يتوارى كفرخ منتوف الريش، يخاف أن يرى نظرة التجاهل في عيون الإناث الجميلات ، فهو يدرى أنه يفتقد الجاذبية، يفتقد بوصلة الوصول إليهن، تزوج امرأة فَقَدَ معها بقية إنسانيته وبعضاً من رجولته، فقد حولته إلي مجرد خادمٍ نهاراً ورجل حراسة ليلاً، فنسي أنه متزوجاً.في جمع كبير من زملاء الندوة المقامة علي هامش العمل، اقترحت المُشرفة أن نلعب سويا لعبة ( حلمك ايه؟) بدأ الجميع في سرد أحلامهم فمنهم من كانت أحلامه بأن يؤسس شركه وأخر يحلم بأن يكون أديباً مشهوراً، وأخري تحلم بأن ترى أولادها في مناصب قيادية عالية وغيرها تحلم بأن تغمض عينا ًوتفتح أخري لتصبح ملكة جمال العالم، توالت الأحلام حتى جاء دور فرخ قصتنا ، وقف وقال بصوت خفيض: أحلم بزواج يحقق لي السعادة.
ضحك الجميع علي أنها نكته، فهو في آخر عقده الخامس، ضحك هو الآخر ليبتلع غصته كيلا يشعر بمرارتها أحد.
تفرق الجميع ما بين ساعة الراحة والعودة للندوة مرة اخري، فوجئ الفرخ المنتوف بجمع من الفتيات – ممن فاتهن قطار الزواج- يلتففن حوله، يتوددن إليه، يرشقنه بنظرات تقول : نعم، هيت لك .
كان ارتباكه عظيمًا، خاصة أنه لم يحلم إلا بأن يكون زواجه سعيداً ، لم يقصد زواجاً ثانياً ..
تطاوس الفرخ ونسي أجنحته المنتوفة ، فَرَدَها وهو يتخيل أن الريش قد نما عليها، راح يوزع الابتسامات والإيماءات ، تبادل معهن أرقام الهواتف، تجاوز معهن واقعه الميت، راح يتخبّط بين أنواع الأنوثة المختلفة، منحنه نوعاً من الرياضة النفسية ، وجد ضالته في المتعة المجانية التى ينالها منهن جميعا ، يمتص رحيق كل وردة على حدة ، يَعِد كل واحدة بالزواج ، يضحك في سره ويقول: مَنْ هو المجنون الذي يتزوج وهو يعيش في هذا البستان النسائي الوفير.