علجية عيش - الثقافة و المواطنة لجزائر الألفية الثالثة مشروع أقبر في مهده

صاحب المشروع الإعلامي و الروائي كمال قرور مدير دار النشر الوطن اليوم

"المسؤولية، الواجب، المعرفة، الكفاءة، المبادرة، التفاعل و الفعالية" هي قيم جديدة لمشروع أطلقه الإعلامي و الروائي كمال قرور صاحب دار النشر "الوطن اليوم" سنة 2010 تحت عنوان: "الثقافة و المواطنة لجزائر الألفية الثالثة" و من خلاله يمكن قراءة المستقبل في ضوء الحاضر والماضي، و هاهي 10 سنوات تمر على طرح هذا المشروع، لكن لا أحد استجاب له، لا وزارة الثقافة و لا النخبة تدخلت لتجسيده على أرض الواقع، و السؤال طبعا يبقى مطروحا لماذا أجهض المشروع؟


%25D9%2583%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2584%2B%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2588%25D8%25B1.jpg
يقول صاحب المشروع كان حلم بسيط يراوده و هو أن يُفتْحَ نقاشٌ واسع ٌ حول مشروع بناء مجتمع عقلاني تنويري، لايتنكر لجذوره، الآن تمر 10سنوات على اطلاقه، على المستوى الفردي بعدما قطع أشواطا، لكن على المستوى الجماعي، المشروع مازال يراوح مكانه، وكأن المشروع لايغري بالنقاش، و قد طرح صاحب المشروع 58 سؤالا أراد من خلاله وصف المشروع و كيف تكون الجزائر الجديدة ، دولة المواطنة، ذكرها بالترتيب مع إعطاء الأولويات بدءًا بالتعريف بالمشروع الثقافي الذي يحلم به المواطن الجزائري لجزائر الألفية الثالثة ، ماهي دوافعه؟ أسسه، و أهدافه، منطلقاته الايديولوجية و أبعاده القومية والانسانية ثم البحث عن وسائل تحقيقه ؟ و الاستراتيجية المثلى لتحقيقه؟​

أراد صاحب المشروع أن يرسم صورة المجتمع الجزائري كيف يكون في الألفية الثالثة مجتمع يتكيف مع الواقع بعيدا عن اليوتوبيا؟، و أن تكون دولة المواطنة مبنية على الديمقراطية كآلية للحكم، من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ، كما يطرح صاحب المشروع مسألة "الهوية" في بعدها العربي والامازيغي، و كيف تحل إشكالية اللغة العربية ،الامازيغية، الفرنسية و الانجليزية؟ فرانكفونية أم انجلوفونية ،حيث يرى أن هذين البعدين توأم ملتصق في التاريخ، لابد من التفاعل معهما بجدية في إطار التسامح و تجاوز ثقافة التعصب و العنف، وأسئلة أخرى تتعلق بتفاعل المواطن الجزائري مع من يحيط به وطنيا، مغاربيا، إفريقيا،عربيا ومتوسطيا واسلاميا وعالميا؟و ماهي مساهمته في حوار الحضارات؟ وما يمكن أن يضيفه.​

المشروع يشمل كذلك قضايا اجتماعية يعاني منها المجتمع الجزائري و أرهقت كاهل الحكومة الجزائرية، و لعل أهم سؤال يلفت انتباه القارئ هو موقع الجيش في الخريطة الجزائرية و كيف له أن يقضي على الفساد من الهرم إلى القاعدة، و هل يستطيع رئيس الجمهورية القضاء على البيروقراطيات؟ و الخلاصة أن صاحب المشروع يرى أن أول شيئ يقوم به المواطن الصالح هو معرفة كيف يتصالح مع ذاته قبل كل شيئ ، ثم يبادر إلى التغيير و المصالحة مع الآخر، و هذا مرتبط بالأدوار التي ينبغي ان يقوم بها المجتمع المدني و المؤسسات الدينية، و كذلك الإعلام في تسليط الضوء على هذه الظواهر و كل ما يخدم المواطن والمجتمع والحقيقة حتى يصبح سلطة رابعة حقا؟ ثم دور النخبة والقوى الاجتماعية والسياسية في تجسيد هذا المشروع و بناء دولة قوية لا تعتمد على النفط والريوع.​

تعقيــــب:
الحقيقة المشروع هو نظرة فلسفية طرح صاحبه تساؤلات، من الصعوبة بمكان أن يتحقق كل ما تم طرحه في زمن قصير، و من الصعوبة بمكان أيضا مناقشته في ظل الظروف التي مرت بها الجزائر، و مسلسل العنف الذي دام أكثر من 10 سنوات، ثم وجب معرفة من هم الأشخاص الذين يناقشون هذه الأفكار، و الإٍرهاب في الجزائر قضى على الأخضر و اليابس، بحيث لم يعد للقوى الفكرية ( المثقفة) و العلمية أثر، بعضهم اغتيل، وآخرون آثروا الهجرة إلى بلاد العم سام هروبا من الظلم و البيروقراطية و غياب العدالة، ثم أن تحقيق هذا الحلم يتطلب وضع آليات لتجسيده ، بمعنى كيف نُحَوِّلُ الفكرة إلى فعل de la pensee a l’action في ظل التنوع الثقافي، و التعدد السياسي؟ ليس من السهل طبعا بناء دولة المواطنة، بمؤسسات هشّة، في جانبها السياسي و الإقتصادي، معظمها أفلس و سُرِّحَ عمالها، ليس من السهل بناء مواطن ما زال يبحث عن قوته اليومي و قد أرهقته فاتورة العلاج عند الخواص و فاتورة الكهرباء و الغاز، و أرهقه البحث عن سكن محترم، مواطن أرهقته الرشوة و المحسوبية، مواطن فقد الثقة في مسؤوليه و حكامه، و الدليل ما نقف عليه اليوم و فيلم "العصابة " و مهندسوها الذين يقبعون اليوم في سجن الحراش، و مازال الحراك الشعبي يطرح مطالبه من أجل التغيير الجذري لوضع البلاد و تطهيرها من الفساد، و الأمثلة كثيرة لا يمكن حصرها هنا، وجب اولا ان نفصل إن كنا نريد دولة مدنية أو عسكرية ثم نبحث كيف نغرس فكرة المواطنة ثم دسترتها، و وضع مفاهيم ظلت غائبة أو مغيبة ، و خلقت فجوة بين الشعب و السلطة.​

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى