ضمن مجموعة نصوص مسرحية من نتاج الكاتب المتألق ( عمار نعمة جابر) صدرت عن مطبعة الرافد للمطبوعات في بغداد من عام ( 2019) مجموعته المسرحية ( إنتباه ). تناول فيها عددا من النصوص الدرامية تبدأ بمسرحية (التالي ) وتنتهي بنص مسرحي قصير تحت عنوان ( إتصال).
تتجلى فكرة مسرحية ( التالي ) في رسم الحياة المتجددة لوليد يمهد لولادته في أحشاء المرأة الام التي عبر عنها الكاتب على إنها فقدت طفلها الوحيد الذي يعاني إرتفاعاً في درجات الحرارة ، فيما يذهب بنا المؤلف الدرامي إلى سرد حوارية عن الجد الذي ينتظر الموت وينسج خيالاته خوفاً من اللعب بعورته التي حاول الحفاظ عليها طيلة حياته . وما دخول السيد ضمن حوادث المسرحية إلا لإضفاء عنصر الاثارة والتشويق لحلقة الصراع الدائر ضمن الحوادث المتتابعة والمتشابكة في حبكة النص الدرامي.
حاول الكاتب إيجاد معادل موضوعي في تنامي الحبكة الدرامية للاحداث التي تركزت على أدوار شخصيات المسرحية ، إذ شكّلت الام محور الصراع والجد ما هو إلا حلقة وصل بين الماضي القديم والحاضر المتجدد ، وما وجود الطفل إلا للتعبير عن تجدد الحياة وهنا يكمن سر العمل الدرامي في إن الجد يمثل المأساة والحروب التي حدثت وما تبعها من تراكمات وصراعات صوّرها المؤلف على إنها جهنم نجا منها ذلك الجد الذي خاض غمار الحرب بكل تفاصيلها وما حملته من معاناة النفس البشرية ، في حين جاء رد الام الرافض لتلك الحروب ومخلفاتها ومن الواجب إنقاذ الطفل الذي يتربع في أحشائها ويخرج لعالم مليء بالسلام والامل خالٍ من حروب لا طائل لها ؛ إذ إن الولادة القادمة تحتاج إلى عالم بعيد عن ضوضاء أزيز القنابل ورعب وإرهاب الطائرات وأصواتها المزعجة والقتل .. القتل بأبشع طرقه ، إنها رسالة وضعها المؤلف الساخط على عالم ضبابي دموي وهي إحتجاج يبدأ من أعماق جوف الام حتى الولادة رافضاً التخلف الذي أظهره بشكل واضح على شخصية (السيد) وما تحمله تلك الشخصية من خرافات تبث سمومها بين ضعاف الناس وبخاصة النساء اللواتي يمتلكن عواطف جياشة من البساطة إستغلالها في الدجل والخرافة وتعويذات لا تدفع من القدر والشر شيئاً ولا تغير في الآجال التي كتبها ألله تعالى على الانسان ، ولربما حاول المؤلف الثورة ودخول جيل جديد على خط الواقع وما شهده وعاشه من تجربة مرة من أتباع الدجل والسحرة في زمن نعيش فيه عصر التطور والتكنولوجيا التي تحرر الانسان من تلك الخرافات ، وسرعان ما يذهب بنا المؤلف إلى حوادث غرائبية عند التحول في موت الامل المتمثل في (موت الطفل) الذي عزم المتلقي على أن يجد فيه ولادة وتغييراً نحو عالمٍ جديد ينعم بالطمأنينة والحياة السعيدة ، إذ إن الولادة هي حياة تعطي زخماً من التجدد والشعور بما هو أفضل ، إذ يبقي على الجد في إشارة إلى متلازمة الجهل الذي ما أنفك يلاحق ويلتصق بمجتمع لا يخرج من بحبوحة العيش تحت وطأة الذل والخداع حتى تتداخل صور النواح مع تلاوة ودعاء العديلة التي تعد صورة من صور القبور التي أحاطت بنا وأفقدتنا لذة الوجود.
من خلال تلك المسرحية وضع المؤلف ( عمار نعمة جابر) مجموعة من التقاليد في المجتمعات المتخلفة وسلط عليها الاضواء لما لها من أهمية في حياة كل فرد أرد من خلالها القول ( إن الخرافة والجهل ما هو إلا نتاج التفكير العقلي الذي تقيد بالتقاليد ولم يستطع الخروج منها بسبب سطحية التفكير بما يحيط به وتقليده والسير على نهج السابقين دون معرفة سبب لذلك بحجة هذا ما وجدنا عليه آبائنا).
لقراءة مسرحية التالي فتح الرابط :
مسرحية التالي
تتجلى فكرة مسرحية ( التالي ) في رسم الحياة المتجددة لوليد يمهد لولادته في أحشاء المرأة الام التي عبر عنها الكاتب على إنها فقدت طفلها الوحيد الذي يعاني إرتفاعاً في درجات الحرارة ، فيما يذهب بنا المؤلف الدرامي إلى سرد حوارية عن الجد الذي ينتظر الموت وينسج خيالاته خوفاً من اللعب بعورته التي حاول الحفاظ عليها طيلة حياته . وما دخول السيد ضمن حوادث المسرحية إلا لإضفاء عنصر الاثارة والتشويق لحلقة الصراع الدائر ضمن الحوادث المتتابعة والمتشابكة في حبكة النص الدرامي.
حاول الكاتب إيجاد معادل موضوعي في تنامي الحبكة الدرامية للاحداث التي تركزت على أدوار شخصيات المسرحية ، إذ شكّلت الام محور الصراع والجد ما هو إلا حلقة وصل بين الماضي القديم والحاضر المتجدد ، وما وجود الطفل إلا للتعبير عن تجدد الحياة وهنا يكمن سر العمل الدرامي في إن الجد يمثل المأساة والحروب التي حدثت وما تبعها من تراكمات وصراعات صوّرها المؤلف على إنها جهنم نجا منها ذلك الجد الذي خاض غمار الحرب بكل تفاصيلها وما حملته من معاناة النفس البشرية ، في حين جاء رد الام الرافض لتلك الحروب ومخلفاتها ومن الواجب إنقاذ الطفل الذي يتربع في أحشائها ويخرج لعالم مليء بالسلام والامل خالٍ من حروب لا طائل لها ؛ إذ إن الولادة القادمة تحتاج إلى عالم بعيد عن ضوضاء أزيز القنابل ورعب وإرهاب الطائرات وأصواتها المزعجة والقتل .. القتل بأبشع طرقه ، إنها رسالة وضعها المؤلف الساخط على عالم ضبابي دموي وهي إحتجاج يبدأ من أعماق جوف الام حتى الولادة رافضاً التخلف الذي أظهره بشكل واضح على شخصية (السيد) وما تحمله تلك الشخصية من خرافات تبث سمومها بين ضعاف الناس وبخاصة النساء اللواتي يمتلكن عواطف جياشة من البساطة إستغلالها في الدجل والخرافة وتعويذات لا تدفع من القدر والشر شيئاً ولا تغير في الآجال التي كتبها ألله تعالى على الانسان ، ولربما حاول المؤلف الثورة ودخول جيل جديد على خط الواقع وما شهده وعاشه من تجربة مرة من أتباع الدجل والسحرة في زمن نعيش فيه عصر التطور والتكنولوجيا التي تحرر الانسان من تلك الخرافات ، وسرعان ما يذهب بنا المؤلف إلى حوادث غرائبية عند التحول في موت الامل المتمثل في (موت الطفل) الذي عزم المتلقي على أن يجد فيه ولادة وتغييراً نحو عالمٍ جديد ينعم بالطمأنينة والحياة السعيدة ، إذ إن الولادة هي حياة تعطي زخماً من التجدد والشعور بما هو أفضل ، إذ يبقي على الجد في إشارة إلى متلازمة الجهل الذي ما أنفك يلاحق ويلتصق بمجتمع لا يخرج من بحبوحة العيش تحت وطأة الذل والخداع حتى تتداخل صور النواح مع تلاوة ودعاء العديلة التي تعد صورة من صور القبور التي أحاطت بنا وأفقدتنا لذة الوجود.
من خلال تلك المسرحية وضع المؤلف ( عمار نعمة جابر) مجموعة من التقاليد في المجتمعات المتخلفة وسلط عليها الاضواء لما لها من أهمية في حياة كل فرد أرد من خلالها القول ( إن الخرافة والجهل ما هو إلا نتاج التفكير العقلي الذي تقيد بالتقاليد ولم يستطع الخروج منها بسبب سطحية التفكير بما يحيط به وتقليده والسير على نهج السابقين دون معرفة سبب لذلك بحجة هذا ما وجدنا عليه آبائنا).
لقراءة مسرحية التالي فتح الرابط :
مسرحية التالي