كنا نسير في الطريق الطويل معاً ظُهْر يوم العطلة ، كان الطريق معتما وكنا نرى على ضفافه منازل صغيرة واطئة ، وكانت تبين الأبواب المواربة المدهونة بكل الألوان ينبعث من فتحاتها أضواء المصابيح الواهنة ، وكان الناس يخرجون ممتلئين برائحة المستنقعات والرطوبة و يتمشون في الشوارع الضيقة .
في ظهر الجمعة يخرج الناس في احتفاليات واضحة وبخور، يخرجون ليروا أنفسهم أو يرى بعضهم بعضاً. النساء يملأن المطابخ صخباً والأطفال في ركضهم المعتاد والشباب يروحون ويجيئون والفتيات على الأبواب ، وكانت موسيقى تنبعث من هنا وهناك ورجال يجلسون أمام الأبواب في جماعات يشربون الشاي وخلفهم نساء يثرثرن في وقت معبأ بالذهول والدهشة وروائح الرطوبة والظلمة.
كانت الطريق معتمةً والحارة نصف مغمضة، تسير في غير اتجاه كأنها سفينة ثملة، وأنا أراكِ تقفين هناك خلف الباب بعيدة عن العيون، أراكِ من البعد خلف كل باب شاهقة مثل نخلة ، تبسطين وجهك البارع وكامل جسدك على ظهر غيمه طائرة تلف البلاد، أو تطل من علو يليق بسموها على حارة تشبه طفلة ضائعة، تنقلب إلى ممرات صغيرة ومتعرجة في هذا النهار الموحى لتمتلئ بآثار ركض لأطفال الحارة ، وفي الصباح ترين حبات الضوء وتستمعين لأول العصافير. هذا هو الوقت حين ضغطت أظافر الحارة على أرواحنا وضغطت كفان ناعمتان على وجنتين صحراويتين فتفجر الرأس ماء وأعشاباً ونخلاً وذكريات ولهواً ودوداً صغيراً، ولازلت أراك تقفين هناك بعيدة عن العيون عندما التقينا وتحدثنا في عصرية شتاء لذيذ . كنت أراكِ بعيدة عن العيون مثل صفحة بيضاء بلا حدود تؤجل رغباتها وذكرياتها وأحلامها.
وأنا لازلت أمشي في دروب ضيقة لذلك الليل القديم .
أراك دائما خلف كل باب .
أقول لك والقلب مضيء مثل قمر : افتحي الباب .
لا أحد يرد .
أفتح الباب ولا أجدك .
أزيح غطاء اللوحـة وإذا مرآة مليئة بوجوه النساء .
في ظهر الجمعة يخرج الناس في احتفاليات واضحة وبخور، يخرجون ليروا أنفسهم أو يرى بعضهم بعضاً. النساء يملأن المطابخ صخباً والأطفال في ركضهم المعتاد والشباب يروحون ويجيئون والفتيات على الأبواب ، وكانت موسيقى تنبعث من هنا وهناك ورجال يجلسون أمام الأبواب في جماعات يشربون الشاي وخلفهم نساء يثرثرن في وقت معبأ بالذهول والدهشة وروائح الرطوبة والظلمة.
كانت الطريق معتمةً والحارة نصف مغمضة، تسير في غير اتجاه كأنها سفينة ثملة، وأنا أراكِ تقفين هناك خلف الباب بعيدة عن العيون، أراكِ من البعد خلف كل باب شاهقة مثل نخلة ، تبسطين وجهك البارع وكامل جسدك على ظهر غيمه طائرة تلف البلاد، أو تطل من علو يليق بسموها على حارة تشبه طفلة ضائعة، تنقلب إلى ممرات صغيرة ومتعرجة في هذا النهار الموحى لتمتلئ بآثار ركض لأطفال الحارة ، وفي الصباح ترين حبات الضوء وتستمعين لأول العصافير. هذا هو الوقت حين ضغطت أظافر الحارة على أرواحنا وضغطت كفان ناعمتان على وجنتين صحراويتين فتفجر الرأس ماء وأعشاباً ونخلاً وذكريات ولهواً ودوداً صغيراً، ولازلت أراك تقفين هناك بعيدة عن العيون عندما التقينا وتحدثنا في عصرية شتاء لذيذ . كنت أراكِ بعيدة عن العيون مثل صفحة بيضاء بلا حدود تؤجل رغباتها وذكرياتها وأحلامها.
وأنا لازلت أمشي في دروب ضيقة لذلك الليل القديم .
أراك دائما خلف كل باب .
أقول لك والقلب مضيء مثل قمر : افتحي الباب .
لا أحد يرد .
أفتح الباب ولا أجدك .
أزيح غطاء اللوحـة وإذا مرآة مليئة بوجوه النساء .