دخل الوقت في رماد ثم في عتمة في سواد ، وهو نائم بخوف ، وهي على كرسي نظيف ، أمام طاولة زجاجية لامعة ، تنظر في الجدار أمامها وتنتظر حركة في الغرفة المجاورة.
ربما يفيق الآن ...
كان لها اسم فرحى وقلب فرحى ولون سعيد، وصوت وردي مشبع بفرحة كل الأصوات، كان لها ضحكة تأتي دائماً عبر فتحات البيت من تلك الطفولة، وكانت لها ذاكرات متعددة .
ربما يفيق من هذه النومة الطويلة ، يخرج ، يطلب مني كأس شاي ، أو ربما يخرج ويجلس إلى ، يحدثني عن متاعبه ، وأحدثه عن متاعبي ، ثم نضحك بفرح يبدد هذا الفراغ الهائل في وقتنا.
دخل الوقت رماد الوقت، سواد الوقت، و الليل يرخي جدائله العظيمة فيمنح الأشياء ظلمة موحية ولذيذة ، وهي على الكرسي تلف المكان بكسل وتراخ، تلف أشياء المكان، تبعثر أشياء المكان ، تعيدها إلى أماكنها ، وهي في مشروعها هذا ، ربما ترهف السمع إلى الغرفة المجاورة.
ربما يخرج الآن، أو يفيق ولا يخرج، يقبض على لوحته أو على أوراقه.
ما أقسى الوقت...
ما أقسى أن يخرج أخيراً، يصل الصوت إلى رأستها المعذب فتملؤها لحظة ابتهاج صغيرة، تمتزج مع هزة رعب صغيرة في صدرها.
وها هو قد استيقظ ، ترك غرفته إلى الحمام، ثم عاد إليها ، يغير ملابسه، يخرج إلى بهو البيت الصغير. عيناه آثار للنوم وخلفه أثر من كآبة وجوع وأسئلة ، يلف المكان بنظرة سريعة . الطاولة ، الشاي ، الكرسي ، هذا الكيان الجميل الذي يجلس على الكرسي، كل شيء في لحظة عابرة ، كل شيء صامت، وهو يخرج من البيت بطيئاً وساهما وحزينا مثل مريض.
لكنها لم تكن أمه ولم تكن زوجته ولم تكن لوحة رسمها منذ تلك الأزمنة القديمة.
ربما يفيق الآن ...
كان لها اسم فرحى وقلب فرحى ولون سعيد، وصوت وردي مشبع بفرحة كل الأصوات، كان لها ضحكة تأتي دائماً عبر فتحات البيت من تلك الطفولة، وكانت لها ذاكرات متعددة .
ربما يفيق من هذه النومة الطويلة ، يخرج ، يطلب مني كأس شاي ، أو ربما يخرج ويجلس إلى ، يحدثني عن متاعبه ، وأحدثه عن متاعبي ، ثم نضحك بفرح يبدد هذا الفراغ الهائل في وقتنا.
دخل الوقت رماد الوقت، سواد الوقت، و الليل يرخي جدائله العظيمة فيمنح الأشياء ظلمة موحية ولذيذة ، وهي على الكرسي تلف المكان بكسل وتراخ، تلف أشياء المكان، تبعثر أشياء المكان ، تعيدها إلى أماكنها ، وهي في مشروعها هذا ، ربما ترهف السمع إلى الغرفة المجاورة.
ربما يخرج الآن، أو يفيق ولا يخرج، يقبض على لوحته أو على أوراقه.
ما أقسى الوقت...
ما أقسى أن يخرج أخيراً، يصل الصوت إلى رأستها المعذب فتملؤها لحظة ابتهاج صغيرة، تمتزج مع هزة رعب صغيرة في صدرها.
وها هو قد استيقظ ، ترك غرفته إلى الحمام، ثم عاد إليها ، يغير ملابسه، يخرج إلى بهو البيت الصغير. عيناه آثار للنوم وخلفه أثر من كآبة وجوع وأسئلة ، يلف المكان بنظرة سريعة . الطاولة ، الشاي ، الكرسي ، هذا الكيان الجميل الذي يجلس على الكرسي، كل شيء في لحظة عابرة ، كل شيء صامت، وهو يخرج من البيت بطيئاً وساهما وحزينا مثل مريض.
لكنها لم تكن أمه ولم تكن زوجته ولم تكن لوحة رسمها منذ تلك الأزمنة القديمة.