د. محروس بريك - الفصيح من كلام العامة: (كِيس ، كُوَيِّس)

كويِّس :

يقول المصريون: فلان كويّس، يريدون أنه حسن الخلق أو ذكي أو ما إلى ذلك من صفات محمودة؛ وأصلها: (كَيِّس) أي (ذكيّ) وجمعها: أكياس وكَيْسَى ، ويروى: (المؤمن كيّس فَطِن)، وأنشد الفرّاء:

وكُنْ أكْيَس الكَيْسَى إذا ما لَقِيتَهم **وكُنْ جاهلاً إِمَّا لَقيت ذوي الجَهْلِ

وربما أرادت العامة معنى التصغير فزادتْ قبل الياء المشددة واوًا وضمّت ما قبلها، أو أن العامة توهّمتْ أصلا رباعيًّا فصغّروه على (فُعَيعِل) فصارت (كُيَيِّس) ثم قلبوا الياء الأولى واوًا.

ثم توسّع المصريون في استخدامها فغدت بمعانٍ عدة؛ إذ يقولون: (اقفل الباب كويّس) يعني: جيدًا أو بإحكام، و: (ذاكر كويّس) يعني بجد واجتهاد، ونحو ذلك، وكلها معانٍ يمكن ردّها إلى أصل معناها الفصيح بوجه أو بآخر.

الكِيس:

يعني به المصريون الحقيبة الصغيرة من البلاستيك أو الورق، وهي كلمة عربية فصيحة كانت تطلق على كيس الدراهم والجمعُ: أكْياسٌ وكِيَسَةٌ، يقول الراجز :

جاريةٌ مِن ساكِنِي العراقِ = تأكل من كِيسِ امْرئٍ وَرَّاقِ

وفي الصحاح للجوهري: الكِيسُ: واحد أَكْياسِ الدراهم.

ومن الفصيح قولنا: هاتِ لي كيسين جوافة!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى