د. عادل الأسطة - الست كورونا : كساد فوق الكساد (153)

غالبا ما أمر بمحل الحلويات لشراء المعمول والحلبة والقزحة.
كنت أشتري الحلبة من فرن يريدني "أن أمشي على هواه" - أي أن أتبنى تصوراته وتصورات قسم من أهل المدينة لحياتي ومشاكلي ، ثم قررت الانقطاع عنه وصرت أشتري من مكان آخر . ولأنني مصاب بالسكري فغالبا ما أطلب من "الحلونجي" أن يقلل كمية القطر التي يصبها على الحلبة أو القزحة ، وغالبا ما أعلمه بالأمر قبل يوم أو يومين ، ثم أمر بعد ذلك لاستلامها .
منذ عشرة أيام أوصيت "الحلونجي" بصينية ووعدني بأن يتصل بي في حال جهزها ، ولما مرت أيام ولم يتصل عرجت عليه أسأله.
كان الحلونجي وعماله جالسين وكانت البضاعة القديمة على حالها ، وقال لي:
- والله يا أستاذ ، كما ترى ، ما في سوق.
في الشتاء في بلادنا غالبا ما يقبل الناس على تناول الحلبة والقزحة ، فهي تمدهم بالطاقة ، وفي هذه الأيام تبدو بقايا السدور منها جافة جفاف أيامنا هذه التي طال انحباس الأمطار فيها.
الأيام أيام كورونا والأسواق أسواق كورونا وأسواق الكورونا كساد في كساد ، وعلى الرغم من أن الأجواء اليوم كانت لطيفة إلا أن ظلال الكورونا على ما يبدو ألقت بظلالها عليها وعلينا.
رحم الله الفتفوت الذي كان يبيع الكنافة في السوق الشرقي لأهل الريف وكان إذا لم تنفق بضاعته بسرعة وطال بقاؤها يكرر عبارته:
- هن الكن. اليوم بكرة هن الكن . الكن الكن - أي مهما طال بقاء الكنافة فهي لكم أولا وأخيرا.
هل يكرر الحلونجي في السوق الغربي ، وزبائنه ليسوا من سكان الريف ، ما كان الفتفوت يكرره؟
ثمة كساد لافت والناس في زمن الكورونا تبحث عن الحمضيات لا عن الحلويات.
صباح الخير
خربشات
٩ كانون الثاني ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى