عصري فياض - قرار مستقل

هذا المصطلح يجعلني أضحك قهرا ،فهو يليق كعنوان لمسرحية ساخرة...،فكل من طحن بالسياسة يختبأ خلف مواقفه بهذا ألمصطلح ليعبر عن حرية قراره ألسياسي ويرمي منافسيه بفقدانهم هذه " الفضيلة "، ولكن السؤال الصارخ، كيف يكون قرارك مستقل يا سيدي المحترم، وأنت في كل مفصل وقرار ترفع السماعة لتقول :- "هلو" القاهرة أو "هلو" عمان أو "هلو" الرياض،أو "هلو باريس، "هلو" لندن "هلو" هيئة الامم...... أو ترفعك الطائرة إلى هناك تحت عنوان التشاور ومد الرأس إلى الرأس للهمس وحفظ ألدرس....
كيف يكون قرارك مستقلا أنت أيضا ومرجعيتك ابو ظبي التي لم تعترف بإسرائيل فقط، بل عانقت المستوطنين واستحسنت منتوجاتهم المروية بدم شعبنا ونهب خيراته وسرقة أرضه وماءه وطمأنينته، وإذا كنت تغرف من جيوب دشاديشهم ، فكيف لك أن تتخيل أن يأتي عليك زمان تقول لهم ثوابتنا وشعبنا وحقنا ولاجئونا وأسرانا ومسرانا؟؟
كيف يكون قرارك مستقلا، وقد قيدتك الاتفاقيات "المرحلية " بحروفها الاولى ،المؤبدة في واقعها وحقيقتها اقتصاديا وسياسيا ومكانيا وزمامنيا وهوائيا وارضيا وسمائيا وكل انفاس الحياة ؟؟؟ بل شدت عليك ربطة العنق التي تستعرض بها امام العالم حتى كدت ان تختنق؟؟
ما هو الاستقلال والموقف المستقل برايك وانت مصفد بالاغلال من أخمص قدمك لاعلى شعرة في رأسك ؟؟
أرجوك لا تستخف بعقولنا، ولا "تستهبلنا"... فكل عاصمة تعلب النرد على جراحاتنا وآهاتنا وصبرنا وألمنا ودمنا وأحلامنا.....، ترمي ما يحلو لها ويناسبها ويتماشى مع سياساتها على الطاولة وما عليك الا أن توفي أنت الرقم المطلوب...!!!
كل عاصمة بما فيها تنضح، وبعض عواصم العرب فاضت فيها العبارات التي كانت مستترة واخرجت اثقال روائحها للشارع حتى زكمت الانوف....
إذا أردت قرارا مستقلا حقيقيا،أو اردت أن تشتم رائحة المسك، أو تنعم عينك بشقائق النعمان،فهذه بيروت التي أبرتك عندما دفعوك، وهذه دمشق التي ظلمتها لكن أهلها لم ولن يتركوك، هذه بغداد التي رغم جراحاتها،لا زال سماؤها نقيا نقاء ايام الـ 48 ،فرجالها ما نسوك ولن ينسوك....هذه صنعاء.. هذه الجزائر.. هذه طهران...إنزل في مضاربها....لن يخذلوك.. ولن يسرقوا رأيك ...وسيكونون خير من يحفظ جبينك عاليا ويسندوك....

عصري فياض

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى