أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور .. عبادة القوة والجمال!!

- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : عبادة القوة والجمال !!
وإليك التبرير الذي قدمه ليكورجوس للعلاقات غير الزوجية:
" وبعد أن أقر أصول التواضع واللياقة الواجبة نحو الزواج، حرص كذلك حرصا شديداً على تخليص تلك الدولة من مشاعر الغيرة وانفعالاتها النسائية العقيمة، فجعل مما يشرف الرجال أن ينجبوا أطفالاً بالاشتراك مع رجال من ذوي المكانة المرموقة، وأن يتجنبوا كل المظاهر العدوانية في تعاملهم مع زوجاتهم. وقد سخر من أولئك اللذين يلجئون إلى الحرب وإراقة الدماء للانتقام ممن يتصلون بامرأة متزوجة ، فسُمح بأن يقدم الرجل المسن لزوجته الشابة شابا يوافق عليه،ويتسم بالشرف واللياقة، وعندما تنجب طفلا من هذا النسيج الكريم، يقوم بتربيته كما لو كان طفله . ومن ناحية أخرى، إذا أعجب رجل بامرأة متزوجة بسبب تواضعها وجمال أطفالها، يسمح له بأن يستأذن زوجها في التصريح له بالاجتماع بها، لأن زرع تربة جميلة يمكن أن يثمر أطفالاً ممتازين من أبوين ممتازين !! "

2- المحــارة :
- هذا الاقتباس ليس من تخاريف (فنان)! منحل، ينظر إلى المجتمع، وكأنه (طبق سلطة) أو (صينية فتة) : [المهم الطعم] ولا شيء غير ذلك . بل هو وصف علمي دقيق لتقاليد الحياة التي أقرها وحرسها بضراوة بالغة " ليكورجوس" حاكم وقائد جمهورية إسبرطة، التي استطاعت أن تتصدى لجمهورية أثينا المتمتعة بالفلسفة وبالديموقراطية، وإن أقرت التقسيم الطبقي للمجتمع .
- نلاحظ أن هذا الملمح الذي يبدو فظيعا بقدر ما هو وضيع، ومناف للطبائع الإنسانية، له نصيب من بقايا عصر البدائية المتقدمة، والهمجية، وعبادة القوة . ويبدو كذلك أن الجسم، وهو أول حقيقة حسية يدركها الفرد، ويتعامل معها، ويتعامل بها، وعاش أزماناً وعصوراً يستمد منها ( من هذا الجسم) مكانته وهيبته ، ومواطن الرغبة فيه أو الرغبة عنه ... يبدو أنه لا يزال يحمل مفاتيح (سرية) لم تفصح عن نفسها – ربما إلى اليوم ، وفي يوتوبيات آتية - أولها: يوتوبيا "جمهورية أفلاطون" تأثرت بهذا المبدأ (الجسدي) ورددته ، تأثراً بسلوكيات الخصم التاريخي لأثينا، وهو اسبرطة .
- وإلى عصر توماس مور (1478 – 1535) صاحب أشهر مدينة فاضلة، وصانع مصطلح (يوتوبيا) الذي انفرد باحتواء مضمون المدينة الحلم، المدينة الفاضلة، نجده يأذن للشاب والفتاة المقبلين على الزواج بأن يتواجها عاريين(!!) في حضور امرأة عجوز مثلا ،وذلك حرصا على تمام المشاهدة، والموافقة،و عدم إخفاء عيوب جسدية قد يكون لها تأثير سلبي على الإنجاب . ويستشهد توماس مور على وجوب هذا الكشف الظاهري الشامل بحرص الإنسان على أن يدور حول الفرس ، ويكشف عن أسنانها، ويتطلع تحت فكها ورقبتها ليطمئن على سلامتها قبل الشراء، [وهي مجرد فرس] !!

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : "المدينة الفاضلة عبرا لتاريخ" – تأليف : ماريا لويزا برينري – ترجمة : د . عطيات أبو السعود – سلسلة عالم المعرفة – الكويت – 1997 – ص70 ، 71 .









تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى