عندما أحسستَ أن الحياة لا تطاق بلا أحلام، بداتَ حياتك بأحلام الطفولة ثم الصبا، و كانت أحلامك تكبر معك، تتعقد و تتداخل، بدءاً من لمسة يد، ثم قبلة حب بريئة لبنت الجيران، إلى أن وصلت إلى احلام أكبر، بحيث يلم شملكما انتَ و حبيبتكَ و أن يكون لكما بيت في حديقة صغيرة لتعيشا فيه بأمان، ثم غدت أحلامك أكبر منك، تحرير الوطن، بناء مجتمع جديد، عالم جديد، بعيدا عن التفرقة و الظلم،ينعم بالعدالة الإجتماعية و المساواة و الحرية و التقدم و سلسلة من الشعارات المقدسة، لكن الواقع الاسود إرتدى زياً أبيضاً و خذلكَ، و مثل عملاق خرج عن طوره، ابتلع حياتكَ و أفكاركَ و أحلامكَ و اوصلكَ الى محطة ضياع الاحلام، دون أن تدرك هل إن تلك الأحلام تُسرق منك أو تضطر الى بيعها لكي تؤمن لقمة العيش لأطفالك، و دون أن تفكر في كيفية تلك الحياة، أم إن الخوف من أن يقوم الجن بتفتيت أحلامك و تلهيك بأشياء سخيفة لا قيمة لها لتعيدك الى الوراء.
و حينما أدركتَ إن أحلامك في تناقص و إذا لم تحاول معالجة الموقف و تجد لها حلاَ، ستتلاشى و تنتهي، و ستبقى معلقا بلا أحلام، حينها ستغدو الحياة في وجهك ظلاما مرعبا لا تطاق، حينها تذكرتَ كلام شخصية في مسلسل تلفزيوني عندما قالت: ليس مهماً أن نحقق أحلامنا، المهم أن نحلم فقط... و حينها تلبسكَ خوف شديد، ظننتَ أن قلبك سينقطع، أسرعتَ للمِّ أحلامكَ المتبقية و استجمعتها من زوايا و أقبية مخك و خبئتها جيدا في حقيبتك، فكرتَ في حياة تحفظ فيها الأحلام، نعم فقط أن تحفظ فيها الاحلام، لأنكَ كنتَ متشائما من تحقيقها في أي حياة كانت و اصبحت راضيا الآن فقط في المحافظة عليها، كان الواقع الاسود قد أجبركَ على أن تنظر بقدسية الى الكلام الوارد في المسلسل التلفزيوني، لذلك كان قد وجد لنفسه المكان المناسب في مخكَ المتعب العاطل عن العمل، هذا الحدث ساعدك على الإسراع في سلك الطريق، قبل ان تُسرق منكَ أحلامك المتبقية، أو أن تهرب من لا أباليتك و تبقى جسداٌ بلا روح، حينما نويتَ السفر للبحث عن تلك الحياة التي في نظرك لا تموت فيها الأحلام و ودَّعت ذكرياتكَ و آهاتكَ و أحبتكَ و كل ما له علاقة بكَ بدموع حارَّة في النقطة الحدودية و عبرتَ كثيرا من الحدود و موانىء الإغتراب و محطات القطارات، و فلتتَ من أيدي الكثيرين من المهربين و شبكات المافيا و شرطة السواحل، و غدوتَ ضيفا ثقيل الظل في عالم غريب، هناك تذكرتَ أحلامكَ، واحدة، واحدة، اسرعتَ الى حقيبتك و نظرت فيها، لكن سرَت في أوصالك الرعشة، حينما لم تجد لا أحلامك و لا حتى ذكرياتك لتجعلها خميرة لأحلام أخرى، صرختَ، إستنجدتَ، و أخذتَ تفكر، لم تدرك هل إن أحلامك قد تسللت منك و لم تحبَّ مغادرة أرض الوطن؟ أم إنها سُرقت منك في الطريق، أو أن شرطة الحدود عندما كانوا يبحثون عن الممنوعات في جيوبكَ و حقيبتكَ، قد عدوها أيضا من الممنوعات و إستولوا عليها دون أن يحيطوك علما بذلك.
و حينما عاد اليك الوعي، و نظرتَ مليا حواليكَ ، حاولتَ أن تنسج من جديد بعض الأحلام في تلك الحياة الغريبة عنكَ، و أن تبدأ بحياة لا علاقة لها بحياتك السابقة، لكن و منذ البدء، رأيتَ نفسكَ في بيئة بعيدة عنكَ و عن تكوينك النفسي، لم يبق لك شيء، غير أن تلعنَ مصيركَ الأسود، ثم وجدتَ نفسكَ تغوص في حلقة مفرغة، دون أن يهرع أحد ما لنجدتكَ، أو أن يذرف دمعة عليك.
و حينما أدركتَ إن أحلامك في تناقص و إذا لم تحاول معالجة الموقف و تجد لها حلاَ، ستتلاشى و تنتهي، و ستبقى معلقا بلا أحلام، حينها ستغدو الحياة في وجهك ظلاما مرعبا لا تطاق، حينها تذكرتَ كلام شخصية في مسلسل تلفزيوني عندما قالت: ليس مهماً أن نحقق أحلامنا، المهم أن نحلم فقط... و حينها تلبسكَ خوف شديد، ظننتَ أن قلبك سينقطع، أسرعتَ للمِّ أحلامكَ المتبقية و استجمعتها من زوايا و أقبية مخك و خبئتها جيدا في حقيبتك، فكرتَ في حياة تحفظ فيها الأحلام، نعم فقط أن تحفظ فيها الاحلام، لأنكَ كنتَ متشائما من تحقيقها في أي حياة كانت و اصبحت راضيا الآن فقط في المحافظة عليها، كان الواقع الاسود قد أجبركَ على أن تنظر بقدسية الى الكلام الوارد في المسلسل التلفزيوني، لذلك كان قد وجد لنفسه المكان المناسب في مخكَ المتعب العاطل عن العمل، هذا الحدث ساعدك على الإسراع في سلك الطريق، قبل ان تُسرق منكَ أحلامك المتبقية، أو أن تهرب من لا أباليتك و تبقى جسداٌ بلا روح، حينما نويتَ السفر للبحث عن تلك الحياة التي في نظرك لا تموت فيها الأحلام و ودَّعت ذكرياتكَ و آهاتكَ و أحبتكَ و كل ما له علاقة بكَ بدموع حارَّة في النقطة الحدودية و عبرتَ كثيرا من الحدود و موانىء الإغتراب و محطات القطارات، و فلتتَ من أيدي الكثيرين من المهربين و شبكات المافيا و شرطة السواحل، و غدوتَ ضيفا ثقيل الظل في عالم غريب، هناك تذكرتَ أحلامكَ، واحدة، واحدة، اسرعتَ الى حقيبتك و نظرت فيها، لكن سرَت في أوصالك الرعشة، حينما لم تجد لا أحلامك و لا حتى ذكرياتك لتجعلها خميرة لأحلام أخرى، صرختَ، إستنجدتَ، و أخذتَ تفكر، لم تدرك هل إن أحلامك قد تسللت منك و لم تحبَّ مغادرة أرض الوطن؟ أم إنها سُرقت منك في الطريق، أو أن شرطة الحدود عندما كانوا يبحثون عن الممنوعات في جيوبكَ و حقيبتكَ، قد عدوها أيضا من الممنوعات و إستولوا عليها دون أن يحيطوك علما بذلك.
و حينما عاد اليك الوعي، و نظرتَ مليا حواليكَ ، حاولتَ أن تنسج من جديد بعض الأحلام في تلك الحياة الغريبة عنكَ، و أن تبدأ بحياة لا علاقة لها بحياتك السابقة، لكن و منذ البدء، رأيتَ نفسكَ في بيئة بعيدة عنكَ و عن تكوينك النفسي، لم يبق لك شيء، غير أن تلعنَ مصيركَ الأسود، ثم وجدتَ نفسكَ تغوص في حلقة مفرغة، دون أن يهرع أحد ما لنجدتكَ، أو أن يذرف دمعة عليك.