نقوس المهدي - قطبية الروحي والمادي في ديوان (ضفاير لالة) لفاطمة المعيزي.. تقديم

"وإنما سمي هذا الفن زجلا لأنه لا يلتذ به وتفهم مقاطع أوزانه حتى يغنى به ويصوت"
أبو بكر حجة الحموي - بلوغ الأمل في فن الزجل ***
"ولما شاع فن التوشيح في أهل الأندلس، وأخذ به الجمهور لسلامته وتصريع أجزائه، نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله ، ونظموا على طريقته بلغتهم الحضرية من غير أن يلتزموا فيه إعرابا واستحدثوا فنا سموه بالزجل"
ابن خلدون -


المقدمة

بعزيمة صلبة ونية صافية وثبات قلم تقتحم الشاعرة المغربية فاطمة المعيزي ميدان الشعر الزاجل على صهوة أحصنة مطهمة بالمعرفة وأدوات اللغة الشاعرية اللازمة، محاولة أن تجد لها موقع قدم بين أسرة الشعراء والزجالين وأهل النظم، لتمتدح ملاحة المرأة وحسنها ورفعة قدرها وعلو جلالها، وترسم صولات الملاحم التاريخية الخالدة، وأصداء الحركات البطولية والسربات بزمن السيبة في سهول عبدة الأبية، بلاد النخوة والكبرياء والكرامة، حيث لم يسلم الحجر ولا البشر من سطوة الطاغوت والظلم المفروض عنوة على القبائل، والذي لا تزال خيالاته وفظاعاته التي تغنت بها الذاكرة الشعبية النسوية على وجه التخصيص تراود مخيالها، وتوثق ما عاشه الناس وعانوه من اجل درء الضيم والحكرة، التي ما فتئت تستأسد على ذاكرتها العصية على النسيان، وتجتهد في إعادة تجسيدها بيانا، يتمرآى من خلال صور شعرية تفيض جمالا ورقة وبداعة، أودعتها دفتي ( ضفاير لالة ) الذي نحاول قياسها بحياد تام دون محاولة توجيه للقارئ أو نية إحداثه، لأن " كل قراءة هي إساءة قراءة " بتعبير الناقد الأمريكي فنسان ليتش، لهذا نترك للقارئ اللبيب الفرصة ليستكشف بشطارته خبايا هذه الرحلة الزجلية، مع إبراز بعض سمات الكتابة الزجلية لدى الشاعرة، واستجلاء بعض مكوناتها الجمالية الكامنة بين السطور، وأنساقها الفنية، وتعالقها الأجناسي مع باقي فنون القول الأخرى، بوصفها عملا إبداعيا يسعى لإثراء ديوان الزجل المغربي الحديث، بوصفه مساهمة في منجز التراث الشفاهي الشعبي، الذي ما فتئ يعرف المزيد من الإقبال منذ عقود قلة،كلون من ألوان التعبير الشعبي بعد أن ظل لسنين رهين اللامبالاة والاستصغار والإقصاء، واعتبر قولا هجينا يقتصر تناوله على العوام، وأهل الطرب واللهو والمسامرات، بخلاف الشعر المعرب الذي يعتبر شغل أهل العلم والمعرفة، مقيدا بأوزان وبحور وشروط فنية معلومة، وذلك برغم حضور وشائج القرابة الجينية القائمة بينهما
وقد استطاع الزجل أن يفرض ذاته ويضمن تفاعله، مع اختلاف في المستويات والهوية والانتماء القبلي والجغرافي، واللهجات و الأغراض، ذلك أن البعض يطلقون عليه زجلا فيما يسميه آخرون شعرا عاميا كان أمازيغيا في الأعالي، أو حسانيا في مرابع الصحراء، لأنه يؤلف بلغة العامة المحلية، مع احترام الموسيقى والنبرة الإيقاعية، تمييزا لهذا الزجل عن الملفوظ اليومي والكلام العادي المتداول بين الناس في تعاملهم، من دون التقليل من أهمية القاموس المحلي الأصيل، وقد صنف القدماء الزجل ضمن الفنون الشعرية غير المعربة، أي المكسورة التي دخل عليها لحن، ومن هذا الجذر انحدر شعر " الملحون"، وتميز في بدايات ظهوره باتباع نظم القصيدة العربية الفصيحة في شكلها وتفريعها ونظمها، بفارق يسير مع استخدام اللهجة الدارجة ، ويعتبر الزجل بما يكتنفه من صعوبات شعرا مقيدا بقافية يختزل مقومات الحياة ومظاهرها وعلاقات الناس ورؤيتهم للظروف العيش والحياة، متخذا من اللهجة الدارجة وسيلة للتواصل، ومن شكل اللغة الفصحى أنموذجا، وقد نشأ في بداية أمره كلون من فنون التعبير ببلاد الأندلس قبل أن ينتقل إلى العدوة المقابلة
وبالرجوع إلى كتب التوثيق يظهر أن أولى بواكير الزجل بشر بها أبو بكر ابن قُزمان، وبلغ على لسانه درجة كبيرة حيث أنشأ له القواعد، واستخدمت أزجاله نماذج لشعراء الزجل من بعده، وانتقل إلى أهل المغرب، إذ نجد له إرهاصات مبكرة في أشعار ابن غرلة التي يتغنى فيها بالأميرة ارميلة، وقصتهما قصة أخرى يكتنفها الكثير من الغموض، وقد تحقق للزجل هذا الشيوع والانتشار المنقطع النظير بعد أن احتوته شريحة عريضة من الشباب، ذلك أن الكتابة بصفة عامة هي بمثابة عصارة لتراكمات معرفية، وتجارب حياتية ولا يمكن بأية حال من الأحوال أن يكتب المرء من فراغ واستسهال بتعبير شاعر شنقيط
والشعر صعب عزيز ليس يدركه = سوى ذكي حديد الفهم قد ثقفا
وديوان " ضفاير لالة " هو المولود الإبداعي البكر للشاعرة فاطمة المعيزي، جهد لم يأت من فراغ، بل تمخض عن قراءات متأنية عميقة ومتعددة لمتون الزجل المغربي ودراية بالقصائد الملحونية والعيوط المرساوية، ومتابعة للحركة الثقافية، واحتكاك بالحياة البدوية التي ترعرعت في أحضانها، وعن ولع بالمأثورات الشعبية وافتتان بالشعر الصوفي عند سيدي عبد الرحمن المجذوب وسيدي بهلول الشرقي وابن عربي وجلال الدين الرومي وحافظ الشيرازي، وتحصيل أكاديمي عال، ولا غرابة أن تعكس أشعارها كل هذه المزيج من المكتسبات المعرفية.. وذلك التصادي مع مأثورات عتيقة من التاريخ العريق، ويعتبر الزجل بالنسبة لها قرينا ورديفا للمحكيات والقصص الشعبية، والمقول، والملحون، والموشح، والعيطة، والكلام المنظوم والشفهي المسجوع، والأمثال العامية، والترقيص والهدهدة، والأحجيات، والألغاز، والخرافات والأساطير والخوارق، والملاحم، والممارسات الدينية، وأنماط العيش الأخرى إحدى دعامات الذاكرة والثقافة الشعبية وعنوانا لسماتها الحضارية وعمادها التاريخي، ووعاؤها اللغوي الذي نرجع إليه كل حين، لأن الفولكلور هو مجموع الثقافة الشعبية والتراث الشفاهي، وكل الفنون الموازية بما فيها الصناعات التقليدية برمتها، وجزء من المعتقدات الدينية والاجتماعية والعادات والعبادات مما يصنفه الأنثربولوجيون بالاثنوغرافي
ومن خلال ملامسة النصوص الأولى انتابني اقتناع بأنني إزاء كتابة شعرية مختلفة عما يكتب من أزجال، الشيء الذي شجعني على متابعة قراءتها، وحفزني على تدبيج هذه المقدمة المتواضعة التي أتمنى أن تسمو إلى مقام جماليتها وقوتها وأصالتها
والشاعرة فاطمة المعيزي لم تأت إلى القصيدة من الزوايا الخلفية المعتمة والملتبسة، واجتراح لغو ملغز ومبهم، بل اختارت ناصية الوضوح مشيرة إلى الظواهر بسماتها الواضحة، وللأشياء بمسمياتها الصريحة دون تصنع أو تكلف، او خيانة ومراوغة، ذلك أن " تسمية الأشياء بشكل سيئ، يزيد من شقاء العالم". كما تعني هذه الجملة التي تنسب إلى ألبير كامو، بل وفدت من حقول أكثر وضوحا وشساعة، والقصيدة لديها مغامرة جمالية وعمقا معرفيا لا تقبل شكلا معينا، نائية بروحها عن اتباع نموذج معين في الكتابة، فهي متغايرة في إيقاعها، متنوعة في تيمات تناولها، جسورة في بوحها، مركزة على اللحظات الإنسانية الأكثر عمقا، والمواضيع والهواجس والأسئلة والأحلام والأوجاع الصغيرة الأشد تأثيرا وراهنية، كلما عدنا إليها نجد بأن طينها لم يجف بعد، وتشرع بيبان التأويل، وتبيان ما يجيش في خبايا الروح من صدق ومحبة وصفاء، وتستظهر التواريخ، وتشحذ الهمم والروح الوطنية، وتنبش في التاريخ الحقيقي، وفي خفاياه الأكثر إيغالا في الألم والأمل، لأجل هذا كله أتت نصوصها مشحونة بالقلق الوجودي ورفض القيود المفروضة عنوة، بأسلوب شائق يمتزج فيه الخيال المخاتل بالواقع المعاش، ولغة عامية رائقة موظفة بمقاس ودراية، تمتح من معين البادية المغربية، محافظة على عمقها الدلالي وأصالتها المعجمية

ضفاير لالة
العنوان كما هو متفق عليه هو عتبة النص وبوابته الرئيسية التي يمكن الولوج منها إلى تمفاصلات المتن وفحواه، والبوصلة التي تحدد توجه القارئ، والنواة التي يمكن للنص أن يتبرعم من خلالها ويشرع بوابة التأويل، ويشرعن فرضية الاحتمال، موشى بالخطاطة المغربية الأنيقة كما يليق بالخط المغربي الأصيل مما زاد الواجهة بداعة وألقا، ويشرف المرأة " لالــة " لقب يترجم الاحترام والتقدير والولاء للحرائر المغربيات وامتداح سوالفهن
واللوحة التي تمثل صورة فتاة مسبلة ضفائرها، تختلس في خفر وحياء نظرات من شق بوابة شبه مواربة، كما باحت به القصيدة عنوان الديوان، الضفائر التي تعتبر جزءا من جمال المرأة وحسنها، ورأسمالها وقيمة جمالية مضافة بالنسبة لها، الضفائر السود الفاحمة الطويلة النابتة من شغاف الفؤاد النابعة من شعاب الروح ، وحيث هي الضفائر سم يودي من حسرة ، و دواء شاف "ترياق" لمن يرى
سالف لالَّة / تگول / عاود برگي يبري / يا السالف / يا اللون الغرِّي / يا من شْعابْ جُوفي عالفْ / سوالف لالة خْيَال / فقيه قرا / الفال على حجره / ومات من حسرة / سوالف لالَّة / وسالفْ لالَّة دوا / لي شافو يبرا

إلى الإهداء السخي المعبر عن طقوس وأدبيات الضيافة والاستقبال المغربي الذي يستدرج القارئ لولوج محراب تجربتها الشعرية البتول
گلت نصبَّح ونمسِّي عليكم / بمَخْفِية عسَل / وما كرهت نخليكم / تْربُّوا حتى النحل / وتحسوا بمحبتي ليكم / لي گدّْ الجبل

مأدبة شعرية شهية وغنية تتكون من 26 قصيدة زجلية كالتالي

ضفاير لالة - القبة - لا تسولني - اللوم - زيمة - لحكامْ - كل يلغي بلغاه - واه .. واه - في ضيافة الليل – رومني - الحكاية - حالفة - يا ذاك السارح - دوايتي - شحال كتوعدني - يالله تسول - لحمام الغريب - دار الضمانة - الحضرة - تخمامي- القنديل - كالو غطي راسك - حرف المعاني - وحق من لاقاني بيك - العرصة - جويهرات

تتوزع القصائد على عدة أغراض منها ما هو روحي يتناول الإيمان والأولياء والولاء لهم والحضرة والقبة والعرصة بصوفية مكينة تتجلى في القاموس الذي يغرف من معين القداسة وروح القبيلة التي لا تغادر
وما هو مادي يتطرق للشؤون الدنيوية وما يكتنفها من معاناة وتباريح، حيث تراوح بين تلاوة وصاياها، والبوح بهواجسها الجوانية، تنقشها على بياض الذاكرة بإزميل العرفان، تنذر عطرها للمحبة والعشق للعشيرة وللوطن، تصيخ السمع لصلصال التراب وصبر الأشجار وصوت الذات المعذبة، وصدى الرياح ولعلعة البارود، ووقع سنابك الخيل وسط مضارب المحلات ونقع الحركات، وانخطفات الدهشة البكر، تنيخ ركابها على أبواب الصلحاء والأولياء المبشرين بالسكينة الروحية، وبغد أفضل للبشرية بحسب تقديرها وذلك باستخدام ضمير المتكلم، أو علامات وإشارات لسانية تفيد ذلك

القبة
تعني ضريح الأولياء أو غرفة الضيوف و تحظى باعتناء ورعاية خاصة

قُبْتي آنا / قُبة وُليها بَابْ / قُبة ماتشبه لقباب / قبَّة / يجري فيها عودي / بِسِيحْ فيها / حْلاوْةْ برّادي
نْعيِّطْ على اجوادي / على سْيادي / يْجُولُوا / في الجَّايْده به بْلادي / يدْعوا لوْلادي / يْحسُّوا بَدموع
شْلَّا كْبادي / هاعارْ الله / گَعْدوا وْسادِي / عَمْري غادي /في مْحَبْتك أنا بُوجَادي / يا قبَّة / انتِ قُبتي / بعد ما كنتِ المرگدْ والوكْرْ / اليوم سكنك / سْرب لحْمام وْگرْگرْ

الحضرة
وتعني نوبة الحال والشطح الروحي التي تنتاب الإنسان والتوجه لذوي الكرامات والصلحاء والأولياء والأبدال
يا شيخْ الحضْرة / ورِّيني مْنينْ نبْدا / تسَلات اللَّبدْة / على وَلدْ الحُرْ وَالعبْدَة

وفي قصيدة (لا تسولني) توجه للحبيب دعوات وابتهالات صادقة وتتدلل عليه بضفائرها ودلالها وغنجها
بِراسْ محدُوْر / خاضع يا سيدي ليكْ / كيف يَصْبر جْفايَ / على جفاك / كيفْ تَصبَر العَينْ / تصومْ
ماتْشوفْ فِيكْ / رُش عْتابي بِمَا الزْهَر / رُش گلبِي بِشُوفَة / نْدَاوِي بِهَا النْظَرْ / وَانَا بِسَالْفِي نْغَطِّيكْ
وبِهْ نْدَفِّيكْ / ونخليهْ ينبَتْ فيكْ / تعلق بِمُولْ الرْجَى / تعلق بِمولْ لَوْفَى

اللوم والعتاب والتقاليد
ومن " اللوم" الذي تتبرأ فيه من تبعات الهوى ولوعة الهجر، محذرة من أهواله، إلى قصيدة " لحكام " وهي سردية بها قدر من الحكم والمواقف والأحداث تسردها الشاعرة بتواتر، مخاطبة شخصا مفترضا تبثه ألم الخيانة والفراق
عْلل حكمك عليَّ / يا الجايد / بهواك / و الحاسن بِيَّ / حل قيودك / والسبايل المثْنيَة / وهَا عَارْ الله ادِّيها فِيَّ / دِيرْني سْواكْ / نشُوف رَاسِي / فِي مْرَاية عَبْدية
***
ما زال فيك تحكم النيَّة / وتگْدي فيك نار المحبة / الشاعلة فيَّ / أنا / أنا لي سبحت في وديان العشق / وسلهام الغرام فزاگ عليَّ

وتتخذ الكتابة الزجلية بتحولاتها لدى شاعرتنا عدة أشكال من هادئة أحيانا إلى قلقة مسكونة بالحنين والجذبة ( الحال ) في نماذج متعددة، تكشف عن مستوى وعيها وإدراكها، أمينة على قدراتها الإبداعية، مجددة في أدواتها ومعجمها الأصيل الذي تقر ببداوته، البعيد عن التكلف للإفصاح عن مكنونات الروح وبسط رؤيتها للعالم والاشياء، بحيث تشق لها سمتا مستقلا تنأى من خلاله عن التقليد والإتباع، متناولة قضايا وظواهر تتسم بمسحة من الطراوة والراهنية والجاذبية

استحضار رموز المرأة المغربية المناضلة
الى جانب هموم المرأة المغربية ومشاغلها انطلاقا من السيدة الحرة أميرة بلاد جبالة، إلى مباركة النيرية ملهمة الشجعان للجهاد ضد الفرنسيين، وحادة الزايدية العبدية شهيدة الظلم والاقطاع، والتغني والإشادة بحركات وغارات القبائل والتصدي لها، والدعوة للجهاد ومواجهة الإقطاع والطغيان والتعرض للظاهرة القايدية المتسلطة على العباد
رُومني / يا زمان ْالحَرْكَة / اشْحال منْ بركة / شهْدات ْعيُوطْ / خَرْبوشَة وبركة / حصْبَة .. حَوْزيَة .. ومَرصاوِي / داوَات كيَّة الجَّرحَة / سالَتْ مْع َالعرُوقْ فِ خفَّة / ساوِي مِيزانَك آآآمِيلودَة / سَمْعيِنيِ عيْطَة مَصْهُودَة / عْلىَ حْبِيبْ / صُد ْ اتْوالِي / وأنا خَيْمْتي مَهْجورَة / فِ هواهْ مَقْهورَة / ف عَشْرَتي مَغْدورَة

تتوسل الشاعرة بلغة تعكس عذابات المرأة الموشومة في الذاكرة المشحونة بالرغبات وبالأسئلة الممضة والبؤس الإجتماعي القاهر، كي تترجم هواجسها ومواقفها من الجسد الأنثوي، والإفصاح عن التواصل الإنساني الذي تحكمه الرغبة للانوجاد الحر والمسئول، حضور طاغ لهذا الجسد بكل تداعياته باعتباره الصوت المعبر عن الروح الأنثوية، ذلك الجسد المستلب الخجول العاشق المقهور بنيران الغدر والجفاء والحرمان والقهر، والذي تحاول الشاعرة تحريره من ربقة التبعية والإنعتاق من رواسب التقاليد والعادات، وبوح الجسد المبطن بأسراره، المتجدد أبدا في المنزلة بين المنزلتين، شكواه وتبرمه، كتمانه وبوحه، فرحه وترحه، دلاله وتمنعه ، رضوخه وتمرده، كمونه وتجليه
وَانَا بِسَالْفِي نْغَطِّيكْ / وبِهْ نْدَفِّيكْ / ونخليهْ ينبَتْ فيكْ / وهَا عَارْ الله / ادِّيها فِيَّ / دِيرْني سْواكْ / نشُوف رَاسِي / فِي مْرَاية عَبْدية
***
عربد الليل
يدورْ هاذ ْالراسْ / منْ همومْ النَّاسْ / وأنا همِّي حلاسْ / ما بْغا يتْساسْ / كْفَنْ...عليَّا لباسْ / اعَسَلْ ...عليَّا مْساسْ
***
گالو غطي راسك
گالو غطِّي راسكْ / غطِّيناهْ / گالوا الهْوى حرامْ / صدقناهْ / كبرتْ أنا / واللِّي ف گلْبي / كبَّرناهْ / دازتْ ليَامْ / حسِّيتْ بِ دُخَّانْ / شاعلْ فْ عْنانْ / شفتْ السَّرْبَة / عجبْني لبَنانْ / خلقْ الله يا سبحانْ / دخَّلتْ عليكْ بِ المحبَّة / وُقصيدَة الغيوانْ / لا تَجرحْ / لا تزيدْ فِ معان / لا تدميه

في الختام لا يسعني إلا أن أشد على يدي الشاعرة فاطمة المعيزي على كامل ثقتها وحسن ظنها بي، وتشريفي بتقديم عملها الزجلي، متمنيا للقارئ الكريم رحلة شائقة في دروب النظم الرصين الذي يجمع بين البساطة في التناول، والعمق في الطرح، بلغة شاعرية قويمة وروح مهمومة، تحيل الوقائع الساحرة الأحاسيس المفعمة بالدهشة إلى واقع سحري يعج بالبداعة ويطفح الجمال والرقة


المهدي نقوس
اليوسفية في 27-07-2017





ضفاير لالة فاطمة المعيزي.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى