من حظ قريتنا أنها تكاد تقع تحت الشمس مباشرة. لذلك يقال إنها من أسخن الأماكن على وجه الأرض. خاصة انه لا أمطار تبلل مناخنا. وكيف تسقط الأمطار ولا سُحب تأتينا، إلا من ندف نادر يمرّ علينا مرور الكرام، خلال شهور الشتاء الثلاثة. ثم خواء سماوي منها طوال الشهور التسع الباقية. ستة شهور من التسعة يقال عنها ساخنة، وشهور صيف ثلاثة يقال عن سخونتها أنها سخونة "مُوَلْوِلَة". وبسبب شمسنا الجبارة، صار لوننا بلون البلح المستوي. لون بني لا هو أبيض ولا هو بلون القمح الناضج، ولا هو بالطبع تابع للون الأبيض وتطرّفه الأشقر. لوننا لون أراه ويراه البعض جميلاً، ويراه البعض عكس ذلك.
حتى ليالي صيفنا حين تختفي الشمس بلظاها، تبقى ساخنة خانقة وكأنها ليلٌ نهاري! نقول لأنفسنا.. إن الشمس بجرمها الظاهر اختفت، لكن الخبيثة تسخر منّا، فهي مختبئة في مجال ما وتبعث شعاعها الناري خفية لتكوينا وتشوينا. حتى أن الطيور الليلية الجارحة وهي تحلّق، تصرخ صرخات الجوع المخلطة بصرخات الضيق من السخونة. صحيح أن قبّة السماء ليلاً تبدو رائعة المنظر، لمن يتناسى الحرارة وينشغل بالجَمال الرباني.
فالنجوم لآلئ مبعثرة في سمائنا بعبقرية مذهلة. لآلئ قريبة من الأرض تكاد تلامس قمم نخيلنا الكثيف. والقمر البَدْرِي حين يبدأ في الصعود مُصفراً من جانب قبة السماء، يخشى أطفالنا أن يشتبك هذا البدر الهائل، بجريد النخيل فيتعطل عن استكمال صعوده، وحين يهبط من الناحية الأخرى، فربما يصطدم بقمم جبالنا التي تحيط بنا من خلفنا.
كنتُ بين أحد عشر طفلاً من جيلي، كَوَّنا عصابة مقدامة. عصابة لي الشرف أن أكون عضواً فيها. يترأسها كَمْبال. كَمْبال أطولنا وأجرؤنا وأغمقنا. كَمْبال هو أول من دخّن السجائر فينا، وأعقبها بلفائف البانغو، وأوّل من تجرّع خمر العَرقي، وأول من ركب على ظهر الحمار وساعد أباه في عمل الحقل. وأول من مارس العادة السرية، وأول من عاشر تلك المرأة الشهوانية، والتي لم تترك لا رجلاً ناضجاً ولا صبياً خُط شاربه وبدأ يحرن تجاه النساء، كما الجحش الذي كاد يستوي حماراً. كَمْبال أكثر واحد فينا نال ضرباً من أبيه وتوبيخاً من كبار القرية. وكل أفراد عصابتنا نالوا أكثر من تحذير ألا يصادقوا كَمْبال وألا يتبعونه!
حتى ليالي صيفنا حين تختفي الشمس بلظاها، تبقى ساخنة خانقة وكأنها ليلٌ نهاري! نقول لأنفسنا.. إن الشمس بجرمها الظاهر اختفت، لكن الخبيثة تسخر منّا، فهي مختبئة في مجال ما وتبعث شعاعها الناري خفية لتكوينا وتشوينا. حتى أن الطيور الليلية الجارحة وهي تحلّق، تصرخ صرخات الجوع المخلطة بصرخات الضيق من السخونة. صحيح أن قبّة السماء ليلاً تبدو رائعة المنظر، لمن يتناسى الحرارة وينشغل بالجَمال الرباني.
فالنجوم لآلئ مبعثرة في سمائنا بعبقرية مذهلة. لآلئ قريبة من الأرض تكاد تلامس قمم نخيلنا الكثيف. والقمر البَدْرِي حين يبدأ في الصعود مُصفراً من جانب قبة السماء، يخشى أطفالنا أن يشتبك هذا البدر الهائل، بجريد النخيل فيتعطل عن استكمال صعوده، وحين يهبط من الناحية الأخرى، فربما يصطدم بقمم جبالنا التي تحيط بنا من خلفنا.
كنتُ بين أحد عشر طفلاً من جيلي، كَوَّنا عصابة مقدامة. عصابة لي الشرف أن أكون عضواً فيها. يترأسها كَمْبال. كَمْبال أطولنا وأجرؤنا وأغمقنا. كَمْبال هو أول من دخّن السجائر فينا، وأعقبها بلفائف البانغو، وأوّل من تجرّع خمر العَرقي، وأول من ركب على ظهر الحمار وساعد أباه في عمل الحقل. وأول من مارس العادة السرية، وأول من عاشر تلك المرأة الشهوانية، والتي لم تترك لا رجلاً ناضجاً ولا صبياً خُط شاربه وبدأ يحرن تجاه النساء، كما الجحش الذي كاد يستوي حماراً. كَمْبال أكثر واحد فينا نال ضرباً من أبيه وتوبيخاً من كبار القرية. وكل أفراد عصابتنا نالوا أكثر من تحذير ألا يصادقوا كَمْبال وألا يتبعونه!