أطفال هذا المكان يُحاسبون علي ذنب لم يقترفوه، يُعاملون بقسوة كونهم لُقطاء، يجمعهم اليُتم وتفرقهم المُشرفة بعصاها وشمعتها المستعدة دائما للسع جلودهم الرقيقة.
من حين لأخر تأتى بعض السيدات العقيمات لتتبنى أحدهم ، جميعهم ينتظر الأم البديلة لتنقذهم من بين براثن مُشرفتهم القاسية.
تدخل "سلمى" لتختار أحدهم ، قَفز أحد الأطفال من مكانه كمن علم بعودة أمه بعد غياب، تمتم باسمها الذي سمعه من المشرفة وردده في سره : ماما سلمى.. ماما سلمى .
ظل الاسم يتردد في رأسه وكأنه يوطن نفسه علي الحياة التى سيعيشها في كنفها.
يتقدم الصغير بوجهه الأبيض البرئ، وشعره الأسود الناعم، المصفف بعناية تدلى منه خصلة علي جبهته، في عينيه نظرة استعطاف، " أن اقبليني"... تستقبله عيونها بالرفض، فهي تريد طفلا يشبهها، أسمر بشعر مجعد!!
تشيح بوجهها عنه؛ لا يفهمها!!
يُقبل، يُقبل، وكأن المشوار بعيد جداً، كلما اقترب زادت بينهما الهوة والاتساع حتى صار كل منهما قريباً بعيداً ، ضاعت معالم الطريق، وضاعت عيناها من عينيه، كان اختيارها لغيره صدمة تركت علامة أكبر من علامات الحرق الموشومة علي جسده النحيل.
أخذته دوامات الحياة، نسيها في خضم توهانه، دارت الأرض دورتها لتضعهما وجها لوجه، هو يعرفها جيداً، يقف أمامها مذهولا للحظات، يردد اسمها في رأسه ، تسأله ماذا يريد؟
يستدير مغادراً ورأسه يجيب: لو أنقذتنى لكنت الآن مواطنا شريفاً .
من حين لأخر تأتى بعض السيدات العقيمات لتتبنى أحدهم ، جميعهم ينتظر الأم البديلة لتنقذهم من بين براثن مُشرفتهم القاسية.
تدخل "سلمى" لتختار أحدهم ، قَفز أحد الأطفال من مكانه كمن علم بعودة أمه بعد غياب، تمتم باسمها الذي سمعه من المشرفة وردده في سره : ماما سلمى.. ماما سلمى .
ظل الاسم يتردد في رأسه وكأنه يوطن نفسه علي الحياة التى سيعيشها في كنفها.
يتقدم الصغير بوجهه الأبيض البرئ، وشعره الأسود الناعم، المصفف بعناية تدلى منه خصلة علي جبهته، في عينيه نظرة استعطاف، " أن اقبليني"... تستقبله عيونها بالرفض، فهي تريد طفلا يشبهها، أسمر بشعر مجعد!!
تشيح بوجهها عنه؛ لا يفهمها!!
يُقبل، يُقبل، وكأن المشوار بعيد جداً، كلما اقترب زادت بينهما الهوة والاتساع حتى صار كل منهما قريباً بعيداً ، ضاعت معالم الطريق، وضاعت عيناها من عينيه، كان اختيارها لغيره صدمة تركت علامة أكبر من علامات الحرق الموشومة علي جسده النحيل.
أخذته دوامات الحياة، نسيها في خضم توهانه، دارت الأرض دورتها لتضعهما وجها لوجه، هو يعرفها جيداً، يقف أمامها مذهولا للحظات، يردد اسمها في رأسه ، تسأله ماذا يريد؟
يستدير مغادراً ورأسه يجيب: لو أنقذتنى لكنت الآن مواطنا شريفاً .