كنت علي شفا شاطيء من وصال--- مواويل الحنين تصب جام احتراقها في حناياي--اربكني ما تبعثر من فوضوية هندامي—استعدت ما تناثر من ذكريات مضت—هانذا اعود اليها من جديد—مازلت اذكر كم كانت فاتنة-- دافئة—حانية—ساحرة—براحها ارتياح—هدؤها تجلي—صخبها احتواء- --مرسومة هي في المرايا---كل ما فيها شاهد علي ما مر بي من جموح الامنيات وانكسار الاغتراب –رقة الاحلام وخشونة الواقع—تقاطع تمردي المباغت بلا انتهاء وحالة الرضا المستكين بلا مقدمات—تسبقني اليها نظراتي—-تقدفني نحوها لهفتي—تشدني اليها آيات شغفي—اقف امامها—انكر عيني—اكذبهما—يصيبني الدوار--تحولت مندرة عائلتي الي مجموعة اكشاك تتوسطها ورش للسيارات بعدما قطعوا ما بها من أشجار—هدموا ما بها جدران—ازالوا ما عليها من رسومات—اضاعوا ما تبقي منها من ورق عتيق-- وردموا ما امامها من ترعة ظل النهر فيها متدفقا قبلما رحلت من قريتي