مقتطف الحسن نايت بهو - قراءة في سيولوجيا المغرب

القراءة في السوسيولوجيا وحولها في المغرب كما اسلفنا تشترط التقسيم الزمني للمرحلية التاريخية ،على اعتبار حلول الاخر المعمر على ارض المغرب والذي اثر كثيرا في الدراسات السوسيولوجيا الكلاسيكية والابحاث الاجتماعية . لدرجة ان الاشكال كما مر علينا في المنشور السابق نسج استفهامه للبحث عن البدايات في علم الاجتماع بالمغرب ؟ مع التمييز بين هذا العلم و البحث الاجتماعي حسب طرح عبد الكريم الخطيبي .
ثم البحث عن المنطلق والبدايات للسوسيولوجيا المغربية هل تعود الى المرجعية الخلدونية ام انها بداية مرتبطة بالاخر الغربي الذي توغل واقتحم الحياة الاجتماعية المغربية والمغاربية وقام بتصنيف اثنوغرافي يضم العادات والتوابث والتقاليد وكل ما يرتبط بالمعتقد كل ذلك لاجل الوقوف على مكامن الصلابة في المجتمع المغربي واسهل الطرق لتدمير سيادته والتوغل في اراضيه من السلاح الفكري اولا قبل الرصاص .
من خلال البحوث الاجتماعية التي سوف نوردها في هذه القراءة تحققت اهداف فرنسا التي وعدها العلماء السوسيولوجيون بتقديم المغرب اليها على طبق من ذهب باقل خسائر مادية في العتاذ والارواح .
توقفنا في القراءة الاولى عن مرحلة ما قبل كلونيالية في التناول السوسيولوجي لكن لاباس قبل ان نلج عتبة الدراسة او القراءة اليوم في هذه التتمة ان نتطرق الى تذكير حول ما سبق ان اوجزنا له المتعلق بالسوسيولوجيا المغربية قبل الاستعمار الرسمي .
يبدو للقارئ ان الامر يتعلق بمنهج تاريخي او سرد لاحداث الوقائع الاجتماعية قبل وخلال وبعد الاستعمار الفرنسي للمغرب . بناء عليه فاني اود ان اذكر بان الموضوع لا يتعلق سوى بمظاهر البحث السوسيولوجي في تلك الفترة من جهة والبحث عن البدايات للعلم الاجتماع المغربي اهي بداية كلونياليا خلال ما جاءت به فرنسا من ابحاث ارادت من خلالها التعرف عنةعمق المجتمع المغربي قبل غز وه. من جهة ثانية الراي الذي يصب في الاتجاه الخلدوني الذي سبق المرحلة الراهنة وبالتلي يجذر احاطته بالريادة والاسبقية في تشييد سوسيولوجيا مغربية دون انكار الاضافات الحديثة التي اضافها المعمر من مناهج علمية بالاساس .
اطروحة موليراس ومونتاني ودونتي كلها ساهمت في تدشين السوسيولوجيا في اسميه السوسيولوجيا الكلونيالية حتى يتسنا لنا تخصيص وتاصيل السوسيولوجيا المغربية عنها .
ان امد هذه القراءة يبدأ من 1890 اي من تاريخ بزوغ اول كتاب موليرياس /المغرب المجهول/..الى 1930 تاريخ اول اطروحة في السوسيولوجيا حول المغرب (منطقة سوس) /البراربرة والمخزن*
من خلال هذين المرجعين في زمن المعمر حول المغرب يظهر بكل وضوح ان العلم السوسيولوجي في عهد الحماية الفرنسية موصوف بالاديولوجيا العسكرية وبالتالي خدمة للاستعمار وليس لاجل تطوير العلم السوسيولوجي والبحت عن نطاق له اوسع خاصة في توجيه الدراسة نحو البلدان التقليدية والعتيقة . ومن هذا التوجه اقول انه لاغرابة ان تتلاقا اهداف السوسيولوجيا مابعد الحربين واهداف الاستشراق السابقة له بزمان . اعتقد ان الامور جلية توضح وتكشف عن الاديلوجي الخفي والمعلن احيانا في الابحاث الغربية حول الدول التي تود التوغل فيها!؟
بعد ان ابانت التجربة الجزائرية عن مدى نجاعة ذلك حاولت فرنسا نقلها الى المغرب الاقصى . فكيف كان لفرنسا ولمناهج علم الاجتماع ان تخترق مغربا محتاطا ومنغلقا على نفسه مخافة اية اطماع تحوم حوله؟
على اي اساس بنت استراتيجة تدخلها وسط تلاحم قبلي وولاء مخزني بالاضافة الى تشكل الزوايا والفرق الطرقية في دعامات الالتحام المغربي رغم تركيبته الاتنية العرقية .

المرحلة الكولونيالية:بعد الدراسات والابحات لما قبل الحماية ارست فرنسا نهجا تكتيكيا ارادت من خلاله وضع استراتيجية جديدة في المباحث والاطروحات المقبلة والتي املتها عليها خلاصات واستنتاجات المرحلة السابقة مرحلة ماقبل التدخل .
من النقط الاساسية والمهمة من الناحية اامعرفية ونحن نتناول علما اصبحت له اهمية كبيرة في تسهيل قراءة ودراسة اامجتمعات واخضاعها بعد معرفة قوتها وضعفها . من هنا سنعرف اسباب توجه وانعراج الاطروحات الفكرية السوسيو كولونياليا وهو تعرفها ان المغرب يجب اختراقه من تمزيق قواه العرقية والاثنية /البرابرة /العرب. وضرورة خلق صراع وحرب داخلية بين سكان المغرب وقبائله .
في هذه المرحلة يمكن ان تقسم التوجه الاستعماري الى :
سوسيولوجيا المخزن
سوسيولوجيا الاسلامية
السوسيولوجيا المغربية
ورد هذا التقسيم في مقال ميشو بلير الذي ادار البعتة العلمية التي اوكل اليها دراسة المغرب اجتماعيا . يقصد هذا الاخير بهذا التقسيم ان السوسيولوجيا /المخزن سوف تختص بدراسة السلطة والمخزن . والثانية سوف تدرس العقيدة والجماعات الاسلامية والزوايا . اما السوسيولوجيا المغربية فهي مبحث خصص لدراسة البرابرة والقبائل المغربية التي مازالت تعرف استمرار رواسب ماقبل اسلامية فيها وفي بعض عاداتها .
بعد سنوات من الحماية اعلن عن الشرخ الكبير والقوي في السياسة الفرنسية وهو الظهير البربري 1930 والذي تلا صدور اطروحة:/ مونتاني /البرابرة والمخزن // لقد جاء الاعلان لاجل تمزيق المقاومة في المغرب وتسهيل اختراقها بل لم تكتفي فرنسا بذلك بل خلقت من خلال استنتاجات سوسيولوجية المخزن ان تضعفه من خلال اضفاء مبحث ثالث وهو سوسيولوجيا الاعيان او سوسيولوجيا الاهلية والرامي الى خلق خصوم وانشقاقات في السلطة بين المخزن والقبائل بان اختارت قوادا برابرة لاجل التعامل مع فرنسا ضد القصر .
لم تكن الدراسات السوسيولوجيا تكتفي بهذا فحسب بل خرجت نماذج اطروحات اخرى ترمي الى التصنيف الطبقي والغرض منه هو سحب الكوادر والعقول المغربية وجعلها تحت الرعاية الفرنسية وبذلك تكون في خدمة المعمر لذلك لابد من تكوين الطبقة البرجوازية العصرية التي تجابه التصور التقليدي في المجتمع المغربيوهذا النموذج الاديلوجي الفكري يعود الى(موران). وطبقة عاملة تجسد الحضور الكولونيالي نموذج(مونتاناني)الذي سبق ان ذكرته سلفا ومساهمته الفكرية في الاحتلال .
ان التفرقة العرقية اساسها خلق الحليف الاستعماري المتمثل في البرابرة وان سياسة التقابل عرب#بربر الية الية سهلة الاستغلال خاصة بعد الترحيب بها بل الذهاب بها اكثر الى جعلها سلاحا داخليا ضد الشرع /المخزن .
فصورت فرنسا الكائن البربري بالطيبوبة والشجاعة والاخلاص في مقابل الشر العربي / الاسلامي ...


اكتفي بهذا القدر والى منشور اخر
كتابة وتاليف الاستاذ الباحث:حسن نايت بهو




https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=128240738050266&id=100025930202740&sfnsn=mo

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى