منى محمد - تجربة النوم في قبو رطب

أسند ظهري وأتأمل السقف المنخفض
البقع الداكنة في الأعلى أتخيلها عيونا مفتوحة تراقب قلقي
أنفاسي منتظمة
ونبضاتي طبيعية
أمسك بخصلة طويلة من شعري المفرود
ألفّها بهدوء حول اصبعي، وأغني
(ياحبيبي الهوا مشاوير وقصص الهوا متل العصافير
لاتحزن ياحبيبي إذا طارت العصافير ) ...
أنهض من السرير
أبحث عن علبة كريم الشاي المرطب ولا أجدها
لكنني عثرت على صورة تجمعني بك في الدرج السفلي من الخزانة،
أوووه... لقد أحرقتُ جميع الصور !! أنا متأكدة
كنت أرتدي قميصاً واسعاً يكاد يخنقني
كنت حافية
وكنت أحاول غرس شتلات الليمون في تربة طرية
أنا
متأكدة ....
لكن .. لابأس
أحاول استعادة أنفاسي الآن
رفعت شعري
ورفعت صوت الموسيقى
أعلى
وأعلى
فتحت النافذة وأغلقت ذاكرتي
الساعة 11:45 قبل منتصف الليل
صوت Angela McCluskey /Don't explain
يتدفق إلى قلبي، مثل غزال يتمشى بحذر
الموسيقى تمطر فوقي
كل ماحولي أصبح مائعاً
جسدي يسبح في عمق هذا القبو الفارغ
والنوم لازال بعيداً كمعجزة .....
5:56 دقيقة من التنفس ببطء /مدة الأغنية
ولم تختفي ملامحك إلى الآن
هناك نافذة مفتوحة
لكن الهواء قليل
(محاولة الخلود إلى النوم)
أفكر بهذه العبارة بشكل دقيق
أفكر بعيون مفتوحة ومسامات ضيقة
مغلق جلدي، تجري تحته جميع الرغبات القديمة
تجري غزلان قلبي
وتتخبط الفراشات المحبوسة في داخلي
حيث لاضوء ولا احتراق
12:30
الخلود إلى النوم
هشاشة الأفعال اللامجدية
ياالهي، بماذا أفكر الآن؟!
رأسي
دموعي
الهواء الرطب
وخصلة منسدلة تحكّ جبيني
ياالهي!
كم تبلغ مساحة هذا القبو
ماهي الطريقة التي تجعلنا نخلد للنوم فعلاً ؟
بكل ماتعنيه هذه الكلمة
الخلود!
النوم تماماً... كجثة
أفكر ... باقتلاع هذا القمر الذي يتوسط حزني
أرغب بكسره الآن
أفكر باستحضار وجهك .. ووجهي
أفكر بافراغ جميع الشواطئ الخاوية التي ابتلعتها
وحدي
أفكر بالرقص
أفكر بمسح ظلي
أفكر بعد خراف يقظتي
ولكن... كلما بدأت بالعد تسحبني الخراف للقفز معها من فوق سور التعب
الساعة 1:8 بعد منتصف المحاولات الفاشلة
الخلود خرافة أصلاً
جسدي خرافة
هذا الظل على الجدار خرافة
صوتي
وصوتك المنغرس تحت جلدي ... خرافة
حتى هذه الشمس الوهمية التي رسمتها الآن على الجدار
خرافة
و هذا القلق الرطب
خرافة
خرافة