فتحي مهذب - العميان يضطهدون المحيط

أيها المختبئ في قاع المخيلة.
الذي صنع ملائكة من الرخام الخالص.
الذي طاردته طويلا في رؤوس الجبال.
في الكهوف المهجورة.
في الحانات المليئة بالفهود المنكسرة.
هيا أسرع.
لا تذر ديك الزمان والمكان
على سريرك الخشبي .
لا تضع نياشينك على كتفيك العريضتين.
دلو الغفران المثقوب على حافة البئر.
تاجك موصولا بمؤخرة البندقية.
تحرك باتجاه النجوم الحزينة.
أطرد البومة من حجرة النوم .
فجر اللصوص والعيارين والقساوسة والقتلة بسلاحك السري.
ضع مصباحك على الشرفة.
العميان يضطهدون المحيط.
قتلوا نجمتي الأثيرة بدم بارد.
إرم كرسيك المقلوب في النهر.
وافرك خاتمك ليكون النور.
على حصان أسود
يحملني عبد روماني.
باتجاه الوادي.
تتبعه أرملة مثل نعامة مذعورة.
وسكارى برائحة البول والعرق . خمسون طعنة في كتفي الأيسر.
ومثانتي مأهولة بحليب المجرة.
وجهي مرصع بالقيح والقمل والرصاص.
خذلني نثر الغراب المتقطع.
النساء مزقن مياهي العذبة بالأظافر.
عذبني صرير عربات الموتى
في عمودي الفقري.
أنا رضيع الهوة الرجيم.
قارع أجراس القيامة.
أرسل ملاكا أشقر وانتشلني
من فضيحة الموت.
من أعراس الغربان والنسور.
الثعالب في انتظار المأدبة.
والظربان يشحذ السيف.
الشامتون كثر والساحة ملآى بالتوابيت.