رواية " أهل العتمات" إصدار جديد يحكي عن مأساة عمال المكتب الشريف للفوسفاط ، الشبيهة بمأساة عمال الشيلي الأخيرة في الوقت الذي تابع فيه العالم اجمع، انهيار احد المناجم على 30 عاملا في الشيلي، وكيف عاش هؤلاء بأعجوبة بين الأنقاض، ليسجل التاريخ الشيلي والعالمي هذه اللحظة العجيبة ..بكثير من الفخر والاعتزاز. وليس غريبا
أن يحدث مثل هذا في بقع أخرى من العالم، لكن الفرق الوحيد، أن الذين عاشوا مثل هذا الحدث، ماتوا في صمت، وحكى الباقون ممن عاشوا بأعجوبة ، حكاية عمال " العطاشة"، الذين كانوا يعملون في مناجم الفوسفاط أو( الأغوار)، التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، وذلك خلال الأربعينات والخمسينات، بإقليم خريبكة. ونعني هنا، تحديدا، العمل الروائي الكبير الذي صدر أخيرا عن دار البوكيلي بالقنيطرة، تحت عنوان" أهل العتمات"، للروائي المغربي عبدالرحمان مسحت* والتي ترجمت إلى اللغة الايطالية سنة 2007 وعن هذه الرواية، ولتقريب القارئ من هذا العمل/ المأساة/ يقول الناقد والأديب نجيب العوفي:
" ... هي رواية جميلة وبليغة وشائقة ، تحكي عن حيوات ومصائر ثلاثة من العمال " العطاشة" الاصدقاء ، وهم الرحالي وعبدالغفور وعلال . يكدحون نهارهم وسط مغاور وكهوف الفوسفاط ...
"... ويسقط الثلاثة ذات يوم كالح تحت الأنقاض ، وتسد عليهم كتل الفوسفاط والتراب منافذ الحياة ، إلا من خيط ضوء رقيق دقيق يتسلل من عل ... يحكي كل واحد منهم حكايته المريرة الضنكة في انتظار الموت ، أو لنقل بالأحرى ، لمواجهة الموت ومقاومته ، تماما كما كانت شهرزاد تقاوم مصيرها وموتها بالحكي ، وبالحكي المستمر...
"... وهنا تبدأ معاناة الثلاثة، ويبدأ حكيهم ألاسترجاعي وحفرهم الذاتي في مناجم ذكرياتهم...
"... حكي تحت الأرض، وعلى حافة الموت، تلك هي السمة المميزة لهذه الرواية القصيرة، وذلك أجمل وابلغ ما فيها...
"... وهي مكتوبة بلغة عربية سلسة ومعبرة تنضح بروح مغربية صميمية . وهذه ملحوظة لها أهميتها ودلالتها. وترقى لغة الرواية في بعض اللحظات الدرامية مراقي الشعر ، كتلك النجوى الجميلة والشجية التي عقدها الرحالي مع خيط الشمس الواهي المتسلل من عل..."
للروائي عبد الرحمان مسحت، أعمال أخرى، مثل: قصة" القيامة داخل السور"، وهي سيرة ذاتية صدرت سنة 1987 عن مطبعة المعارف بالرباط. تحكي عن طفولة الكاتب في قرية المفاسيس، بنواحي مدينة خريبكة، وعن فترة من الشباب، وهي سنوات التحصيل المعرفي الأساسي، وكيف سيقرر الكاتب حمل القلم بعد أن امتلأت القربة.
من أعماله أيضا رواية: " وأشرقت شمس نونبر"، وقد صدرت سنة2000. وهي رواية تحاول أن ترصد حدث المسيرة تاريخيا / روائيا / من خلال أحداث تاريخية تبتعد قليلا عن الرواية التاريخية الرسمية، لتسجل تلك المحطات المضيئة، من خلال أبطال الرواية، الذين هم في واقع الأمر، متطوعون شاركوا في نسج حدث المسيرة الخضراء. وتروم الرواية تبيان العلاقة الوطيدة بين الشمال والجنوب، من خلال البيعة التي ظل الصحراويون يقومون بها على امتداد سنوات طويلة للملوك الذين تعاقبوا على عرش المغرب. كما صدر له أيضا كتاب بعنوان: مذكرات امرأة من زمن الكفاح"، سنة 2002.
*عبدالرحمان مسحت
*روائي مغربي صدرت له أربع روايات وهي: " القيامة داخل السور"، " وأشرقت شمس نونبر" ، " امرأة من زمن الكفاح"،" و"أهل العتمات" في طبعتين
نشر في الشرق المغربية يوم 09 - 11 - 2010
أن يحدث مثل هذا في بقع أخرى من العالم، لكن الفرق الوحيد، أن الذين عاشوا مثل هذا الحدث، ماتوا في صمت، وحكى الباقون ممن عاشوا بأعجوبة ، حكاية عمال " العطاشة"، الذين كانوا يعملون في مناجم الفوسفاط أو( الأغوار)، التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، وذلك خلال الأربعينات والخمسينات، بإقليم خريبكة. ونعني هنا، تحديدا، العمل الروائي الكبير الذي صدر أخيرا عن دار البوكيلي بالقنيطرة، تحت عنوان" أهل العتمات"، للروائي المغربي عبدالرحمان مسحت* والتي ترجمت إلى اللغة الايطالية سنة 2007 وعن هذه الرواية، ولتقريب القارئ من هذا العمل/ المأساة/ يقول الناقد والأديب نجيب العوفي:
" ... هي رواية جميلة وبليغة وشائقة ، تحكي عن حيوات ومصائر ثلاثة من العمال " العطاشة" الاصدقاء ، وهم الرحالي وعبدالغفور وعلال . يكدحون نهارهم وسط مغاور وكهوف الفوسفاط ...
"... ويسقط الثلاثة ذات يوم كالح تحت الأنقاض ، وتسد عليهم كتل الفوسفاط والتراب منافذ الحياة ، إلا من خيط ضوء رقيق دقيق يتسلل من عل ... يحكي كل واحد منهم حكايته المريرة الضنكة في انتظار الموت ، أو لنقل بالأحرى ، لمواجهة الموت ومقاومته ، تماما كما كانت شهرزاد تقاوم مصيرها وموتها بالحكي ، وبالحكي المستمر...
"... وهنا تبدأ معاناة الثلاثة، ويبدأ حكيهم ألاسترجاعي وحفرهم الذاتي في مناجم ذكرياتهم...
"... حكي تحت الأرض، وعلى حافة الموت، تلك هي السمة المميزة لهذه الرواية القصيرة، وذلك أجمل وابلغ ما فيها...
"... وهي مكتوبة بلغة عربية سلسة ومعبرة تنضح بروح مغربية صميمية . وهذه ملحوظة لها أهميتها ودلالتها. وترقى لغة الرواية في بعض اللحظات الدرامية مراقي الشعر ، كتلك النجوى الجميلة والشجية التي عقدها الرحالي مع خيط الشمس الواهي المتسلل من عل..."
للروائي عبد الرحمان مسحت، أعمال أخرى، مثل: قصة" القيامة داخل السور"، وهي سيرة ذاتية صدرت سنة 1987 عن مطبعة المعارف بالرباط. تحكي عن طفولة الكاتب في قرية المفاسيس، بنواحي مدينة خريبكة، وعن فترة من الشباب، وهي سنوات التحصيل المعرفي الأساسي، وكيف سيقرر الكاتب حمل القلم بعد أن امتلأت القربة.
من أعماله أيضا رواية: " وأشرقت شمس نونبر"، وقد صدرت سنة2000. وهي رواية تحاول أن ترصد حدث المسيرة تاريخيا / روائيا / من خلال أحداث تاريخية تبتعد قليلا عن الرواية التاريخية الرسمية، لتسجل تلك المحطات المضيئة، من خلال أبطال الرواية، الذين هم في واقع الأمر، متطوعون شاركوا في نسج حدث المسيرة الخضراء. وتروم الرواية تبيان العلاقة الوطيدة بين الشمال والجنوب، من خلال البيعة التي ظل الصحراويون يقومون بها على امتداد سنوات طويلة للملوك الذين تعاقبوا على عرش المغرب. كما صدر له أيضا كتاب بعنوان: مذكرات امرأة من زمن الكفاح"، سنة 2002.
*عبدالرحمان مسحت
*روائي مغربي صدرت له أربع روايات وهي: " القيامة داخل السور"، " وأشرقت شمس نونبر" ، " امرأة من زمن الكفاح"،" و"أهل العتمات" في طبعتين
نشر في الشرق المغربية يوم 09 - 11 - 2010