مزمل الباقر - قبل أن يثور القاش ( 3 - 3 )

حيث المثوى الأخير للسيد الحسن الميرغني:

- بعد أن احتسيت الشاي تحت إحدى شجيرات النيم .. جاني حسين صباحاً من بيته في حي الدرجة إلى شقتنا المفروشة في حي الكارا، ليصطحبني والفنان الفوتوغرافي: عاطف سعد . لم يخبرني بوجهتنا حتى بدت لي سلسلة جبال التاكا ( توتيل، التاكا، مكرام، جبل موسى، أولوس .. إلخ إلخ ) فعلمت أنه أراد أن يحقق لي رغبتي بزيارة ضريح السيد الحسن الميرغني.

- في كسلا حيثما توجهت تجد جبال التاكا قبالتك فهي ونهر القاش الموسمي بمثابة الماركة المسجلة لمدينة كسلا، مثلها مثل شجرة التبلدي (القونقليز ) والتي ترمز لمنطقة كردفان وذاك حديث آخر.

- رغم أن حسين يسير بسرعة معقولة غير أن صغر مساحة المدينة مقارنة بمدينة أمدرمان التي قمت منها، جعل الوصول لحي الختمية حيث الضريح في أقل من ساعة .

- كان الهدوء يعم المكان ، البيوت التي تجاور الضريح إتخذت سكينتها من سكينة المكان نفسه . وتقول الرواية التاريخية أن كسلا بدأت من هنا من هذا الحي : حي الختمية والذي أنشأها هو ذلك الذي أردت أن رؤية ضريحه.

- ثمة باحة واسعة حيث تقام ليالي الذكر ( الحولية ) توجد بها أعمدة حديدة متفرقة طليت باللون الأخضر الغامق، مرفرفةً في هاماتها أعلام الطريقة الختمية بألوانها الثلاث المعروفة: الأحمر، الأسود والأخضر .. أباريق للوضوء علقت في أنبوب حديدي يجعل حركتها في شكل دائرة لتسهل على المتوضئ تحريك الإبريق بكل سلاسة. علي يمين الباحة بيت واسع مستطيل الشكل أشبه بالمدرسة علمت أنه سكن الحواريين ( الحيران ) من طلبة القرآن.

- رمال ناعمة هنا وهناك .. وبعض من الصخور التي تتراص بين سلسلة الجبال والضريح الذي يضم السيد الحسن الميرغني وأولاده وبعض من أحفاده كما أشارت لي أحد الصديقات بعد أن سألت والدتها التي لا تزال تسكن إحدى أحياء كسلا بينما إنتقلت الصديقة وشقيقاتها إلى الخرطوم

- كان المشهد في منطقة الضريح بمجمله يزيد جمال وفتنة مدينة كسلا على جمالها وفتنها أيضاً.

- كنت على بعض خطوات من الضريح أجلس - على الرمال الناعمة - إلى عم الباترا سادن ضريح السيد الحسن الميرغني والذي إتكأ على إحدى حوائط الغرفة التي تضم الضريح ، سألت أن ينشدني فأنشدني أبيات من قصيدة : النور البراق ، التي تظمها صاحب الضريح نفسه. وأستأذنته أن أقوم بتسجيل ما أنشد فقبل ذلك مرحباً.

- بعد أن إنتهى بنا المطاف قادنا حسين إلى إحدى المطاعم التي لا تبعد كثيراً عن الضريح، حيث تناولنا وجبة الإفطار وهي عبارة عن ( سلات ) وهي وحبة مشهورة بشرق السودان عبارة عن شرائح من لحم الضأن، تشوى على الحصى ثم يضاف لها العسل أو يلحق في طبق مصاحب لمن أراد أن يغمس شريحة اللحم في العسل قبل أن يأكلها.



إستضافة قناة كسلا الفضائية:

- في مساء الإثنين 9 يوليو 2018م بقناة كسلا الفضائية وعبر سهرة: ( صور وأقلام ) قامت الإعلامية ياسمين ياسين بإستضافة لصاحب معرض ( نور : مشروع الحلم الفسيح ) المصور الفوتوغرافي الشاب: حسين صالح اري، إضافة للناقد والقاص: خالد محمد طه والكاتب والمدون السوداني مزمل الباقر، وكلانا ( خالد محمد طه وشخصي ) قدمنا أوراق في معرض نور بقاعة وسط المدينة بحي الكارا بمدينة كسلا. - بسبب إلتهاب افقده صوته بصورة مؤقتة - المصور العالمي عاطف سعد إحد مقدمي الأوراق وأحد الإثنين الذين رافقتهما بالطائرة التي أقلتنا نحن الثلاثة (عاطف سعد وخالد محمد طه وشخصي) من صالة الحج والعمرة بشارع المطار بالخرطوم لمطار مدينة كسلا.

- في تلك السهرة كان الحديث شيقاً وممتعاً ونجحت الأستاذة ياسمين ياسين أن تمسك بتلابيب الحديث ليربط بين الكتابة والقصة من جهة والصورة من جهة أخرى (1 ).

- صباح اليوم التالي الثلاثاء 10 يوليو 2018م رافقت المصور العالمي عاطف سعد في جولةٍ له خلال سوق كسلاوي مجاور لمكان سكننا ، أراد أن يلتقط عدداً من الصور بعد أن شربنا الشاي بإحدى المقاهي العتيقة ، ثم لحقنا بركب رفاق حسين صالح اري وهم رفاقي في الطائرة التي سوف تقلع من مطار كسلا لتهبط بعد أقل من نصف ساعة بمطار صالة الحج والعمرة بالخرطوم.

- قبل أن نأتي المطار توقفت عربة حسين لإلتقاط صور جماعية لنا وأخرى فردية بجوار نهر القاش الموسمي الذي ينبع من خلف مرتفعات للجارة الأرترية، وقد كان في شهور جفافه قبل أن يثور في الخريف لينال من أراضي حي الميرغني وحي الجسر وأحياء أخرى ويقلق ساكنيها ويكبدهم الخسائر المعنوية قبل المادية.

- شغلنا مقاعد سيارة حسين : سيراف صلاح، خالد محمد طه، عاطف سعد وشخصي .. قبل أن نشغل بعد أقل من نصف ساعة إنتظار مقاعد الطائرة التي أقلعت من مطار كسلا.



عندما تتحدث الكاميرا:

- في إثني عشرة دقيقة وبتاريخ الجمعة 19 أكتوبر 2018 قمت بإستضافة المصور الشاب حسين صالح أري، عبر حسابي بموقع فيسبوك، تحت عنوان: (حسين أري .. عندما تتحدث الكاميرا ) ، ومن ضمن الأسئلة التي طرحتها عليه في ذلك البث المباشر: هل تجد وأنت مصور فوتوغرافي منافسة من مصوري الهاتف المحمول – إن جاز لي التعبير – فأفادني بأنه لا توجد منافسة بل على العكس كلاهما يكمل الآخر (2 )

- بتاريخ الجمعة 9 نوفمبر 2018م ولما يقارب خمسة وثلاثون دقيقة، سألت المصور الشاب حسين صالح أري ضمن أسئلة أخر ، في الجزء الثاني من البث المباشر الذي عنونته بــ : ( حسين أري .. عندما تتحدث الكاميرا ) عن المدة الزمنية التي استغرقها الإعداد لهذا لمعرض ( نور .. مشروع الحلم الفسيح ) منذ بداية إلتقاط أولى تلك اللوحات الفنية وحتى آخر صورة بديعة شغلت حيزاً بصالة وسط المدينة فأوضح أنه نتاج سنوات خمس ( 3)


ثمة ملاحظات:

وبعد ،،

- عدت لكسلا في زيارتي الثانية بعد أكثر من خمسة عشر عاماً وبين الإقامة بحي الميرغنية في زيارتي الأولى وإقامتي بحي الكارا في زيارتي الثانية مرت كثير من المياه تحت الجسور . حيث جئتها في المرة الأولى وأنا أراسل عدد من الصحف الخرطومية ( أكثر من تسع عشرة صحيفة )، وعدت إليها وفي معيتي مجموعتين قصصيتين رأتا النور أولهما تحت سماء القاهرة والأخرى جاء مولدها بمدينة الخرطوم وهما ( تضاريس النزوح الأخير ) و (شاشاية ).

- سعدت للتطور العمراني الذي حدث لكسلا بين الزيارتين، غير أني حزنت لأن منتزة التاكا السياحي - حيث قاعة وسط المدينة التي ضمت بين جنباتها ذكريات حسين صالح أري التي وثقها بتلك اللوحات الرائعة ( الصور الفوتوغرافية ) - كانت بأرض ذلك المنتزه - قبل أن تدك بأمر والي كسلا - كانت هنالك مبانٍ أثرية منذ عهد الدولة العثمانية ، جعلت بعد الإستقلال السياسي للسودان في غرة يناير 1956م مصالح حكومية.

- حسين صالح أري مصور فوتوغرافي ضل طريقة إلى الكتابة الإبداعية، يمكن لمستمعه أن يستشف ذلك من خلال التشبيهتات والتصاوير وكذلك المشاهد التي يصورها في حديثه، ولكن حسين إعتزم أن يروي حكاياه فقط عبر عدسة كاميرته الرقمية التي ترافقه في أغلب حله وترحاله ولم يمنعه تخصصه في علم الجيولوجيا أو عمله في إحدى المنظمات - لم يمنعه كل ذلك عن مواصلة شغفه. فدائماً ما يجد في أوقات فراغه سانحة لتوثيق اللحظة عبر عدسته تلك، قبل أن يرفق ما صور بكلمات قلائل تكون أعلى تلك الصورة في الغالب لتظهر كمنشور عبر حسابه بموقع فيسبوك( 4).

- علي الصعيد الشخصي شكلت لي هذه الزيارة إطلالة على مشاهدين خارج الخرطوم وبالتالي قراء جدد. وذلك من خلال الورقة التي قدمتها ضمن فعاليات المعرض والتي تحدثت فيها عن تجربتي مع الكتابة والنشر. وكذلك من خلال مشاركتي بسهرة ( صور وأقلام ) عبر الفضائية الكسلاوية ( نسبة لمدينة كسلا ) : قناة كسلا الفضائية التي خصصت تلك السهرة للحديث عن معرض : نور .. مشروع الحلم الفسيح.




أمدرمان في 2 أغسطس 2018م

حاشية :

(1) [SIZE=26px]إستضافة الكاتب: مزمل الباقر بقناة كسلا الفضائية - في سهرة: صور وأقلام
[/SIZE]

(2)[SIZE=26px] حسين أرى.. عندما تتحدث الكاميرا ( 1-2)
[/SIZE]

(3) حسين أرى.. عندما تتحدث الكاميرا ( 2-2)


(4) الحساب الشخصي لحسين صالح اري بموقع فيسبوك :

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى