نادية عيلبوني - لا أخلاق في الدين.. الدين منافٍ دوماً للأخلاق؟!

الدين لا يحترم حياة الانسان ، ولا يؤمن بقداسة الحياة ذاتها، فهو يضع نفسه فوق تلك الحياة لأنه يعتبر نفسه المقدس الوحيد ، وهو جاهز لهدر اية حياة تخالفه نظرته لنفسه!
الدين يلعب على غريزة القطيع المنافية للعقل وهو لهذا لا يحترم حرية الفرد،ولا يحترم خصوصيته، وليس في قاموسه مفهوم يسمى الحرية الفردية ولا الحق الفردي. وشعاره دائما:من ليس معي ، فهو ضدي ، ومن لا يؤمن بديني فدمه مستباح ، ولهذا تنتفي القيم الاخلاقية عن الدين!
الدين قائم في الاساس على الارهاب ليس فقط لأنه يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة التي لا يملكها غيره، بل ايضا لأنه يعتمد على مبدأ التخويف ، التخويف من الله . التخويف من العقاب في الارض على يد من يؤمنون به.اما قتلا او حرقا واما تمثيلا بالجثث سواء، اكنت حيا كنت ام ميتا، وفي السماء حيث ينتظرك طاغية اخر جاهز لشي لحمك ،ثم اعادته جديد سالما ،ليعيد شيه مرة اخرى ؟
ولأن الدين قائم على الايمان الاعمى وليس على إعمال العقل والاقتناع ، فمن الطبيعي والحال هذه ان ينعدم الضمير . فالاخلاق تستند اساسا الى الضمير الانساني الفردي الحر ،وبما الانسان في الحال الدينية مصادر كله. فإنه يستحيل ان ينتج الدين اخلاقا تحترم حياة البشر!
الدين قائم بالاساس، على التمييز بين البشر ، حيث يقسم الدين الناس الى فئتين. فئة مؤمنة ، لها الحق في ارتكاب كل الموبقات وكل المجازر باسمه، والى فئة غير مؤمنة لا تتمتع بأية حقوق ، فدم غيى المؤمن مستباح، وكذلك ماله وعرضه ووطنه ، وكل تاريخ الاديان يؤكد على تلك الحقيقة ، ولا يشذ عنها!

نعم. هناك شعوب نجحت في تهذيب اديانها كما نجحت في تقليم مخالبها ، وحاولت عقلنتها بعد ان انكشفت كل تخريفاتها المنافية للحياة والعقل ،وبعد ان خلفت جرائم بحق الانسانية والاخلاق وباتت مفضوحة ومرفوضة من أصحاب الضمائر الحرة لاستغلالها واستعبادها للبشر، وباتت حجر عثرة امام ممارسة هذه الشعوب لحياتها الطبيعية ، وتمكنت بفضل مفكريها ومتنوريها وثوراتها من منع تأثيره السام على المجتمع وعلى السياسة ، واعطت الدين الحيز الذي لا يستطيع فيه ان يرفس في بطن المجتمع ، وهناك شعوب لا زالت مصممة الى جعل دينها وحشا كاسرا يصادر كل حقوق البشر ويدوس على حياتهم ، واعتقد اننا من بين تلك الشعوب التي لا زالت تعتبر مقدسها فوق الحق في الحياة وفوق الكرامة البشرية ، ونحن لهذا لا زلنا بعيدين جدا عن القيم الاخلاقية التي جردتنا منها العقائد الدينية!
نظرة واحدة على التعليقات التي تبرر القتل والذبح لكل من انتقد دينها ،كافية للحكم اننا شعوب بلا اخلاق، بحيث يصير صحيحا ما قاله الشاعر :انما الأمم الاخلاق ما بقيت، = ان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
نعم نحن في الطريق الى الفناء!

تعليقات

الدين الصحيح لا يناقض العلم الصحيح والعكس صحيح أيضا. ولعل من يقول مثل هذا القول عن الدين ينطلق من فرصية القهر النفسي المسلّط عليه باسم الدين من فئة الجهلة والغلاة والمرهبين(الإرهابيين) أو من فرضية اللا مقدس في زمن الحريّة المباحة في كل شيئ.فلا نار تحرق ولا جنة تورق. يعيش الناس أحرارا في بهيميتهم ويمتوت كما تنفقة الكائنات الحيوانية ولا حساب ولا عقاب.
 
ان التعميم فى اغلب الاحوال يؤدى الى نتائج تفتقد الى الكثير من الدقة
كل الاديان السماوية تدعو الى مكارم الاخلاق
ليس هناك من دين يامر اهله بقتل الآخرين فقط لانهم من ديانة اخرى
سوء فهم الافراد والجماعات المتطرفة للدين هو خطأ لا يحمل وزره الدين
عن الخلق والخالق
يقول الله تعالى(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا )
اى ان مسالة الايمان بالله هى مسالة فردية
كان الشك والتمرد دائما هو بداية السير فى طريق الايمان وهو باعتقادى طور طبيعى فى حياة كثير من الافراد لذلك ينبغى التعامل معه بالحجة والبرهان لا الاستنكار والشجب ولكن من واقع تجربتى الشخصية اقول لك ان هذا العقل البشرى هو اداة قاصرة لا طاقة لها لاستيعاب الكثير من الحقائق الكونية التى هى تحت سمعنا وابصارنا فاين تقف هذة الاداة من ما هو ابعد من ذلك بكثير ؟
ولعل قوله تعالى( وَفِىٓ أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) يختصر الكثير من مشوار الظلمات الى نور الحق والسلام
 
أعلى