نبيلة غنيم

ترسل السماء أشعتها إلى نافذته، يفتح عينيه في تكاسل عظيم، يشغل سيجار فاخر، يدخل المطبخ ليصنع لنفسه قهوته الصباحية، موسيقى “الهارد روك” تتسلل إلى أذنه، تحاور مشاعره، يهتز جسده معها، يترنح، يتفاعل مع دقاتها، صار كمن شرب زجاجة خمر كاملة، قهقه بصوت يفوق صوت موسيقاه العالية، التفت إلى المرآة، ابتسم...
ليل مقمر يغريه برومانسية حالمة، خرجت ملاكه تتهادى من أحلامه ، يتساءل: هل هى أحدي خيالات السراب الذى أعيشه؟ أم هي مَن رسمها خيالي ثم عشقتها حقيقة ؟؟ كيف تصبح الساعات معها مجرد لحظات؟ وبعدها دهر؟ يتذكر يوم أن خطا نحوها خطوات قلقة قائلا لها : أحبك بحجم رحمة الله. يومها ازدهر ربيع وجهها الذي...
ظلال متحركة تخايل إدراكه، يداعبه حلمه المتجذر في تلافيف عقله، يبتسم وهو يرسم في خياله ذلك الحلم، بيت واسع تحيطه الزهور، يافطة مكتوب عليها "إبراهيم الطويل" ... يأخذه الحلم ليرى أطفاله يمرحون في براح البيت، يسمع ضحكاتهم ، يشاركهم اللعب، الابتسامة تتسع ، لا يأفُلها إلا نهيق حمار جاره ،يلقى الجار...
تمد يدها لتصل إلي أغواره.. تُمنى نفسها باستخراج جواهره التى دفنها تحت تراب الهموم . تردد اسمه علي لسانها عدة مرات ... نبيل.. نبيل ... نبيل... نعم ... كم هو نبيل!!! تحسبه أحد باشاوات القرن الماضي بأبهة طلعته وصمته الحكيم. . وقسمات وجهه الوسيم.. متجهم هو دائما يرسم علي وجهه علامات توحي للآخر...
توتر يمتلكني، حلمٌ يفزعني عند استيقاظي، رأيتني على محفة الموت، يحيط بي أموات عائلتي بما فيهم والديَّ، أنسى جسدي المنتصب علي المحفة، أحتضنهم جميعا في لهفة، أسألهم عن حياتهم؟؟ يبتسمون لي، لا يتفوهون بكلمة، يشير أخي– الذي انتحر منذ عامين- إلي محفتي، أسرع إليه لأحتضنه، كم شاركني البكاء حال حياته،...
ما بين اليقظة والنوم أراه يبتسم، بعينيه حياة لا تعرف الموت، ضوء وهاج ينبعث منهما، ابتسامة تتألق فيهما لترتسم على ثغري، ينشرح لها قلبي الحزين. استيقظ، أنظرُ إلى الشخص الممدد إلي جواري ، ينظر لي، يبتسم، أنظر إلى عينيه، أجد ابتسامة ذابلة وعينان وصل إليهما الموت، لا حياة بهما، تتراءى لي صورة...
هي ليست جميلة بمقاييس الجمال الأخاذ، لكنها تعرف كيف تكون الأنثى الجذابة التى تخطف القلوب في سلاسة ويسر، عيونها الجريئة تمثل البراءة ، صوتها الهادئ أمام مَنْ سترمى عليه شِباك الأنوثة، تَـثَـنيها وتبخترها، هي أدواتها للوصول إلى مبتغاها. يراها "هشام عبد الحميد" مدير المصلحة القميء، صاحب السحنة...
أجمل وأثمن ما في حجرتها ، تلك اللوحة المعلقة على جدارها، الحياة البسيطة تجعلها ترى صغائر ما تمتلكه ثروة تستحق الحفاظ عليها. تشعر الآن أنها تمتلك شيئا ثمينا، تخبئه خلف صورتها المعلقة في حجرتها الصغيرة التى تضم سريراً قديماً، تحافظ علي تسويته بشكل دقيق ومنضدة مغطاة بغطاء بلاستيكي منقوش بنمنمات...
يتوارى كفرخ منتوف الريش، يخاف أن يرى نظرة التجاهل في عيون الإناث الجميلات ، فهو يدرى أنه يفتقد الجاذبية، يفتقد بوصلة الوصول إليهن، تزوج امرأة فَقَدَ معها بقية إنسانيته وبعضاً من رجولته، فقد حولته إلي مجرد خادمٍ نهاراً ورجل حراسة ليلاً، فنسي أنه متزوجاً. في جمع كبير من زملاء الندوة المقامة علي...
(1) أضاء بهاء الحب نور عينيها.. رأته كما كانت تحلم به .. جالت بين أروقة قلبه .. وجدت كل الغرف كاملة وقفت علي باب قلبه نظرت حولها.. رحب بها أيما ترحيب.. لم ترتض لنفسها الحياة معه كرقم لجمع المتسولات .. فهي الأميرة التى كانت تحلم بأمير غرامها.. وجدته، ولكن معه حاشية تغنيه عنها .. انسحبت في صمت...
على مر سنوات عمري وأنا أخشى الليل، ولا أحب النظر إلي السماء حينما يطمس الخريف جمالها، إلا أنني الآن أصاحب ليالي الخريف التى صرتُ أشبهها، وهذه الليلة بالذات تشبهني كثيراً، إذ خلعت السماء حُليها، فلا نجوم ترصع ثوبها ولا قمر يتوهج على صدرها، أغمض عيني قليلا على هذا الظلام، يهاتفني طيف أعرفه جيداً،...
أعرف أننى في خريف العمر وهي مازالت في الربيع، هي من بثت بداخلي روح الربيع ، يزداد خريفي ويتوهج ربيعها ، كبرت، تفرعت اهتماماتها بعد أن ذاع صيتها الأدبي، كانت كل أوقاتها أمامي واضحة كالنهار، فصارت غامضة كالليل، تغضبني بشدة اجاباتها المبتورة الموجوزة التى تجود بها في نعومة لا تًصْدِم ، صرتُ التقطتُ...
يُلقي الفجر حلته البيضاء علي ظلام الليل وتنثر الشمس خيوطها الذهبية في كل اتجاه يتوجه "سالم" إلي جامعته، يمشى مستسلما لأقداره لا يني علي شئ، إذا بهاتفه يخبره بأن مُهاتفاً علي الجانب الآخر. يرد بعدم اكتراث، فإذا بصوت سماوي الهمسة يقول له: أهلا محمد. صمت سالم قليلا ثم رد بتلقائية : أهلا .. أهلا ...
أطفال هذا المكان يُحاسبون علي ذنب لم يقترفوه، يُعاملون بقسوة كونهم لُقطاء، يجمعهم اليُتم وتفرقهم المُشرفة بعصاها وشمعتها المستعدة دائما للسع جلودهم الرقيقة. من حين لأخر تأتى بعض السيدات العقيمات لتتبنى أحدهم ، جميعهم ينتظر الأم البديلة لتنقذهم من بين براثن مُشرفتهم القاسية. تدخل "سلمى" لتختار...
تلحف بغطائه الثقيل واختبأ بين طياته، حتى لا يسمع صوت رأسه المثقل بالهموم، النوم عنده خير من يقظة الحياة القاسية، كل ما حوله يؤذيه، تَحَوَّلَ البشر أمامه إلي آلات مبرمجة، الكل يمشي كمُسوخ علي رأسها الطير. تحالف عليه الجميع، رئيسه في العمل يوبخه ويهدده بالفصل بعد إنذاره، فهو يعشق الطريق المستقيم،...

هذا الملف

نصوص
36
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى