1-
وهم المُحب جحيم، أنت الآن تجلس على الشاطىء، لست بغريب عن البحر، صاحب المقهى يعرفك، وفنجان قهوتك يأتى بوصاية صاحب المقهى دائما، ماذا حدث؟
المقهى على الشاطىء، وهى كانت هنا منذ سنين، تذكر يومها سؤالها عنك ؟ أخبرتك أن إبنتها مازالت تدرس فى الجامعة، ثم أردفت : لم ترتبط بعد، وأعقبت جملتها الأخيرة إبتسامة رجاء كبيرة مثل البحر، ولكنك لم تنبس ببنت شفة ، يا ليتك تكلمت وقتها ، يا ليتك ....
***
الواحدة صباحا : يرقد جسدك المتهالك فى نظم قصيدة هزلية يقدمها قربانا لكائن اسمه النوم، وفى بلادى كلما تقدم الإنسان فى العمر ؛ كلما قلت فرصته فى النوم .. الواحدة صباحا و الهاتف يتثاءب ..
-- أنا ميساء ..
-- ونشط البركان الخامد منذ سنين، وتذكرت إبتسامة والدتها الراحلة وبكيت وابتدت الرحلة مرة أخرى ..
***
الغياب للمُحب خيانة، النسيان ذاكرة احتياطية مدخرة لأيام الشتاء، شعرها مازال حيا، الدنيا لم تتغير رغم الزمن ، الدنيا تغزل من شعرها أغنية خلود، العيون تحمل كنز الحضارة المخفى، عيونها تمشى على إستحياء ؛ واللهفة هى البطل الوحيد للرواية، الباقين جميعهم كومبارس، لم تستطع أن ترد السلام، كنت وقتها فى حالة من السلام..
الأيادى تتشابك، والهاتف يئن، والنوم كائن نبذته قصائدك، قلبك جوعان، أيامها النائمة فى متاهات نسيانك استيقظت.. أنت الآن فى عالم الصَحْو، مرحبا بكل القلوب العائدة من عوالم الإرهاق، والفرحة رزق ربانى ، الفرحة طهرتك من خطيئة الحزن ،هى كانت فرحتك ..
2-
فى رحاب سيدنا الحسين يقف قلبك منتظرا الإشارة، ترى قلبك فى قبلة المسجد يسجد، طال السجود وطال الحديث، تهمس فى خوف : أين قوائم المقبولين ؟ سكوت ، وأصوات حلقات الذكر تلون هواء المسجد بقمر سيدنا النبى قمر، تحمل قلبك فى أدب وتستأذن وتعود كما بدأت .
***
سبحة حباتها تسعة وتسعين، بيضاء كالحجر الأسود قبل أن يسود من خطايا الناس، و تفتح خزانة ملابسك، عطورك، طفل رضيع صدر أمه هو الحياه، هى عادت وأهدتك حياة .....
المشهد يجب أن يكون أسطوريا ، تقف أمام باب سيارتها، تدفىء كفها بالسبحة المعطرة بأنفاس الصالحين، تتلو عليها أوراد الخلود، تدق على باب البحر، تهديها أسرار الحكمة، تحتضنها حتى ينبهك الفجر، لا تخشى البحر، الأمواج فى أجازة، والشاطىء يكتب تقويما جديدا، أخبرها أن اللهفة لا تعرف زمانا ولا مكانا، أخبرها أن الذنب يموت فى صحيفة الغفران، اصنع من لهفتكما نايا و كمانا و جيتارا ذات أوزان شرقية، الحب هنا هو جواز المرور لبوابة المرضى عنهم.
***
الفجر يقترب، البحر تتساقط أجفانه، وصوت حليم يغسل أجواء المقهى استعدادا ليوم عمل جديد، وأنت وسبحتك وهاتفها الذى يجهلك، ماذا حدث؟ سيارة حمراء تتمايل فى غنج، تترجل منها فتاة مثل الدنيا، تتناول قهوتها فى هدوء وتحاسب وتذهب، لا تعبأ بالبركان الثائر على الشاطىء، السيارة تتمايل مرة أخرى وأغنية أجنبية صاخبة ترميها صاحبة السيارة لتوقظ الكل عنوة ، وتضحك فى انتشاء وترحل كما عادت ..
محمد جميز
وهم المُحب جحيم، أنت الآن تجلس على الشاطىء، لست بغريب عن البحر، صاحب المقهى يعرفك، وفنجان قهوتك يأتى بوصاية صاحب المقهى دائما، ماذا حدث؟
المقهى على الشاطىء، وهى كانت هنا منذ سنين، تذكر يومها سؤالها عنك ؟ أخبرتك أن إبنتها مازالت تدرس فى الجامعة، ثم أردفت : لم ترتبط بعد، وأعقبت جملتها الأخيرة إبتسامة رجاء كبيرة مثل البحر، ولكنك لم تنبس ببنت شفة ، يا ليتك تكلمت وقتها ، يا ليتك ....
***
الواحدة صباحا : يرقد جسدك المتهالك فى نظم قصيدة هزلية يقدمها قربانا لكائن اسمه النوم، وفى بلادى كلما تقدم الإنسان فى العمر ؛ كلما قلت فرصته فى النوم .. الواحدة صباحا و الهاتف يتثاءب ..
-- أنا ميساء ..
-- ونشط البركان الخامد منذ سنين، وتذكرت إبتسامة والدتها الراحلة وبكيت وابتدت الرحلة مرة أخرى ..
***
الغياب للمُحب خيانة، النسيان ذاكرة احتياطية مدخرة لأيام الشتاء، شعرها مازال حيا، الدنيا لم تتغير رغم الزمن ، الدنيا تغزل من شعرها أغنية خلود، العيون تحمل كنز الحضارة المخفى، عيونها تمشى على إستحياء ؛ واللهفة هى البطل الوحيد للرواية، الباقين جميعهم كومبارس، لم تستطع أن ترد السلام، كنت وقتها فى حالة من السلام..
الأيادى تتشابك، والهاتف يئن، والنوم كائن نبذته قصائدك، قلبك جوعان، أيامها النائمة فى متاهات نسيانك استيقظت.. أنت الآن فى عالم الصَحْو، مرحبا بكل القلوب العائدة من عوالم الإرهاق، والفرحة رزق ربانى ، الفرحة طهرتك من خطيئة الحزن ،هى كانت فرحتك ..
2-
فى رحاب سيدنا الحسين يقف قلبك منتظرا الإشارة، ترى قلبك فى قبلة المسجد يسجد، طال السجود وطال الحديث، تهمس فى خوف : أين قوائم المقبولين ؟ سكوت ، وأصوات حلقات الذكر تلون هواء المسجد بقمر سيدنا النبى قمر، تحمل قلبك فى أدب وتستأذن وتعود كما بدأت .
***
سبحة حباتها تسعة وتسعين، بيضاء كالحجر الأسود قبل أن يسود من خطايا الناس، و تفتح خزانة ملابسك، عطورك، طفل رضيع صدر أمه هو الحياه، هى عادت وأهدتك حياة .....
المشهد يجب أن يكون أسطوريا ، تقف أمام باب سيارتها، تدفىء كفها بالسبحة المعطرة بأنفاس الصالحين، تتلو عليها أوراد الخلود، تدق على باب البحر، تهديها أسرار الحكمة، تحتضنها حتى ينبهك الفجر، لا تخشى البحر، الأمواج فى أجازة، والشاطىء يكتب تقويما جديدا، أخبرها أن اللهفة لا تعرف زمانا ولا مكانا، أخبرها أن الذنب يموت فى صحيفة الغفران، اصنع من لهفتكما نايا و كمانا و جيتارا ذات أوزان شرقية، الحب هنا هو جواز المرور لبوابة المرضى عنهم.
***
الفجر يقترب، البحر تتساقط أجفانه، وصوت حليم يغسل أجواء المقهى استعدادا ليوم عمل جديد، وأنت وسبحتك وهاتفها الذى يجهلك، ماذا حدث؟ سيارة حمراء تتمايل فى غنج، تترجل منها فتاة مثل الدنيا، تتناول قهوتها فى هدوء وتحاسب وتذهب، لا تعبأ بالبركان الثائر على الشاطىء، السيارة تتمايل مرة أخرى وأغنية أجنبية صاخبة ترميها صاحبة السيارة لتوقظ الكل عنوة ، وتضحك فى انتشاء وترحل كما عادت ..
محمد جميز