ألفت من الحياة صمتها و ثغاءها
و من الحزن إلحاحه على الباب:
إفتح يا ابن الكلب و اخرج نكمل جولة اللعب
فحجر النرد لم يعثر بعد على الرقم السابع ...
كنت غائبا يوم وُزِّعت اللغات على البرِيّة
فكان نصيبي ما بقي من لسان البدو:
يكفيك حرفان للحب و الألم و شراء الفول و العدس
كل ما زاد فهو فضل و انتصار على القدر
فلا تسرف في سوء النطق
و ادخر كلامك للشهادتين ... قال لي حامل الأقلام
لي رئتان مليئتان بغبار الطريق و الزمن
أشتهي الغناء في أزمات الرَبْو
فصفير صدري مؤنس كالربابة و الناي ...
تعلمت ركوب الخيل، كانت آخر وصية لأبي على باب غياهب السجن:
نحن في آخر الزمان و حرب القيامة
على الأبواب، فتعلم ما تدفع به الأذى
عن نفسك أو تجلبه للآخر ...
تعلمت ركوب خيل الخيال و إن نزلت
عنها لهَوت بحصان الخشب ...
لن أقول أن أبي اعتلى صهوة الإقدام
و داس على أخضر الليل و يابس النهار
فأبي عربي، و هذه كفايته من الوصف
أنا رعوي الطبع
رأيت جراراً فشربت
و فتاةً فهويت
و موتاً فأسرفت في الكلام
أُعْجِمت لغتي في الحلم، ضاق الصدر و اشتد الإيقاع
فلا بد من الغناء
نايات على الباب متأهبة للشدو
قليل من الهواء و كثير من الصخب: هكذا أوجز سيرة الرعوي
و أحوالي ثمانية
منها الدوران على النفس كالتوجه إلى الكعبة
لكن القِبلة دائرية
منها حالة التبغ، أعب هواءً فاسداً
لا أعرف تفاصيل عن أصله و أخته و دخانه
لُفافتان تكفيان لصد ذكرى الهزائم
لي مع الذكريات عقد استيراد دائم
(لن أسهب فأنا خجلان من صيغة العقد)
و حالة الفزع الأعظم عند النهوض من النوم
من حسن الحظ تليها دائما حالة التبغ
و لست أطيل فأحوالي ثمانية
و قد تزيد بعدد القصائد
و نصفها يحدث بين رمشة و ثانية
أصدقائي ثمانية أيضا
صاح بي أولهم عند ركوب الموج:
تمهل فموت الشمال حزين و موتنا سهل و مرح
أما الباقون فكانوا على المركب، كنا سبعة أرواح،
و كنت الناجي الوحيد و القط في الحكاية
ناي للربو، ناي للشتائم، ناي إذا اشتد لدغ الثعابين
أعزف لها فترقص رجلاي، و تغضب الحَيَّة من
قلة شرف المنافس
في قلبي شظية من الذكريات إن نزعتها مت
و إن تركتها أتلفتْ علي وزن القصيدة
فمنزلتي بين المنزلتين
أموت حياً، و أحيا بصفات الميت ...
حفظت نتوء الجدار و صرير الباب و أخبار الغد والأمس
فلي وقت سائب معطل العقارب
إن أوَت إليه مخيلتي و قطتي، مسَّدت على فروهما
و قلت تصبحون على حال من تلك الأحوال ...
و من الحزن إلحاحه على الباب:
إفتح يا ابن الكلب و اخرج نكمل جولة اللعب
فحجر النرد لم يعثر بعد على الرقم السابع ...
كنت غائبا يوم وُزِّعت اللغات على البرِيّة
فكان نصيبي ما بقي من لسان البدو:
يكفيك حرفان للحب و الألم و شراء الفول و العدس
كل ما زاد فهو فضل و انتصار على القدر
فلا تسرف في سوء النطق
و ادخر كلامك للشهادتين ... قال لي حامل الأقلام
لي رئتان مليئتان بغبار الطريق و الزمن
أشتهي الغناء في أزمات الرَبْو
فصفير صدري مؤنس كالربابة و الناي ...
تعلمت ركوب الخيل، كانت آخر وصية لأبي على باب غياهب السجن:
نحن في آخر الزمان و حرب القيامة
على الأبواب، فتعلم ما تدفع به الأذى
عن نفسك أو تجلبه للآخر ...
تعلمت ركوب خيل الخيال و إن نزلت
عنها لهَوت بحصان الخشب ...
لن أقول أن أبي اعتلى صهوة الإقدام
و داس على أخضر الليل و يابس النهار
فأبي عربي، و هذه كفايته من الوصف
أنا رعوي الطبع
رأيت جراراً فشربت
و فتاةً فهويت
و موتاً فأسرفت في الكلام
أُعْجِمت لغتي في الحلم، ضاق الصدر و اشتد الإيقاع
فلا بد من الغناء
نايات على الباب متأهبة للشدو
قليل من الهواء و كثير من الصخب: هكذا أوجز سيرة الرعوي
و أحوالي ثمانية
منها الدوران على النفس كالتوجه إلى الكعبة
لكن القِبلة دائرية
منها حالة التبغ، أعب هواءً فاسداً
لا أعرف تفاصيل عن أصله و أخته و دخانه
لُفافتان تكفيان لصد ذكرى الهزائم
لي مع الذكريات عقد استيراد دائم
(لن أسهب فأنا خجلان من صيغة العقد)
و حالة الفزع الأعظم عند النهوض من النوم
من حسن الحظ تليها دائما حالة التبغ
و لست أطيل فأحوالي ثمانية
و قد تزيد بعدد القصائد
و نصفها يحدث بين رمشة و ثانية
أصدقائي ثمانية أيضا
صاح بي أولهم عند ركوب الموج:
تمهل فموت الشمال حزين و موتنا سهل و مرح
أما الباقون فكانوا على المركب، كنا سبعة أرواح،
و كنت الناجي الوحيد و القط في الحكاية
ناي للربو، ناي للشتائم، ناي إذا اشتد لدغ الثعابين
أعزف لها فترقص رجلاي، و تغضب الحَيَّة من
قلة شرف المنافس
في قلبي شظية من الذكريات إن نزعتها مت
و إن تركتها أتلفتْ علي وزن القصيدة
فمنزلتي بين المنزلتين
أموت حياً، و أحيا بصفات الميت ...
حفظت نتوء الجدار و صرير الباب و أخبار الغد والأمس
فلي وقت سائب معطل العقارب
إن أوَت إليه مخيلتي و قطتي، مسَّدت على فروهما
و قلت تصبحون على حال من تلك الأحوال ...