لاأزال ذلك الفتى الذي يبحث عن مواطن السرد وخفايا الحكي في عالم يمور إبداعا ويدفع بأكثر من اتجاه يتجاذب القاريء العربي؛ الوادي الخصيب بأهله وتياراته؛ في علاقة لن تنفصم عراها بحكم الجغرافيا والهوية؛ مما يعز في النفس أن نجهل أدب السودان الذي يغتني بحكايات وبسرد مغاير؛ كان أول ما تعرفنا منه شعر التيجاني يوسف بشير؛ إشراقة تلك النفثة الشعرية الممتلئة أملا؛ ترى من يقص علينا حكايات الصحراء والغابة والوادي غير أدباء السودان.
تعدد في أمكنة توجب الحكي والسرد؛ بهرت بلغة الطيب صالح المتراقصة في موسم هجرته إلى الشمال؛ وسرده حول شخصية مصطفى سعيد.
تطوافة في عالمه الذي بدأ في كرمكول وانتهى في الدوحة مرورا بالقاهرة ولندن؛ يبهرك بهذا النسج المؤتلف.
وهل يدري أحدنا بعبدالله الطيب المجذوب ذلكم العربي الذي يعيدك إلى زمن الفحولة في البادية العربية تحسب أنك بين الأطلال ومرابع القوم ينتجعون خلف الإبل ويراقصون عيون المها؛ بهر طه حسين بالفتى المجذوب فكتب في مقدمة كتاب المرشد إلى فهم شعر العرب سطورا من روائع البيان.
ابتلينا بمستعمر مزق جسد الوادي؛ حتى السكة الحديد في الوادي شمالا وجنوبا لاتصلح إلا أن تتبدل القطارات؛ نكاية فينا وتشرذما لوحدتنا؛ هل ننسى جامعة القاهرة فرع الخرطوم؟
أيام كان العلم رحما يسري والنهر في نسق عجيب؛ عرفت شندي ومروي أم درمان؛ المهدي حين حاصر غوردون والدراويش يقيمون سلطنة من الأنصار؛ الخلوة وأصوات الذاكرين في فسحة من الزمان.
عجبا صوروا الأهل عبيدا يسخرون من لون هو الطيبة والنقاء؛ يجودون بماء الحياة فيرتوي الشمال؛ كنا والعهد إخوة في ألفة الحب وصفاء الدين؛ الختمية والدسوقية والشاذلية طرق تصوف تجذب القلب وتأسره.
قالوا: يؤلف الكتاب في القاهرة ويطبع في بيروت ويقرأ في السودان؛ هل ترانا نغفل القاريء المبدع وهو يحتسي كوب الشاي تحت ظلال أشجار الجميز على ضفة النهر عند كرمكول؟
هل سنبقى رهن القطيعة المفتعلة فيجهل بعضنا بعضا؛ ترى هل يجوب أبناء الوادي الخرطوم كما يطرقون بوابات المحروسة؟
نرى الفتيان في طنطا كما يحلقون في بورتسودان؟
لم تنبعث نهضة زراعية في الجنوب تمدها مصانع الشمال فنحارب الفقر ونقاتل الجهل؟
المسافة بين أسوان ووداي حلفا أقرب منها إلى لندن!
يغني الشعراء في مرابد الشعر ويتناغم القصيد في جنبات الوادي؛ نعيد عهد الذين قالوا وحدة وادي النيل؛ فلا يهددنا باغ ولا يفترسنا حبشي.
مثلما نعجب بماركيز وننبهر بأدبه علينا أن نقرأ ونعجب بإبراهيم إسحاق و عمر فضل الله وعزالدين عزالدين ميرغني والمعز عبد المتعال
أحتفي بكتاب د.عبده بدوي" الشعر في السودان" أتصفحه وأتملى حروفه إبداعا كما السرد في غاباته وخضرة أرضه.
وهبني د. أحمد مجذوب الشريفي مساحة لأنشر في صحف السودان.
من خلال قراءاتي في الأدب العربي؛ تبين لي أننا نجهل كثيرا من أعلامه جنوب الوادي شرقا وغربا؛ هل بحث أحدنا عن العربية في تشاد؟
يدهشك أنها بلد عربي؛ تكاد تكون خالصة اللسان؛ تغافلت الجامعة العربية ولم تهتم بهذا الامتداد الثقافي الذي يوجب علينا عقد روابط الانتماء؛ غيرنا من الأمم جعلوا لغاتهم مدخلا للغزو والاستلاب ونحن عرب هوية ودينا نميت روابطنا؛ في استعلاء مقيت؛ أمامنا كنز عربي لغة وإبداعا علينا أن نهتم به؛ ننشر ثقافتنا وعلاقاتنا بين بعضنا البعض؛ هذا ما يوجبه التاريخ وتحكمه الجغرافيا.
وهل ننسى العربية في إريتريا أثيوبيا وبلاد القرن الأفريقي ولا نجهل بطبيعة الحال بلاد غرب الساحل جنوب الصحراء؛ العربية تستطيع أن تقاوم الغزو والاستلاب الحضاري
تعدد في أمكنة توجب الحكي والسرد؛ بهرت بلغة الطيب صالح المتراقصة في موسم هجرته إلى الشمال؛ وسرده حول شخصية مصطفى سعيد.
تطوافة في عالمه الذي بدأ في كرمكول وانتهى في الدوحة مرورا بالقاهرة ولندن؛ يبهرك بهذا النسج المؤتلف.
وهل يدري أحدنا بعبدالله الطيب المجذوب ذلكم العربي الذي يعيدك إلى زمن الفحولة في البادية العربية تحسب أنك بين الأطلال ومرابع القوم ينتجعون خلف الإبل ويراقصون عيون المها؛ بهر طه حسين بالفتى المجذوب فكتب في مقدمة كتاب المرشد إلى فهم شعر العرب سطورا من روائع البيان.
ابتلينا بمستعمر مزق جسد الوادي؛ حتى السكة الحديد في الوادي شمالا وجنوبا لاتصلح إلا أن تتبدل القطارات؛ نكاية فينا وتشرذما لوحدتنا؛ هل ننسى جامعة القاهرة فرع الخرطوم؟
أيام كان العلم رحما يسري والنهر في نسق عجيب؛ عرفت شندي ومروي أم درمان؛ المهدي حين حاصر غوردون والدراويش يقيمون سلطنة من الأنصار؛ الخلوة وأصوات الذاكرين في فسحة من الزمان.
عجبا صوروا الأهل عبيدا يسخرون من لون هو الطيبة والنقاء؛ يجودون بماء الحياة فيرتوي الشمال؛ كنا والعهد إخوة في ألفة الحب وصفاء الدين؛ الختمية والدسوقية والشاذلية طرق تصوف تجذب القلب وتأسره.
قالوا: يؤلف الكتاب في القاهرة ويطبع في بيروت ويقرأ في السودان؛ هل ترانا نغفل القاريء المبدع وهو يحتسي كوب الشاي تحت ظلال أشجار الجميز على ضفة النهر عند كرمكول؟
هل سنبقى رهن القطيعة المفتعلة فيجهل بعضنا بعضا؛ ترى هل يجوب أبناء الوادي الخرطوم كما يطرقون بوابات المحروسة؟
نرى الفتيان في طنطا كما يحلقون في بورتسودان؟
لم تنبعث نهضة زراعية في الجنوب تمدها مصانع الشمال فنحارب الفقر ونقاتل الجهل؟
المسافة بين أسوان ووداي حلفا أقرب منها إلى لندن!
يغني الشعراء في مرابد الشعر ويتناغم القصيد في جنبات الوادي؛ نعيد عهد الذين قالوا وحدة وادي النيل؛ فلا يهددنا باغ ولا يفترسنا حبشي.
مثلما نعجب بماركيز وننبهر بأدبه علينا أن نقرأ ونعجب بإبراهيم إسحاق و عمر فضل الله وعزالدين عزالدين ميرغني والمعز عبد المتعال
أحتفي بكتاب د.عبده بدوي" الشعر في السودان" أتصفحه وأتملى حروفه إبداعا كما السرد في غاباته وخضرة أرضه.
وهبني د. أحمد مجذوب الشريفي مساحة لأنشر في صحف السودان.
من خلال قراءاتي في الأدب العربي؛ تبين لي أننا نجهل كثيرا من أعلامه جنوب الوادي شرقا وغربا؛ هل بحث أحدنا عن العربية في تشاد؟
يدهشك أنها بلد عربي؛ تكاد تكون خالصة اللسان؛ تغافلت الجامعة العربية ولم تهتم بهذا الامتداد الثقافي الذي يوجب علينا عقد روابط الانتماء؛ غيرنا من الأمم جعلوا لغاتهم مدخلا للغزو والاستلاب ونحن عرب هوية ودينا نميت روابطنا؛ في استعلاء مقيت؛ أمامنا كنز عربي لغة وإبداعا علينا أن نهتم به؛ ننشر ثقافتنا وعلاقاتنا بين بعضنا البعض؛ هذا ما يوجبه التاريخ وتحكمه الجغرافيا.
وهل ننسى العربية في إريتريا أثيوبيا وبلاد القرن الأفريقي ولا نجهل بطبيعة الحال بلاد غرب الساحل جنوب الصحراء؛ العربية تستطيع أن تقاوم الغزو والاستلاب الحضاري