د. عادل الأسطة - الست كورونا : "وبتقولوا كورونا منين" (130)

كان الجو أمس في الصباح وفي منتصف النهار صافيا ومقبولا ، ولكنه اختلف في ساعات المساء وبدأت الأمطار في الهطول.
شخصيا لم أفعل شيئا ، وبقيت في المنزل أتابع المواسرجي في عمله ليعيد المياه إلى مجاريها ونقدته ألف شيكل كما طلب ، وما طلبه كثير ، ولكن الطمع في الأجاويد ، ولا بد من كمسيون أيضا لمن يطمع فيك ويستغلك.
"اتق شر من أحسنت إليه " وهذه عبارة يجب أن تكتب بماء الذهب ، فمن تحسن إليهم هم أول من يسيئون إليك متذاكين. هل يختلف هؤلاء عن الكورونا في شيء؟
ما إن أعاد المواسرجي المياه إلى مجاريها حتى قطعها الذين أحسنت إليهم بتذاكيهم ، مستغلين غيابك عن المنزل ، ولم يكن أمامك إلا أن تقول:
- اللهم لا تبارك لهم في صحتهم ومالهم وأولادهم.
ومن جديد تكرر:
دولة أبناء العمومة كورونا والسلطة كورونا وبعض الإخوة كورونا وبعض أبنائهم كورونا وبعض الفصائل كورونا والإمبريالية كورونا والتخلف كورونا وبعض حملة الدكتوراه كورونا وبعض المثقفين كورونا ، ولا علاج ولا لقاح لهؤلاء منذ عقود.
ما زال الحديث عن اللقاح يتواصل ، وآخر نكتة تنص :
" لقاح كورونا يعطى على مرحلتين ؛ الأولى بتقول يارب ، والثانية بتكون عنده.
مزاجي أمس تكدر بسبب اللعبة السيزيفية التي يلعبها الآخرون معي منذ ثلاثة عقود، وكلما حاولت أن أستوعب الأمر أفشل ، وأحيانا تصل بي الأمور إلى درك أسفل ، فألعن الدم ورابطة الدم واتلاعب بقول أمل دنقل في قصيدته "لا تصالح" وأرى أن دم الغريب أفضل من دم أخيك وأن عينيه أجمل من عيني أخيك ، وأن سيف أخيك عليك لا لك وأن يده ضدك وليست معك . لقد كان الأخ هو أول قاتل في تاريخ البشرية أليس كذلك يا أمل دنقل؟
" وبتقولوا كورونا منين؟".
هل تركت الكورونا أثرها على نفسيتي أم أن من ترك الأثر هم الفايروس البشري؟ هل أخطأ (سارتر) حين قال "الآخرون هم الجحيم"؟
ما فيش فايدة . غطي لي رأسي يا صفية.
صباح ال...
خربشات
١٧ كانون الأول ٢٠٢٠


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى