تتعدد التجارب العربية عامة والمغربية خاصة التي بدأت تظهر على الساحة العالمية والتي تميزت بفنها الجاد وجودتها الإبداعية وعمق الفكرها الجمالي، بل شكلت أطيافا مختلفة من النسيج التشكيلي العربي المعاصر الآخذ بالنضوج و الارتقاء إلى جانب التجارب العالمية. و من حرصي على الوقوف إلى جانب الإنتاج الإبداعي الذي يعمق صلة الإنسان بالحياة باعتباره حلقة مهمة من حلقات الثقافة و ركيزة قوية من ركائزها بل وقاطرة للتنمية والتطور والانفتاح والتعايش بسلام بل والاندماج بأرض المهجر من بين هذه التجارب التشكيلية نجد تجربة التشكيلية حكيمة جنح. فمن هي هذه التشكيلية؟ وكيف مارست انزياحها الفني داخل المدرسة الفنية التي اختارت الابداع فيها؟ ما هي الإشكاليات الفنية التي تسعى إلى مقاربتها في أعمالها التشكيلية؟
حكيمة جنج تشكيلية مغربية كندية، بأرض المهجر تخصصت بالميدان الإبداعي الذي سكن خوالجها منذ الطفولة المبكرة. مارست التشكيل عن دراية ودراسة حيث اكتشفت وسائل وتقنيات مختلفة للتعبير، واصلت حكيمة تدريبها في مركز تدريب فنيي الهندسة المعمارية. لكن تعطشها للتعلم والاكتشاف وحاجتها لتأكيد نفسها في ميدان الفن دفعها إلى الالتحاق عام 1998 بالمعهد الوطني للفنون الجميلة حيث تابعت أربع سنوات من الدراسة الجامعية خلالها لتقف عند أهم الحركات الفنية المختلفة. كان تستمد الإلهام من الفنانين الذين ميزوا تاريخ الفن الانطباعية والتجريدية والتعبيرية المعاصرة والحديثة أثناء تجربة العديد من الوسائط والأساليب.
كما شكلت المناظر الطبيعية مصدرا لألوانها وأبحاثها الفكرية المؤطرة للعملية الإبداعية، وأصبغت ألوانها وكتلها اللونية في توزيعها على أبحاثها الفنية المغلفة بمشاعرها ، والتعبير عن تطلعاتها ، ومشاركة حالاتها المزاجية. طورت حكيمة أسلوبها الشخصي وعرضت أعمالها بالمغرب وفرنسا.
في عام 2010 هاجرت إلى كندا واستقرت في مونتريال. حصلت على تقييمها للدراسات في الفنون الجميلة الصادر عن MICC. قكرست كل وقتها للإبداع وتطوير مسيرتها الفنية. بعد أكثر من 20 عامًا من البحث الفني ، لا يزال منهجها في تطور مستمر. وهكذا ، أكملت تدريب "PENCIL ENGRAVING" في مركز الفنون ، Atelier Circulaire ، وهي عضوة في منظمة DAM Diversité Artistique Montréal وتعرض في صالات العرض في مونتريال وأوروبا.
في تحليل أعمالها الفنية نلاحظ قوة الحضور للذات المبدعة حيث يتم تحديد مجال تحركها باللون الأسود مما يعكس غضبها وتمردها مما أثقل قلبها من اضطرابات نفسية أو عاطفية بأرض المهجر وأحيانا أخرى خفيفة تتناغم مع سكونها العاطفي والنفسي فتأتي بألوان برتقالية خفيفة، لاحساسها بالأمان مع أسرتها ورعاية أطفالها...
إنها تسعى بجد لتطوير الفن التشكيلي وتحاول اخضاعه لنفس الشروط التي يجب توفرها في كل فن، من ثقافة ، ومحيط ، وإمكانيات مادية. فهي تعتبرالفن رافد أساسي للتربية الجمالية ، والإحساس الراقي بأهمية الإبداع ، لتصبح رسالة الفن التشكيلي الراقي والمتجدد ، أنجع واقصر السبل لإيصال وترسيخ قيم الجمال والتنظيم الفارقي والتواصل المباشر مع الأشياء والمحيط الكندي المستقبل لها كواقع، والفن كطريق للحوار مع هذا الواقع المعاش والذي يبقى الذات المبدعة هي المحركة المركزية له. وبما أن فلسفة الفن أو الإستيتيكيا (الاستيتيقا ) تنبني على السند الجمالي وتتخذ من السؤال والتأمل مسعى للتحليل والتأويل، فإن المبدعة كان هدفها واضحا هو انه يقوم على محورين هما : الأول ربطته بالمنشأ الفني وبلاغته البصرية في الجمال الفني، حيث حاولت أن تعمل داخل المدرسة التجريدية لكنها تعمل على تطوير كل من التركيبة اللونية والخامة اللونية والكتلة وكيفية تحريكها بشكل ينطلق من الكتلة المتراصية بتوازن توزيعي إلى أن عمدت إلى توزيعها بشكل مشتث بتراكمات مختلفة اللون والقوة مما جعل اللون المحصل عليه هو تركيبة من خمسة أو ستة ألوان مختلفة لكنها منسجمة في نفس الوقت كفراشات تخرج من شرنقتها لتعانق الضوء مما يطسبها جمالا يميزها من طل زوايا الرؤية وتمنح راحة بصرية وجمال يشد المتأمل للعمل. والثاني بناء وإخراج المنشأ الفني من النمطية الكلاسيكية المتعارف عليها وذلك بتحويل الأشياء المجردة داخل الطبيعة نحو إعادة صقلها وتركيبها بإبداع طرق وأدوات جديدة تؤثث المنجز التشكيلي الفني بنظرة واقعية تشكيلية ملموسة، فتصبح لوحاتها قصص بصرية تحكي بلغة لونية شاعرية ذات انسيابية تعكس غنى مُخيلة فنية خصبة للمبدعة، كما تحمل المتأمل إلى عوالمها الفكرية الخفية لتخلق انسجاما بصريا حيك بحبكة ذهنية رائدة في مجال البحث التشكيلي. هناك جهد فني وتقني ضخم قد لا يدركهما الغير المتخصص بالحقل التشكيلي الجمالي في تأمل لوحات الفنانة التي تعج بالحركة التقنية و المشاعرالإنسانية من خلال رسمها لمشاعرها الداخلية في تفاعل مع وطنها المستقبل لها على شكل حركة اهتزازات لونية ونتوءات تحس بيها عند تمرير يدك على اللوحة، وهي ناتجة عن تربص الفنانة لاصطياد نقاط لا ترى بالعين المباشرة العادية توزاي اهتزازات الفرشاة في يدها كفنانة صادق، هذه الاهتزازات التي قد لا يراها العابر إلا خدشات خشنة، وهنا يأتي الخلط بين من يدعي النقد والمتلقي البعيد عن الفهم حتى لو كان ممارسا للفن.
عموما هي فنانة المشاعر النقية وهذا ما جعلني أقول أنها من زمرة المجددين الباحثين عن الحقيقة الجمالية بين ثنايا اللون ... . فهي في تحريكها لكتلة اللونية تحس بتحكمها في ألوانها ومجال توزيعها بدراية تامة وضبط لما تريد أن تصل إليه في أعمالها، تلاعبها بالضوء يعكس شفافيتها وحرصها على خلق انعكاسات ذات بعد جمالي محض.....خيرة جليل
حكيمة جنج تشكيلية مغربية كندية، بأرض المهجر تخصصت بالميدان الإبداعي الذي سكن خوالجها منذ الطفولة المبكرة. مارست التشكيل عن دراية ودراسة حيث اكتشفت وسائل وتقنيات مختلفة للتعبير، واصلت حكيمة تدريبها في مركز تدريب فنيي الهندسة المعمارية. لكن تعطشها للتعلم والاكتشاف وحاجتها لتأكيد نفسها في ميدان الفن دفعها إلى الالتحاق عام 1998 بالمعهد الوطني للفنون الجميلة حيث تابعت أربع سنوات من الدراسة الجامعية خلالها لتقف عند أهم الحركات الفنية المختلفة. كان تستمد الإلهام من الفنانين الذين ميزوا تاريخ الفن الانطباعية والتجريدية والتعبيرية المعاصرة والحديثة أثناء تجربة العديد من الوسائط والأساليب.
كما شكلت المناظر الطبيعية مصدرا لألوانها وأبحاثها الفكرية المؤطرة للعملية الإبداعية، وأصبغت ألوانها وكتلها اللونية في توزيعها على أبحاثها الفنية المغلفة بمشاعرها ، والتعبير عن تطلعاتها ، ومشاركة حالاتها المزاجية. طورت حكيمة أسلوبها الشخصي وعرضت أعمالها بالمغرب وفرنسا.
في عام 2010 هاجرت إلى كندا واستقرت في مونتريال. حصلت على تقييمها للدراسات في الفنون الجميلة الصادر عن MICC. قكرست كل وقتها للإبداع وتطوير مسيرتها الفنية. بعد أكثر من 20 عامًا من البحث الفني ، لا يزال منهجها في تطور مستمر. وهكذا ، أكملت تدريب "PENCIL ENGRAVING" في مركز الفنون ، Atelier Circulaire ، وهي عضوة في منظمة DAM Diversité Artistique Montréal وتعرض في صالات العرض في مونتريال وأوروبا.
في تحليل أعمالها الفنية نلاحظ قوة الحضور للذات المبدعة حيث يتم تحديد مجال تحركها باللون الأسود مما يعكس غضبها وتمردها مما أثقل قلبها من اضطرابات نفسية أو عاطفية بأرض المهجر وأحيانا أخرى خفيفة تتناغم مع سكونها العاطفي والنفسي فتأتي بألوان برتقالية خفيفة، لاحساسها بالأمان مع أسرتها ورعاية أطفالها...
إنها تسعى بجد لتطوير الفن التشكيلي وتحاول اخضاعه لنفس الشروط التي يجب توفرها في كل فن، من ثقافة ، ومحيط ، وإمكانيات مادية. فهي تعتبرالفن رافد أساسي للتربية الجمالية ، والإحساس الراقي بأهمية الإبداع ، لتصبح رسالة الفن التشكيلي الراقي والمتجدد ، أنجع واقصر السبل لإيصال وترسيخ قيم الجمال والتنظيم الفارقي والتواصل المباشر مع الأشياء والمحيط الكندي المستقبل لها كواقع، والفن كطريق للحوار مع هذا الواقع المعاش والذي يبقى الذات المبدعة هي المحركة المركزية له. وبما أن فلسفة الفن أو الإستيتيكيا (الاستيتيقا ) تنبني على السند الجمالي وتتخذ من السؤال والتأمل مسعى للتحليل والتأويل، فإن المبدعة كان هدفها واضحا هو انه يقوم على محورين هما : الأول ربطته بالمنشأ الفني وبلاغته البصرية في الجمال الفني، حيث حاولت أن تعمل داخل المدرسة التجريدية لكنها تعمل على تطوير كل من التركيبة اللونية والخامة اللونية والكتلة وكيفية تحريكها بشكل ينطلق من الكتلة المتراصية بتوازن توزيعي إلى أن عمدت إلى توزيعها بشكل مشتث بتراكمات مختلفة اللون والقوة مما جعل اللون المحصل عليه هو تركيبة من خمسة أو ستة ألوان مختلفة لكنها منسجمة في نفس الوقت كفراشات تخرج من شرنقتها لتعانق الضوء مما يطسبها جمالا يميزها من طل زوايا الرؤية وتمنح راحة بصرية وجمال يشد المتأمل للعمل. والثاني بناء وإخراج المنشأ الفني من النمطية الكلاسيكية المتعارف عليها وذلك بتحويل الأشياء المجردة داخل الطبيعة نحو إعادة صقلها وتركيبها بإبداع طرق وأدوات جديدة تؤثث المنجز التشكيلي الفني بنظرة واقعية تشكيلية ملموسة، فتصبح لوحاتها قصص بصرية تحكي بلغة لونية شاعرية ذات انسيابية تعكس غنى مُخيلة فنية خصبة للمبدعة، كما تحمل المتأمل إلى عوالمها الفكرية الخفية لتخلق انسجاما بصريا حيك بحبكة ذهنية رائدة في مجال البحث التشكيلي. هناك جهد فني وتقني ضخم قد لا يدركهما الغير المتخصص بالحقل التشكيلي الجمالي في تأمل لوحات الفنانة التي تعج بالحركة التقنية و المشاعرالإنسانية من خلال رسمها لمشاعرها الداخلية في تفاعل مع وطنها المستقبل لها على شكل حركة اهتزازات لونية ونتوءات تحس بيها عند تمرير يدك على اللوحة، وهي ناتجة عن تربص الفنانة لاصطياد نقاط لا ترى بالعين المباشرة العادية توزاي اهتزازات الفرشاة في يدها كفنانة صادق، هذه الاهتزازات التي قد لا يراها العابر إلا خدشات خشنة، وهنا يأتي الخلط بين من يدعي النقد والمتلقي البعيد عن الفهم حتى لو كان ممارسا للفن.
عموما هي فنانة المشاعر النقية وهذا ما جعلني أقول أنها من زمرة المجددين الباحثين عن الحقيقة الجمالية بين ثنايا اللون ... . فهي في تحريكها لكتلة اللونية تحس بتحكمها في ألوانها ومجال توزيعها بدراية تامة وضبط لما تريد أن تصل إليه في أعمالها، تلاعبها بالضوء يعكس شفافيتها وحرصها على خلق انعكاسات ذات بعد جمالي محض.....خيرة جليل
