[SIZE=22px]إلى سعاد العلس.. الكرمة التي نزفت على جذع سنديانة الحلم.[/SIZE]
أحـــدّق فـي وجــــوهٍ لا اراهــــا
وأعجبُ، إن رأيتُ، لما ترينــي:
بـــــلاداً لا أرى فيهــــا بــــــلاداً
وشعبــاً شغله صفــدُ السجـــــون
وأقمــــاراً منكســــةً ، وأخــــرى
تـؤبط بالجـــواربِ والـذقـــــــون
وثمــة جنتيـــــن بقــــاع نطٍـــــع
تـدُبــج فـي الشمـال وفـي اليميـن
خـرائبَ أسبلــتْ فـي كــل جفـــنٍ
تهُيل على القذى مقـلَ الجفــــون
انــاسبـــأ السبــايـــا و المغــــازي
فقأتُ بـإصبعي عيني ((معين))!
لشرذمة الطوائفِ جيئتُ أضحــي
بما في الشَعْـرِ مـن رأسٍ خـــؤنِ
فنصــــفٌ للمنــايــا حِــضن فيـــه
ونصــفٌ للــدفـائـنِ والضغـــون
أريــشُ بهـدهـدي الناجي حطـاماً
وأتلـــوفــي كــوابيســي يقينــــي
كــأن الريــحَ مِطْـــرقــةٌ بكفـــــي
تـدفُّ النــأي في غبطي الحـزين
وضــوء العـين إسفلـــتٌ و غيــمٌ
ورأســي حــاســرٌ يمشي بدونـي
وتســألنـي المهــامــهُ: أين أمضي
وليــس بخنجــري إلاشجــــونـي
فقلــتُ الـريــحُ تمهــرنـي بــلاداً
على حَــدبَ الأسنــةِ والظعـــون
حملتُ فمي على الاكتاف حمـلاً
ونــاءَ بمحملــي طـــولُ السنيــن
وكـان الفـاتحــون إذا تبـــاهـــوا
شَــذوا البـــارودَ نكــهَ اليـاسميـن
يقــولـون ابتنــوا قمــراً وشمســاً
وزادوا حــاجبــــاً بيـن العيــــون
وهـم أكـروا السمـاءَ بناتِ نعـــش
وأعلــوا نعشَهــا فــوق الجفـــون
وكــان البحــرُ قبلهمـــو مــــــداداً
مشـاداً كلــــه بحصــىً وطيـــــن
أنــاطـوا بــالأئمــةِ كــلَّ طيـــــشٍ
وهــذا الخبـــزُ مـن ذاكَ العجيــن
أرى ((عدنا)) تُساط على نعوشي
بــآلة عريهـــا المخــزي المشيـن
وتنفــش لــي ظفـائرَهـــا بكــــاءاً
لأحــدج فــي مدامعهــا سفينـــــي
مقــوضــةً كـــأن الغــلَّ أشفــــــى
بها ((وضاحُ)) مـن ((أم البنيـن))
وكـانت حنطتـي وغلالَ ((بنـي))
وسمـــطَ الــدرِّ فــي الكـنز الثمين
وأصطــبُ فـي مسلتهــا دعـــائــي
وأعتــل مــن مجـــرتهـــا حنينــي
فيــا وطني المجعدُ فـي ضمــــادي
قضـيتَ الـدينَ هـل مـن مستديـن؟
و((يــاعدنــا)) لطفــتِ بكــل شاكٍ
فهــل لـكِ أن أريــثَ وتُمهلينــــي
خــذي النـايَ المنكسَّ فوق صمتي
ومــا ابقـــى الصدى قاعَ اللحــون
وهــذا الـدمـــعَ أُشهـــره كنصـــبٍ
اذا وصــل النعــيُّ وقـــد نعـــوني
انـا شجــنُ الغموضِ على المرايـا
وتيــهُ خيــالـــه الخافــي الــدفيــن
انــا ((زحــلُ)) يقــاضــي دائنيــه
بمـــا غنمـــوا بمغـــرمـة الـديـون
انــا القمـحُ المؤجـــل فـي الخوابي
ونكهـــةُ خبــزه الـرطـبِ السخيـن
خضبتُ بمضمـخ النسـرين اسمـي
ورشْـــتُ بغبطتـــي عبــق الفتون
وقلــت :" البحــر مطلعُــه سهيلَ"
لمـــن نحســـوا بفـألـــهم اللعــــينِ
((ارى خلف الرماد وميض نار))
تفتــش فـي القنــائـص عـن كمين
ومــلء الكيــر أعيـــرةٌ وعصـــفٌ
سيُعلـــي وقـــدُهــا صخبَ الأتــون
فقولي إن طمتْ ، عظُمتْ وغمّتْ
واتقنت الــرحــى طحــن القـرون
1994م
أحـــدّق فـي وجــــوهٍ لا اراهــــا
وأعجبُ، إن رأيتُ، لما ترينــي:
بـــــلاداً لا أرى فيهــــا بــــــلاداً
وشعبــاً شغله صفــدُ السجـــــون
وأقمــــاراً منكســــةً ، وأخــــرى
تـؤبط بالجـــواربِ والـذقـــــــون
وثمــة جنتيـــــن بقــــاع نطٍـــــع
تـدُبــج فـي الشمـال وفـي اليميـن
خـرائبَ أسبلــتْ فـي كــل جفـــنٍ
تهُيل على القذى مقـلَ الجفــــون
انــاسبـــأ السبــايـــا و المغــــازي
فقأتُ بـإصبعي عيني ((معين))!
لشرذمة الطوائفِ جيئتُ أضحــي
بما في الشَعْـرِ مـن رأسٍ خـــؤنِ
فنصــــفٌ للمنــايــا حِــضن فيـــه
ونصــفٌ للــدفـائـنِ والضغـــون
أريــشُ بهـدهـدي الناجي حطـاماً
وأتلـــوفــي كــوابيســي يقينــــي
كــأن الريــحَ مِطْـــرقــةٌ بكفـــــي
تـدفُّ النــأي في غبطي الحـزين
وضــوء العـين إسفلـــتٌ و غيــمٌ
ورأســي حــاســرٌ يمشي بدونـي
وتســألنـي المهــامــهُ: أين أمضي
وليــس بخنجــري إلاشجــــونـي
فقلــتُ الـريــحُ تمهــرنـي بــلاداً
على حَــدبَ الأسنــةِ والظعـــون
حملتُ فمي على الاكتاف حمـلاً
ونــاءَ بمحملــي طـــولُ السنيــن
وكـان الفـاتحــون إذا تبـــاهـــوا
شَــذوا البـــارودَ نكــهَ اليـاسميـن
يقــولـون ابتنــوا قمــراً وشمســاً
وزادوا حــاجبــــاً بيـن العيــــون
وهـم أكـروا السمـاءَ بناتِ نعـــش
وأعلــوا نعشَهــا فــوق الجفـــون
وكــان البحــرُ قبلهمـــو مــــــداداً
مشـاداً كلــــه بحصــىً وطيـــــن
أنــاطـوا بــالأئمــةِ كــلَّ طيـــــشٍ
وهــذا الخبـــزُ مـن ذاكَ العجيــن
أرى ((عدنا)) تُساط على نعوشي
بــآلة عريهـــا المخــزي المشيـن
وتنفــش لــي ظفـائرَهـــا بكــــاءاً
لأحــدج فــي مدامعهــا سفينـــــي
مقــوضــةً كـــأن الغــلَّ أشفــــــى
بها ((وضاحُ)) مـن ((أم البنيـن))
وكـانت حنطتـي وغلالَ ((بنـي))
وسمـــطَ الــدرِّ فــي الكـنز الثمين
وأصطــبُ فـي مسلتهــا دعـــائــي
وأعتــل مــن مجـــرتهـــا حنينــي
فيــا وطني المجعدُ فـي ضمــــادي
قضـيتَ الـدينَ هـل مـن مستديـن؟
و((يــاعدنــا)) لطفــتِ بكــل شاكٍ
فهــل لـكِ أن أريــثَ وتُمهلينــــي
خــذي النـايَ المنكسَّ فوق صمتي
ومــا ابقـــى الصدى قاعَ اللحــون
وهــذا الـدمـــعَ أُشهـــره كنصـــبٍ
اذا وصــل النعــيُّ وقـــد نعـــوني
انـا شجــنُ الغموضِ على المرايـا
وتيــهُ خيــالـــه الخافــي الــدفيــن
انــا ((زحــلُ)) يقــاضــي دائنيــه
بمـــا غنمـــوا بمغـــرمـة الـديـون
انــا القمـحُ المؤجـــل فـي الخوابي
ونكهـــةُ خبــزه الـرطـبِ السخيـن
خضبتُ بمضمـخ النسـرين اسمـي
ورشْـــتُ بغبطتـــي عبــق الفتون
وقلــت :" البحــر مطلعُــه سهيلَ"
لمـــن نحســـوا بفـألـــهم اللعــــينِ
((ارى خلف الرماد وميض نار))
تفتــش فـي القنــائـص عـن كمين
ومــلء الكيــر أعيـــرةٌ وعصـــفٌ
سيُعلـــي وقـــدُهــا صخبَ الأتــون
فقولي إن طمتْ ، عظُمتْ وغمّتْ
واتقنت الــرحــى طحــن القـرون
1994م