" انتفضتُ من نومي عند منتصف الليل ، عملي بالصحافة يلزمني بإعداد مقال يومي لنشره في صحيفة نور الصباح ، لم أكتب المقال حتى الآن ، مددت يدي وبحثت عن القلم في كل مكان حولي ، وأخيراً وجدته بين الأوراق ، جلست أمام المنضدة ، سكون الليل أتاح لي فرصة الاستغراق في التأمل ، استهوتني فكرة الكتابة عن دور الأديب في تشكيل وجدان الشعوب والتعبير عن آلامها وآمالها ، كالعادة كانت فيروز تشاركني التحليق في عوالم الخيال بصوتها الملائكي ، استمتعت كثيراً بالكتابة ولم أشعر بمرور الوقت ، وقبل الفجر بدقائق أعدت قراءة ماكتبت أكثر من مرة ، لم يتبق إلا أن أسلّمه لرئيس التحرير بعد ساعات قليلة ، مشيت إلى الشرفة ، ملأت صدري بهواء الفجر المُنعش وأنا أُمتع عيني بألوان السماء الساحرة قبل شروق الشمس ، ومع ذلك الصفاء الذهني تذكّرت أنني في الواقع لست مرتبطاً بعمل يلزمني بكتابة مقال ، ولا توجد في الحقيقة جريدة اسمها نور الصباح ! ، كل ما في الأمر أنني أعشق التحليق في عوالم الخيال ، ولي كلَّ ليلة حكاية جديدة تبدأ عند منتصف الليل ؛ وتأخذني بعيداً عن ملل الواقع .
منذ شهور كتبت قصيدة غير تقليدية ، أثنى عليها "جبران" شاعر البلاد المحجوبة في جلسة أدبية جمعتني به عند منتصف الليل ! ، ولم يقتصر الأمر على التجارب الأدبية ، فلقد كانت لي مغامرات عاطفية رائعة مع حسناوات لم أعرفهن في الواقع !
أذكر أنني دُعيت إلى ندوة أدبية سيحضرها رموز الأدب ونخبة من الكُتّاب ، وفي المساء ذهبت إلى تلك الندوة مرتدياً الملابس التي تليق بتلك المناسبة المشهودة ، وكنت حريصاً على وضع رباط العنق لما فيه من وجاهة تُضاف إلى هيبة الملابس الرسمية .
كان الإعلامي (حامد صلاح) يقدم فقرات الندوة ، وتوقعت أن يستدعيني إلى المنصة لإلقاء قصيدة أو كلمة ؛فتأهبت وهيأت نفسي لذلك ..
وتوالت الفقرات من الكلمات إلى القصائد ، وتبادل المتحدثين عبارات الإطراء المتبادلة ، لاحظت أن مُقدم الندوة لم يذكر اسمي ضمن من رحّب بهم من الأدباء ؛ فأدركت أنني غائب رغم حضوري ، وعندما تأكدت بما لايدع مجالاً للشك أنني أحد المُهمشين في تلك الندوة ؛ دعاني صديقي الحميم "جبران" (في الخيال طبعاً) لأقرأ معه قصيدته الرائعة : "هو ذا الفجر فقومي ننصرف عن ديار مالنا فيها صديق" ... قبلت دعوته على الفور وغادرت المكان بكل مافيه من قصائد و صخب ..
وفي غرفتي نسيت كل ما قيل في الندوة مع قصيدة "جبران" ..
... وعند منتصف الليل أخذتني الحسناوات إلى عوالم ساحرة ، وقبل الفجر بدقائق مشيت إلى الشرفة وملأت صدري بهواء الفجر المُنعش ومتعت عيني بألوان السماء الساحرة قبل شروق الشمس ."
من كتابي "قالت وردة" ضمن إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب ٢٠١٩ .
محمد السعيد جمعة
* من كتاب #قالت_وردة -#الهيئة_المصرية_العامة_للكتاب
منذ شهور كتبت قصيدة غير تقليدية ، أثنى عليها "جبران" شاعر البلاد المحجوبة في جلسة أدبية جمعتني به عند منتصف الليل ! ، ولم يقتصر الأمر على التجارب الأدبية ، فلقد كانت لي مغامرات عاطفية رائعة مع حسناوات لم أعرفهن في الواقع !
أذكر أنني دُعيت إلى ندوة أدبية سيحضرها رموز الأدب ونخبة من الكُتّاب ، وفي المساء ذهبت إلى تلك الندوة مرتدياً الملابس التي تليق بتلك المناسبة المشهودة ، وكنت حريصاً على وضع رباط العنق لما فيه من وجاهة تُضاف إلى هيبة الملابس الرسمية .
كان الإعلامي (حامد صلاح) يقدم فقرات الندوة ، وتوقعت أن يستدعيني إلى المنصة لإلقاء قصيدة أو كلمة ؛فتأهبت وهيأت نفسي لذلك ..
وتوالت الفقرات من الكلمات إلى القصائد ، وتبادل المتحدثين عبارات الإطراء المتبادلة ، لاحظت أن مُقدم الندوة لم يذكر اسمي ضمن من رحّب بهم من الأدباء ؛ فأدركت أنني غائب رغم حضوري ، وعندما تأكدت بما لايدع مجالاً للشك أنني أحد المُهمشين في تلك الندوة ؛ دعاني صديقي الحميم "جبران" (في الخيال طبعاً) لأقرأ معه قصيدته الرائعة : "هو ذا الفجر فقومي ننصرف عن ديار مالنا فيها صديق" ... قبلت دعوته على الفور وغادرت المكان بكل مافيه من قصائد و صخب ..
وفي غرفتي نسيت كل ما قيل في الندوة مع قصيدة "جبران" ..
... وعند منتصف الليل أخذتني الحسناوات إلى عوالم ساحرة ، وقبل الفجر بدقائق مشيت إلى الشرفة وملأت صدري بهواء الفجر المُنعش ومتعت عيني بألوان السماء الساحرة قبل شروق الشمس ."
من كتابي "قالت وردة" ضمن إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب ٢٠١٩ .
محمد السعيد جمعة
* من كتاب #قالت_وردة -#الهيئة_المصرية_العامة_للكتاب
محمد السعيد جمعة
محمد السعيد جمعة ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit محمد السعيد جمعة und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und...
www.facebook.com