حاتم السيد مصيلحي - نظرية النشوء والارتقاء..

[SIZE=22px]هل يمكن للإنسان أن يتحول عن مبادئه؟ أو يغير من أصول فكره، وغرس توجهاته الأدبية والاجتماعية والدينية؟![/SIZE]
يبدو السؤال صعبا، وإن بدا للآخرين سهلا لا يستحق التفكير، بل إن الإجابة بالنفي أقرب ماتكون إلى البداهة.. ولكن لو أمعنا النظر في كل حقبة من حياتنا نجد أنها تحمل معها متغيرات بيئية، وتقلبات نفسية، وشوارد فكرية، ينجم عنها، لا نقول تغيير في المبادئ، وإنما تعديل وتقييم لها؛ لأن الإنسان لا يستطيع بحال من الأحوال أن يغير أو يبدل مبادئه بالكلية.
وهذا ناتج من نواتج النمو الفطري بما يحمله من تداعيات ومؤثرات على الوعي الذاتي، والتدرج العلمي بما يحويه من مكتسبات، والاحتكاك الاجتماعي وما يتخلله من متناقضات، ومردود كل ذلك على الشخصية وقدرتها على هضم كل ذلك وصهره في بوتقتها.
وهذا يتطلب المراجعة الدائمة، وتقليب الوجه في السماء،وبين الكتب ليوليها قبلة ترضاها، يعرج منها في استواء واعتدال إلى ما تستقيم به الحياة، وهذا من وجهة نظري عملية النشوء العقلي والارتقاء الذهني المنشود لكل إنسان واع بكينونته، وشرف منشأه.

حاتم السيد مصيلحي


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى