فوزية ضيف الله - حلم يقظة

بين الحلم واليقظة. يوم قائض. أترنح بين مكتبي والمطبخ. يقتصر العمل على ما تقتضيه الحاجة.أنام على حافة المكتب.أُبصر نورا يلج إلى عتمة وحدتي. تلفّه الغرابة والفتنة.مشيت نحوه، أستمع الى انين قطة جائعة. اتبعت الصوت، وصلت آخر الممر الضيق. ثم عدت. أبصرت غرفة ينتشر ضوؤها ليصل عنان السماء. لم أجد بابها. توقفت جنب النور الساطع، فلمحت سلّما خشبيا معلّقا بين الأرض والسماء. تمسكت بنفسي وصعدت. انبهرت بالنور، وتمعّنت في المسلك المؤدي إلى الغرفة المضيئة، لم أعد أرى ما تحتي وما فوقي. ولما انفتحت الغرفة، امتلأ أنفي برائحة الكتب الرطبة وأطربت أذني موسيقى الحروف الراقصة. كان الفضاء ملوّنا وفوق أرائكه العتيقة نثرت ورود مزركشة. بدأت أبحث عن القطة التي تموء، قلبت أركان المكان، لم اعثر عليها. تسمّرت في مكاني، ارتجفت قوائمي، مسكت بتلابيب ملابسي التي التصقت بجسدي من الشعور بالرهبة. وفجأة، انبهرت عيناي، بنور آخر، لا لون له. لم استطع ان اميز حجمه ولا هويته....ولما اقتربت منه ارتسمت امامي ابتسامة ساحرة...فشهقت...وافقت من حلمي...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى