كرة القدم ليندا نصار - أبطال طفولتي يرحلون واحدًا تلو الآخر

أبطال طفولتي يرحلون واحدًا تلو الآخر.. من الذي يكبر أنا أو هم؟ أظنّنا كبرنا معًا في سرعة قياسيّة..
عندما رأيت الصورة الأخيرة لمارادونا في المستشفى منذ فترة قصيرة، لم أستطع الربط بين البطل الذي كنا ننتظر مباراته بفارغ الصبر على المحطة الوحيدة على التلفزيون في أثناء الحرب اللبنانية وبين الشخص الذي رأيته مريضًا..
هذه الأمور كانت تغيّبنا عن لحظات طويلة من التفكير بالعنف والقتل والموت والشهداء، يومها ما إن كانت تنتهي المباراة حتى نعود إلى الهمّ نفسه، وكأننا خرجنا من حياة أخرى ومن عالم آخر مليئ بالبطولات والانتصارات وعدنا إلى عالم يحكمه الخذلان والمعاناة، وسط سياسات فاسدة ما زالت تتحكم فينا حتى اليوم للأسف.
مارادونا لم يكن بطلًا عاديًّا بالنسبة إلينا نحن الأطفال، أولاد عمتي وإخوتي وأنا، لقد كان شخصية خارقة مثل "جونجار البطل الجبّار" "وغريندايزر" ، كذلك صورة مارادونا لم تتحطّم، حتى حين عرفنا أنه يتناول المنشطات ويتعاطى أمورًا مشبوهة.
في نهاية الأمر، ثمّة صور طبعت في طفولتنا ولم تتغيّر، ربّما لأن الطفولة هي الشيء الوحيد الثابت في ذاكرتنا..

# ليندا نصار



L’image contient peut-être : 2 personnes, personnes debout, courts-métrages, foule et plein air

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى