عمر القزق‎ - الأسطة والكورونا ...

كتب أ.د. عادل الأسطة، وما زال يكتب عن يوميات الكورونا، وقد أصدر كتابه الأول فيها، بعيد حالة الهدوء الكورونيّ في صيف هذا العام، وقتما تدنت حالة الانتشار، وقلّ الخطر. ثمّ استأنف الكتابة، في الشّأن نفسه، بعد دخول الموجة الثّانية للفيروس.

إنّ كتابة الأسطة التي تتقارب مع يومياته والوباء هي أقرب في حقيقتها إلى السّيرة الجمعيّة منها إلى السّيرة الذّاتيّة، وأظنّه نوعًا جديدًا في الكتابة، لم يرتقِ سلمه أحد قبله. وهو نوع، وفق أسلوبه في السّرد، يمكن أن يطلق عليه (السّيرة الجمعيّة الرّوائيّة) أو (رواية السّيرة الجمعيّة) بتقنية المرايا المتعاكسة المتشظّية، لا المتعاكسة التي تقوم على الصور أو المشاهد الستّة فقط، ويكمن تشظيها في حلقاتها المتتابعة تارة، والمتقطعة أطوارًا أخر. وفي تنقلاتها البنيويّة الهامشيّة في الحلقة الواحدة ذاتها، وتمحورها حول مركزيّة البنية إذا ما أدركت اتجاه بوصلتها، وفي مدى تشريحها للذّوات، والعناصر، والمشاهد، والوقائع، بتقنية تفكيكيّة تتناقل بين التّاريخ والحاضر، والنّثر والشّعر، والمتون الأدبيّة والهامشي الشّعبي، حيث يظنّها القارئ قد غارت في اللامعنى، فإذا ما أعاد التّبصر وجد أن كلّ الصّيد في جوف الفرا.
لن أسهب في الكتابة عنها، وسأدع الأيام والأقلام تحاورها، وتكشف غطاءها، ولكن، لا بدّ من كلمة، بناء على ما أقرأ له تباعًا:
إنّ هذا النّوع السّردي، وفق مقتضياته الأسلوبيّة والتّقنيّة، يدخل في إطار التّجريب من زواياه الأربع، ولا يسطيعه إلّا أديب مرس الكتابة، وناقد حذق مأكل الكتف، ومفكر له في تقلبات الطّقوس صولات وجولات، ومثقف يدرك الواقع وما وراءه، ويسهل عليه أن يقيم فوق الحدود الزّمكانيّة جسرًا ومعبرا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى