نبيلة غنيم

في غرفة بيضاء وثوب سماوى تتكوم "نجاة" تزدرد أعوامها الماضية، وحيدة كئيبة، إلا من خادمة استأجرها أولادها لتكون إلى جانبها في مرضها الأخير، هي في عامها الثالث بعد الثمانين، تتهافت عليها الذكرى على هيئة صور . صورة فتاة الجامعة المتألقة، تقف وسط جمهور من الطلبة والطالبات تُلقى قصيدة شاعرة ساحرة،...
رأيته محبطا، حزينا، التعاسة تخرج من صدره مع دخان سيجارته التى لا يطفئها إلا نادراً، متجهما في وجه الحياة ، غيمة سوداء صفدت قلمه ومنعته من سكْب ما فيه علي الورق، عقله مازالت أتونه تعج بالمعاني والأفكار، ينقصها الخروج حتى لا تحترق بداخله وتبقي رمادا تذروه الرياح. غيمته السوداء تدور في أفقه ،...
في شرود عميق جلست "تهاني" أمام نافذتها الصغيرة تمضغ أيامها الفائتة، تسيل على خدودها المتغضنة قطرات ساخنة من عيونها الكسيرة، لفائف من ذكريات يفردها أمامها واقعها الذى تعيشه الآن، تستعيد صوت أمها البعيد يوصيها بأن تكون الأم من بعدها، يخفت صوت الأم، لتسمع ذلك الصوت الخشن الذي أراد لها أن تكون...
صباح الخير يا حبيبي سوف أحضر الإفطار حالا، (تقول أم محمود)، تذهب إلي المطبخ تعد الشاي بالنعناع مع بعض الفطائر التى يعشقها محمود. تعود لمحادثته بصوت يسمعه الجيران جيداً: ألم تفكر في الزواج يا محمود؟.. سامحها الله "منال" اتهمتك بما ليس فيك، أريد أحفاداً يا محمود، والدك مات وأنا صغيرة ولم تتح...
أشعة الشمس اللاهية تلفح خديها وتضرب رأسها، استحال وجهها إلى اللون الأحمر القاني، تلهث مع قفزات الساعة متوجهة إلى عملها، يأخذ جمالها العيون، يجذب النظرات النهمة، تبدو شامخة كملكة، أحاطت نفسها بحاجز فولاذي يتقافز عليها التائهون في سحر خمائلها، تتوارى برودة حياتها خلف ذكرياتها الدافئة، تردد لحنا...
جيوش من الإحباط تتسرب إلي روحه.. كل شئ حوله يتشكل علي هيئة فوهة مدفع .. تنطلق متوجهة إلي رأسه: "وسائل الإعلام، وسائل التواصل الاجتماعي.. أحاديث أمثاله من الشباب.. أحوال البلاد" - كل شئ حوله يجعله يفقد جمال الحياة ويستصغرها في عينه.. ينشط فيروس الإحباط في رأس "كريم" فيُحطم مناعة روحه تماما...

هذا الملف

نصوص
36
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى