أجمل وأثمن ما في حجرتها ، تلك اللوحة المعلقة على جدارها، الحياة البسيطة تجعلها ترى صغائر ما تمتلكه ثروة تستحق الحفاظ عليها.تشعر الآن أنها تمتلك شيئا ثمينا، تخبئه خلف صورتها المعلقة في حجرتها الصغيرة التى تضم سريراً قديماً، تحافظ علي تسويته بشكل دقيق ومنضدة مغطاة بغطاء بلاستيكي منقوش بنمنمات من الورد الصغير ، يرافقها كرسي للمذاكرة .
تنظر دائما لتلك اللوحة المهداة من جارهم الرسام الذي بهره جمالها وبساطتها فجعلها موضوعاً لمشروع تخرجه من كلية التربية الفنية.
سَمِعَتْه يقول لوالدها: " أنها طفلة مُلْهِمة، آسِرة، جمالها البريء لافت جاذب للعيون، في عينيها دمعة تأبى أن تفر منهما، نظرتها كمن يستطيل النظر في المجهول لقراءة ما به ؛ فيطفو على صفحة وجهها ذلك الطالع فى براءة، فتعصاها البسمة.
فازت لوحته كأجمل لوحة تشكيلية، صوَّر اللوحة وجعلها في إطار جميل وأهداها إياها.
تنظر الطفلة كثيراً في المرآة لتتحقق من وصف الرسام لها، تنظر لصورتها المرسومة المعلقة على جدار حجرتها. تُهدى صورتها قُبلة.
تنتظر بفارغ صبر زيارة أختها التى تزوجت منذ ثلاثة أسابيع، تطمئن على خبيئتها خلف اللوحة، تضم كفَّيها عليها في حنان، تقبلها وتضعها مكانها.
عادت أختها بعد شهر العسل وكأن الربيع سكنها، تقفز الطفلة، تأخذ أختها من يدها تدخل ، بها لحجرتها وكأنها سَتُسِرُ لها بأسرارِها ، تقترب من لوحتها، تأتى بخبيئتها وهي تقول لأختها في براءة : " منذ أسبوع سلقت لنا أمي بيضاً وخشيت ألا أفوز بواحدة مثلها قبل أن تأتي؛ فاحتفظتُ لكِ بها .
وضعتْها بين كفي أختها...... وابتسمت.