرعب في قلوبنا . عندئذ يذهب سعينا هباء مثلما حدث لأهل المدينة ، فنحن نوطد العزم على تغيير المصير المحدق بنا بعزيمة وجسارة حينما تئزف الأزفة ويحل البلاء ، تتبدد الجسارة ويصير العزم إلى خواء ، تنشل قدرتنا ونصبح نهبا للجزع واليأس فنرع تاركين الشوارع نشد النجاة ونلوذ بالفرار ، لقد بات سقوطنا أمرا محتوما إذا ما توخينا الحذر والتزمنا لنصيحة النملة حين استشعرت الخطر ..ادخلوا مساكنكم .. وبدأ النواح بالفعل يتصاعد من شاشات التليفزيون وصفحات الفيس بوك ، بدت الشوارع خالية والريح الخوالي تعصف بالطرقات والسماء تنزف الدمع قطرات إشفاقا علينا .
اللحظات التي تحل بنا ثم تمضي عنا راحلة هي نفس اللحظات حينما يحدق بنا الخوف والخطر ،ونصبح نهبا للشكوك ، حينما يطيش منا الصواب في وقت الخطر ،تزوغ الأبصار ،وتسلب الإرادة ، نشرع في تدبير خطط للقيام بما يمكن عمله لتحاشي الخطر الداهم الذي يهددنا ويبث الذعر في نفوسنا.
عادات تافهة وصغائر وإحساس بعدم الاكتراث ، يا له من يوم تقشعر من هولة الأبدان ، فليس الخطر هو المتربص بنا في الطريق ، النذر خادعة ، اما أننا لم نسمعها أو لم نفهمها جيدا، ربما تكون كارثة فيروس كورونا من نوع آخر ، كارثة حقة لم نكن نتخيلها ، تداهمنا بغتة وتجرفنا أمامها دون أن نتأهب لها ودون أن تجد فسحة من الوقت لتفاديها في يوم رتيب يبعث بعده بيوم رتيب آخر لا جديد فيه سوي الخوف ، ستحدث فيه نفس الأحداث ثم تعاود الحدوث من جديد .
إذا ما سافرت مرتحلا فابتهل أن تكون رحلتك حافلة بالمغامرات المليئة بالمعارف ،حذار أن ترتعد خوفا من الفيروس طالما ظل فكرك ساميا وإحساسك النقي يمس شغاف قلبك ويقود خطي جسدك ، ما لم تكن قد حملت هذه الكائنات داخل جوانحك ، ابتهل أن يغدو كل صباح في ربيعها متجددا حتي تجلس في بيتك منشرح الصدر، وحاول ألا تحط من قدر الخطر بكثرة الاختلاط بالناس ، أو بالافراط فيما يصدر عنك من حركات وكلمات تنشر الذعر بين حشود البشر المغلوبين على أمرهم ، نلملم ما تبعثر من شتات أنفسنا ، وتشتعل قلوبنا حماسا .
لكن ثمة أمر يحدث في العالم ، يبث الخوف بصوته المخيف ، يقذف الرعب في قلوبنا . عندئذ يذهب سعينا هباء مثلما حدث لأهل المدينة ، فنحن نوطد العزم على تغيير المصير المحدق بنا بعزيمة وجسارة حينما تئزف الأزفة ويحل البلاء ، تتبدد الجسارة ويصير العزم إلى خواء ، تنشل قدرتنا ونصبح نهبا للجزع واليأس فنرع تاركين الشوارع نشد النجاة ونلوذ بالفرار ، لقد بات سقوطنا أمرا محتوما إذا ما توخينا الحذر والتزمنا لنصيحة النملة حين استشعرت الخطر ..ادخلوا مساكنكم .. وبدأ النواح بالفعل يتصاعد من شاشات التليفزيون وصفحات الفيس بوك ، بدت الشوارع خالية والريح الخوالي تعصف بالطرقات والسماء تنزف الدمع قطرات إشفاقا علينا .