محمد مهدي الجواهرى - فى ذكراك الأولى يا ناصر

أكبرت يومك أن يكون رثاء
الخالدون عهدتهم أحياء
أَوَيُرزقون؟ أجل، وهذا رزقهم
صنو الوجود وجاهة وثراء
صالوا الحياة، فقلت دَيْنٌ يقتضى
والموت قيلَ فقلتُ كان وفاء
أثنى عليك وما الثناء عبادة
كم أفسد المُتعبّدون ثناء
لا يعصم المجد الرجال وإنّما
كان العظيم، المجد والأخطاء
قد كنت شاخص أمّة نسماتها
وهجيرها، والصبح والإمساء
ألقت عليك غياضها ومروجها
واستودعتك الرمل والصحراء
كنت ابن أرضك من صميم ترابها
تعطى الثمار، ولم تكن عنقاء
تتحضّن السرّاء من أطباعها
وتلُمّ – رغم طباعك – الضرّاء
قد كان حولك ألف جار يبتغى
هدمًا، ووحدك من يريد بناء
لله صدرك ما أشدّ ضلوعه
فى شدّة، وأرقّهن رخاء
أثنى عليك، على الجموع يصوغها
الزعماء، إذ هى تخلق الزعماء
ناهضت فانتهضت تجرّ وراءها
شمم الجبال عزيمة ومضاء
ونكست فانتكست، وكنت لواءها
يهوى، فما رضيت سواك لواء
لسنا ملائكة ولكن حسبنا
إغراؤها، لنقاوم الإغراء
فيم التعجّب، لا نُحمّل وزرنا
قدرًا، ولا ما نحن فيه قضاء
يا ابن الكنانة وابن كل عظيمة
دهياء، تُحسن فى البلاد بلاء
ذبح الفداة ورحت أنت ضحيّة
عنهم، وما أغنى الفداء فداء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى