أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور.. العدل: بين الحُلم والكابوس!!

- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : العدل : بين الحُلم والكابوس !!
" وفي سنة 251 هـ قطع بنو عقيل طريق الحج، في خبر نورده لدلالته الاقتصادية، على أساس أن القضية لا علاقة لها عند البدو بالعقائد . يقول الطبري، وفيها 251هـ : " قطعت بنو عقيل طريق جُدة ، فحاربهم جعفر بشاشات ، فقُتل من أهل مكة نحو ثلاثمائة رجل، وبعض بنو عقيل القائل :
عليك ثوبان وأمي عارية .. فألقِ لي ثوبك يا ابن الزانية
وفي سنة 266هـ وثب الأعراب على كسوة الكعبة فانتزعوها، كذلك قطعت طيء طريق الحجاج ...إلخ".

2- المحــارة :
- يظل الحلم بالعدل بين البشر أمنية وهدفاً، فكأن حاسة (العدل) من أسس الفطرة التي التوى بها الإنسان من خلال ثقته في سطوته .
- كثيراً ما يتحول حلم العدل إلى كابوس، وربما لهذا ظلت (المدينة الفاضلة) في موقع التمني، وحين تحققت، أو تحقق جانب منها في (اسبرطة) فإنها تحولت إلى سوط عذاب . أما الحلم الأفلاطوني فقد ظل أمنية لم تخايل أهل السياسة أو أهل القوة .
- في التاريخ الإسلامي تحرك حلم العدل ، والمساواة بين البشر عبر محاولات مختلفة في القرن الثالث الهجري وما بعده، على يد القرامطة الذين بدأوا بمخايلة المحرومين ، والمقهورين، حتى أقاموا دولة البحرين [ وهي غير دولة البحرين الحالية ] التي كانت تشمل ما بين البصرة وعُمان . ولكن تجربة القرامطة فشلت تماما، وقد صورها علي أحمد باكثير في رواية : "الثائر الأحمر" (نشرت سنة 1969) ، واللون الأحمر هو لون علم الدولة الشيوعية ، منذ ثورة البلاشفة في روسيا .
- وقد كتب جورج أورويل روايته :"مزرعة الحيوان" (نشرت سنة 1945، عام انتهاء الحرب العالمية الثانية، وخروج الاتحاد السوفيتي ظافراً ، وشاملا لمناطق شاسعة من آسيا وأوروبا) ولكن ثورة الحيوان على ظلم الإنسان ، والحلم بالعدل انتهى إلى (كابوس)؛ إذ أصبحت فصائل الحيوان التي لا تلوذ بسدة الحكم ، تعاني من الظلم ، والقهر أكثر مما كانت تعاني إبان سطوة الإنسان .
- في زمن (الكورونا) الذي نعيشه ، تحركت أحلام أهل الفكر والفلسفة بعالم جديد يتجنب مثالب عالم ما قبل كورونا ، وسطوة القطب الأوحد (أمريكا) أو القطبين (أمريكا وروسيا) أو الثلاثة (أمريكا وروسيا والصين) ، ليسود السلام والعدل مجمل الكرة الأرضية .
- هل يتحقق هذا الحلم .. بعض هذا الحلم ؟

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : "ثلاثية الحلم القرمطي" – محي الدين اللاذقاني – دار الحوار للنشر والتوزيع – سورية – اللاذقية – الطبعة الأولى دون تاريخ - ص44.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى