د. عادل الأسطة - الست كورونا : "رهين المحبسين" (151)

اليوم ذهبت إلى الجامعة لأجدد الاشتراك في التأمين الصحي ولكي لا أبقى أكثر وقتي "رهين الشقتين" لا أزور ولا أزار ولا أخرج إلا في جولة هي أشبه بما اصطلح عليه السجناء ب "فورة" والحمد لله أنها ليست "فأرة" ولا أعرف سبب التسمية ومن أين جاءت ومتى أطلقت؟
كان مبنى الإدارة لي لا يوحي بالاطمئنان ، إذ لم يمض على وفاة زميلنا غسان داوود بالكورونا ثلاثة أيام . بدا لي المبنى الذي أنفق فيه غسان عقودا ، بدا موحشا . أهي الحالة التي اعترتني ، فالمبنى هو المبنى؟!
مباني الجامعة أشبه بمباني مدينة النحاس في "الف ليلة وليلة" : شبه خاوية فلا أنيس ولا ونيس ، علما بأن لا ريح تصفر.
في البنك حيث أودعت مبلغ التأمين الصحي لم يكن ثمة زبائن - عملاء وتيسرت الأمور على الرغم من نرفزة شاب ادعى أنني لم ألتزم بالدور ، وكان السبب توقف آلة منح الأرقام وخلو المصرف من العملاء.
مشيتها بشرح الأمر للشاب ووقف الموظفون إلى جانبي مبررين أنني لم أرتكب خطأ . كان الشاب يجلس أمام موظفة وأنا أمام أخرى وكان ثالث يجلس مقابل موظفة ثالثة ولم يكن سوانا في المصرف ، ولولا ابتسامتي وتوضيح الأمر لحدث ما حدث في "كفر عقب" وفي طمرة وغيرها من القرى العربية في فلسطين المحتلة في ١٩٤٨.
هل الكورونا هي المسؤولة عن هذا العدد من القتلى بالرصاص الحي في الوسط العربي؟
كنت في الصباح أصغي إلى ميسون مناصرة والخبير الاجتماعي الدكتور ماهر أبو زنط يتحاوران في الموضوع ولم يرق كلامهما لي ؛ لا كلام المذيعة ولا كلام الخبير ، وربما لا تروق لهما هذه الكتابة ، وأتمنى ألا تهاجمني عشائر الخليل وألا يشتبه بي أقارب الدكتور ماهر من الجزارين والا يلتبس الأمر عليهم ، فيجزرونني كما يذبحون الأغنام والأبقار.
اليوم خرجت عن الروتين وإن بقيت أيضا معريا ؛ كان أبو العلاء المعري أسير عماه وبيته ولقب برهين المحبسين ، وأنا ، منذ بداية الكورونا ، أبدو غالبا أسير الشقتين ، ولا جديد إلا متابعة أعداد الإصابات والوفيات في الكورونا والاشتباكات العائلية وغير العائلية وقطع أشجار الزيتون ومصادرة الأراضي.
كما لو أنني سأنجو ، فقد كنت متفائلا ودفعت رسوم التأمين الصحي عن العام الحالي كله ولم أقسط ، وربما هو عمر الشقي!!
صباح الخير
خربشات
٧ / ١ / ٢٠٢١


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى