سعد عبد الرحمن - تواضع المضطر

عندما أسست فاطمة اليوسف مجلتها التي حملت لقبها الذي اشتهرت به "روزاليوسف" و صدر العدد الاول منها في 26 أكتوبر 1925 شغل مقر المجلة المؤقت إحدى حجرات الشقة التي تسكنها في عمارة يمتلكها الشاعر أحمد شوقي بشارع جلال في حي المنيرة (قريبا من قصر العيني) و كانت الشقة في دور مرتفع يعد الصاعد إليها ما يقرب من تسعين درجة حتى يصل إذ لم يكن بالعمارة مصعد ، و لما زاد نشاط المجلة و أصبح من الصعب الاستمرار في هذا المقر لا سيما بعد أن اكتشفت روز أن شوقي رجل " بكاش " و تأكدت أن وعوده بتركيب مصعد في العمارة كلها وعود " فشنك " ، عندئذ بدات تبحث عن مقر أفضل فعرض عليها أحمد شوقي أن يؤجر لها البدروم في العمارة المواجهة و هي ايضا من أملاكه نظير جنيهين في الشهر فوافقت ، و تطوع شوقي فنظف البدروم و جدد طلاءه على نفقته الخاصة.
و من الطرائف التي روتها روز في مذكراتها أن العقاد و هو فارع الطول كما نعرف عندما كان ياتي إلى مقر المجلة الجديد كان يضطر إلى إحناء هامته ليدخل من الباب المنخفض و قد رآه شوقي مرة حين كان يجلس مع روز في حجرة الإدارة فعلق على ذلك قائلا:
الإدارة الجديدة علمتنا التواضع
و في كلام شوقي بالطبع غمز و لمز و سخرية مبطنة من العقاد الذي اضطره الباب المنخفض إلى إحناء رأسه ، فالعقاد كان يمشي دائما معتدل القامة مرفوع الهامة كما كان معروفا بأنه شديد الاعتداد بذاته و بثقافته إلى حد يظن معه من لا يعرفونه عن قرب أنه شخص مغرور متكبر و لكنه في الحقيقة لم يكن كذلك ، رحم الله الجميع.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى