فتحي مهذب - عند الرابعة مساء.. شعر

عند الرابعة مساء.
سأشنق الفراغ مثل مهرج عبثي.
سأكسر العالم بالموسيقى.
سأحرر رهائن كثرا
من معتقلات الوراء.
سأدهس الغراب الرابض في إبط القبار.
سأمزق خصيتيه بنابي الذهبي.
أجره بقاطرة ذهاني اليومي
إلى باص آهل بالمرتزقة.
أفتح النار على هواجس المعزين.
قارعي الطبول في الإسطبل.
اللصوص والصحون الطائرة. غيمة اللامعنى وبومة المخبرين. سأحمل تابوتا بأسناني الصدئة.
ليكون قاربي الأثير إلى هجرتي الأبدية.
ولتهدئة خواطر الموتى
أعدهم بجنازة عذبة لمصاص دماء الكلمات.
أعدهم بكنس رؤوس الأموال
من الممر العائلي.
أعدهم بلعق حليب المسدسات
تحت شجرة الهامش.
وتحويل عربة نقل الأموات إلى كنيسة متنقلة.
سأغرد مثل قحبة بين ذراعي حصان جامح.
تلاحقني ألف رصاصة من فوهة خذلاني اليومي.
صلوات قذرة قضيتها في المنفى. ضباب ستين سنة من الرماد والصديد والتعفن.
فرسان برؤوس مقطوعة من القرون الوسطى.
سأحمل المصباح إلى الله.
ليرى جيدا جثث قتلانا على الأرصفة.
ليرى البستان المغمى عليه.
الوردة المضطهدة.
عصافير الدوري المأخوذة بإيقاع اللاجدوى.
سأنكل بجواري الكلمات.
سأغتصب غزالة المايسترو.
قبعة الواقع العدمي .
النهارات التي تدفعني إلى الجنون.
النهارات التي تركل المعنى
وتهشم زجاج بيتي
أمام المارة النائمين.
النهارات التي تأكل مؤخرتي
بملعقة فاخرة.
عند الرابعة مساء
سأخطف الشمس وأهديها إلى العميان.
سأتداول على شجرة مشمش.
سأجلب الخفافيش التي تألقت في دمي.
سأفجر عمودي الفقري
ليسقط العالم في البئر.
النظريات المتجمدة في شرياني التاجي.
أظافر أفكاري الطويلة.
سأعتدي على صمتي الثرثار بالحجارة.
أوقظ الملائكة بمزمار نادر.
سأفترس قطيعا واعدا من ذؤبان المخيلة.
عند الرابعة مساء.



L’image contient peut-être : une personne ou plus, lunettes et gros plan

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى