فتحتْ باب الخزانة، اخرجتْ ثوب النوم البنفسجي ولفت به قدها الممشوق. وضعت ادوات الزینة علی طاولة المرآة وجلست امامها. وضعت الاحمر علی خدودها فزادتهما حمرة، لونت شفتیها بالوردي، بعثرت خصلات شعرها علی کتفیها، وامام المرآة التفت حول نفسها ونظرت الی جسدها من کل اتجاه، وبعد ان اطمأنت الی انها لم تغفل شیئا ًمن زینتها، کبست علی زر المصباح واطفأته، ثم بکبسة اخری انارت مصباح النوم الاحمر. وضعت کاسیت اغاني عشق هادئة علی جهاز التسجیل وخفضت الصوت حتی تناغم تماما ًمع الصوت الخفیف لهطل المطر الناعم في الخارج. ترکت المدفأة موقدة..نظرت الی ارجاء الغرفة، کل شیئ في مکانه..اخیراً تمددت في السریر الواسع علی ظهرها .
اغمضت عینیها ، شعرت لحظتها بخدر لذیذ یسري في ارجاء جسدها ........
انه علی وشك الوصول لکي یکمل هذه اللوحة، في البدایة سیتناهی الی سمعي وقع خطواته فتزداد خفقات قلبي وستجتاح القشعریرة جسدي، لکني ساحاول ایهامه بانني نائمة. عندما یفتح الباب، سیراني نائمة، لذلك لا یصدر صوتا کي لا یوقضني من النوم ویبدأ، في صمت، بخلع ملابسه قطعة قطعة وبهدوء یطفئ جهاز التسجیل ولا یترك المدفأة موقدة ایضا ً، ربما یخشی ان يرتفع لهيبها، ثم ینسل في الفراش بجانبي ویسحب الغطاء علینا، عندها فقط یحین دوري فأمد ذراعيّ واسحبه نحوي بشدة واضمه ثم الثم شفتيه ونغرق سویة في عالمنا العسلي وسأنسیه کل تعبه ...
اجفلها صوت طرقعة زر جهاز التسجیل، قطع سلسلة احلامها. نهضت من الفراش واتجهت نحو جهاز التسجیل، رفعت عینیها الی الساعة المعلقة في الحائط.." یاآآه .. لقد عبر اللیل منتصفه ".. قلبت الکاسیت علی صفحته الاخری في جهاز التسجیل وقبل ان تکبس زر التشغیل طرق سمعها صوت وقع خطواته، اسرعت وشغلت الجهاز، وقبل ان تبلغ الفراش لتکمل تمثیلها، انفتح الباب ودلف هو الی الداخل فوقفت متسمرة في مکانها وغطت حمرة الخجل خدیها..
نظر الیها والتفت یتطلع في اجواء الغرفة، کانت آثار التعب والارهاق بادیة علی وجهه والنعاس یلف عینیه بغلالة رقیقة. نزع معطفه المبلل بماء المطر والقاه علی الکرسي بجانب السریر، تطلع بلامبالاة واضحة الی زینتها، التقت عیناه بعینیها الممتلئتین علی آخرهما بالنداء، شعر بقوة خفیة تدفعه للاستجابة لنداءات عینیها، لکن لامبالاته جعلته یصطنع ابتسامة علی شفتیه المتیبستین ...
- حسنا ، أعدي لنا ابریقا من الشاي ، لا .. لا .. فلتکن قهوة ، افضل .
- غیر ملابسك ، ساجلبها حالا ً.
ترکت کل شیئ في مکانه، واسرعت في الدخول الی المطبخ واعدت القهوة علی عجل، لکنها عندما عادت وهي تحمل فناجین القهوة، کان شخیره یملأ اجواء الغرفة ...