فيكتور خارا Victor Jara - مانيفستو

أنا لا أغنّي لمجرّد الغناء
ولا لأنّني أمتلك صوتاً جميلاً
أغنّي لأن قيثارتي تمتلك إحساساً ومنطقاً:
قلب الأرض، وأجنحة حمامة.
كالماء المقدّس: تبارك الأحزان والأمجاد.
هكذا يصبح لأغنيتي رسالة،
كما فيوليتا بارّا* ستقول:
القيثارات العاملة، برائحة الربيع.
هذه ليست قيثارة الأغنياء، أو ما يشبههم:
أغنيتي من سقّالات العمّال، التي ستصل للنجوم.
يصبح الغناء منطقيّاً
عندما ينبض في عروق الذين سيموتون وهم يغنّون:
الحقائق، وليس المداهنات العابرة،
أو لشهرة أجنبيّة.
يغنّي فقط من قبره، حتّى أعماق الأرض.
هكذا تصل الأغنية للناس كلّهم،
وهكذا يبدأ كلّ شيء:
الأغنية التي تم غناؤها بشجاعة،
ستبقى دوماً أغنية جديدة.



1601855004512.png







سنغني لنفضحهم!

آخر أغنيات المغنّي الثوريّ التشيليّ/ فيكتور خارا
(قصّوا أصابعه على الجيتار، ثم 44 طلقة في قلبه،
حين قال: سنغنّي لنفضحهم)
ترجمة: محمد عيد إبراهيم

كنا خمسةَ آلافٍ، محتجزين
بهذهِ البقعةِ الصغيرةِ من البلدةِ
خمسةَ آلافٍ، لكن كم عددنا عبرَ البلادِ؟
قسمٌ كبيرٌ من البشريةِ
مع الجوعِ والبردِ والرعبِ والألمِ
فقدنا من بينهم ستةً
قد التحقوا بنجومِ السماءِ.
قُتل واحدٌ، هُزم واحدٌ
ولم أتصوّر بشرياً يُهزَم،
وطُلِب من الأربعةِ الآخرين
وضعَ نهايةٍ لمخاوفهمِ.
قفزَ واحدٌ فوراً إلى موتهِ،
وهشّم الآخرُ رأسَه في جدارٍ،
لكنهم جميعاً
نظروا مباشرةً في عينَي الموتِ.
كنا عشرةَ آلافِ يدٍ، لم تعُد تعملُ
لكن كم عددنا عبرَ البلاد؟
غطّى الدمُ رفيقنا
فأنّى لقوةٍ كالقنابلِ والمدافعِ
بالشدّةِ نفسها لقبضاتنا المجمّعة
أن تضربَ ثانيةً ذات يوم.
كم أنتِ ناقصةٌ، أيتها الأغنيةُ!
أحتاجُ كثيراً أن أغنّي، ولا أستطيعُ
لا أستطيعُ لأني حيّ
لا أستطيعُ لأني ميت.
يروّعني أن أَلقَى نفسي
ضائعةً في لحظاتٍ لا نهائيةٍ،
حيثُ الصمتُ والصرخاتُ
هي عناصرُ أغنيتي.
أرى ما لم أرَه من قبلُ،
ما أحسّه وما كنتُ قد أحسستهُ
يجعل اللحظةَ تنبضُ من جديدٍ.



***










تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى